Close ad

ياسر الشربيني عالم المناعة الإكلينكية: «لقاحات كورونا كانت علاجا واعدًا للسرطان» | حوار

14-1-2021 | 14:20
ياسر الشربيني عالم المناعة الإكلينكية «لقاحات كورونا كانت علاجا واعدًا للسرطان | حوارياسر الشربيني
عزيزة فؤاد
نصف الدنيا نقلاً عن

منذ الإعلان عن ظهور سلالة جديدة من ڤيروس كورنا، يعيش العالم في سباق محموم لإيجاد العلاجات واللقاحات المضادة لهذا الڤيروس لمواجهة تطوراته وتحوراته وسلالاته، لكن يبقى وعي الناس السلاح الحاسم في مواجهة الجائحة التي نعيشها.. ذلك ما يؤكده العالم المصري الدكتور ياسر الشربيني «أستاذ علم المناعة والعلوم الطبية الحيوية في جامعة نوتنجهام ترنت» ببريطانيا، في حواره مع «نصف الدنيا»، كاشفًا عن التحورات التي طرأت على السلالة الجديدة من ڤيروس كورونا المستجد في ظل الموجة الثانية من انتشاره عالميا وخطورته، وما يميز اللقاحات المكتشفة عن بعضها.

موضوعات مقترحة

الدكتور ياسر الشربيني يقود مجموعة من أساتذة علم المناعة في قطاع ابتكار التقنيات الطبية، ويسهم في التدريس والقيادة بوحدات متعددة، والإشراف على أبحاث الدراسات العليا والجامعية، وهو صاحب براءة اختراع مسجلة باسمه في الولايات المتحدة الأمريكية حول طريقة علاج الأورام عن طريق الخلايا الجذعية، وله ما يقرب من 30 بحثا منشورا في أشهر المجلات العلمية الأوروبية، والعديد من الأبحاث عن ڨيروس كورونا الذي أصيب به وكل عائلته ببريطانيا.
كما أن زوجته تشاركه رحلته العلمية، فهى أستاذ مساعد في الجامعة نفسها.

- سألته عن السلالة الجديدة لڨيروس كورونا، هل كان هناك توقع بتطوراتها وتحوراتها -الچينية؟

السارس معروف أن له أجيالا كثيرة وبأنه متطور الطفرات والسلالات الچينية، ورغم أن الڨيروس انتشر في بدايته من الصين، وأن السلالة الجديدة انتشرت من جنوب إنجلترا، فإنه يستطيع أن يغير من شكله ليضمن لنفسه البقاء. فالسلالة الموجودة حاليا تختلف عن السلالة السابقة التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية، والتي انتشرت في أوروبا، وحدوث طفرات لها نتيجة طبيعية لكونه يصيب أصحاب المناعة الضعيفة فيأخذ أشكالا جديدة، لأنه لا يجد أية مقاومة فيظل ماكثا في أصحاب المناعات الضعيفة. ولسوء الحظ أن السلالة الجديدة انتشرت في إنجلترا ولم نعرف حتى اليوم هل هي منشؤها، أم انتقل إليها الڨيروس من أوروبا، لأن هذه السلالة انتشرت بصورة كبيرة في جنوب إنجلترا التي قامت بعملية إغلاق واسعة لكل حدودها للسيطرة على تفشي الڨيروس.

- وما التأكيدات على أن هذا الڨيروس جديد؟ وكيف تم اكتشافه؟

هذا الڨيروس موجود منذ شهر أكتوبر الماضي لكنه ظهر بشدة خلال الأسبوعين الماضيين، ذلك ما كشف عنه أستاذ بجامعة «إمبريال كولدچ» في دراسة أجراها على 1800 شخص أثبتت أن نحو %80 منهم مصابون بهذه السلالة الجديدة، وبدأ الربط بين هذه السلالة والأعداد الكبيرة التي أصيبت في لندن ووصلت إلى 36 ألف إصابة في يوم واحد، بعد أن كانت 18 ألفا.
والأغرب أن بريطانيا كانت تطبق المرحلة الثالثة للتباعد الاجتماعي، إلا أن الڨيروس كان ينتشر بسرعة، لكنه استطاع أن يغير من شكله ويتحايل على جهاز المناعة في جسم الإنسان.

- وماذا عن الصفات الجديدة الموجودة فيه؟

استخدم مستقبلات معينة في خلايا الجسم ليغزوها بشكل أسرع، لكن من فضل الله علينا أن حدة المرض وخطورته لم تزدا إنما زادت قدرته على الانتشار، وهنا تكمن خطورته، والعلماء في بريطانيا قاسوا كمية الڨيروس في الحلق والأنف فكان عددها أكبر من الطبيعي، وبالتالي فإن الشخص يصاب بصورة مضاعفة، وينتشر الڨيروس بمنطقة الحلق بصورة كبيرة.

- وهل تختلف طبيعة الإصابات عن ڨيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية؟

اختلفت الأعراض، حيث كانت الحرارة والكحة وضيق التنفس وفقدان الشم والتذوق في السلالة الأولى، بينما في السلالة الجديدة نرى أعراضا جديدة مثل الإسهال ومشكلات بالجهاز الهضمي، وهناك من يصاب بالدوخة والصداع، وعلى حسب السن وقوة أو ضعف المناعة، فالسلالة الجديدة لم تعد متوافقة مع ما كانت عليه من قبل.

- منذ عدة أشهر لاحظ الأطباء في مصر هذه الأعراض وكانوا يصفون للمرضي أدوية للجهاز الهضمي، فهل تعتقد أنها كانت السلالة الجديدة؟

لكي نثبت ذلك لا بد من إجراء تحليل التسلسل التفاعلي للڨيروس لنتأكد هل كانت موجودة في مصر أم لا؟ وهو أمر مكلف ويتم إجراؤه في معامل معينة بالعالم، لذلك قامت جامعات إنجلترا بعمل حلقة بحثية، وأجروا أبحاثا علمية لمعرفة مدى انتشار هذه السلالة واختبار الڨيروس نفسه، لكن لم نجرِ اختبار التسلسل التفاعلي لمعرفة التركيب الچيني للڨيروس.

- كيف تقيِّم مجموعة اللقاحات الواعدة لهذا الڨيروس؟

شركات الأدوية عندما أنتجت وابتكرت اللقاحات، منها من اختار الطريق السهل في التصنيع مثل لقاح فايزر، والطريق الأصعب مثل سينوفارم وسينوفاك، فكانا مختلفين في التصنيع.

- هل يتعلق ذلك بجودة اللقاح؟

من اختار الطريق الصعب احتاج إلى كمية كبيرة من الڨيروس لزرعها وإماتتها ليستخدمها كنوع من اللقاح، مثلما هو موجود في لقاح شلل الأطفال، بينما الشركات التي استسهلت أخذت جزءا من الحامض النووي للڨيروس واستخدمت فيه الدهون بتقنية النانو تكنولوچي ثم يتم حقنه داخل الخلية مباشرة فيكون البروتين عبارة عن أجسام مضادة داخل الجسم، وهذه أفضل وسيلة في رأيي، وفي النهاية الطريقتان يؤديان إلى هدف واحد.

- هناك تحفظ على لقاحات الجيل الأخير، فما سببه؟

تقصدين لقاح فايزر، كل الڨيروسات تدخل الخلايا، بينما الجيل الأخير ربما يكون جديدا لكنه ليس بالخطورة التي يتوقعها البعض، فاعتراضهم أنه يعمل على الخلية مباشرة بدلا من إعطاء الڨيروس بعد إماتته رغم أن اللقاحات كلها تدخل إلى الخلية.

ولهذا اللقاح مميزات، فهو أكثر الأنواع أمانا ويمكن إعطاؤه لكبار السن دون حدوث مضاعفات.

- لكن مازال هناك تخوف من اللقاحات لأنها لم تأخذ الوقت الكافي من البحث، وأن أي تلاعب في الچينات من الصعب إصلاحه؟

من الطبيعي أن كل الڨيروسات تدخل إلى الخلية وتسيطر عليها، وليست كل اللقاحات تسبِّب المشكلة نفسها داخل الخلية، لأنها الطريقة نفسها التي كانت تُستخدم في إنتاج لقاح ضد السرطان منذ خمس سنوات ماضية.

- وهل يوجد لقاح ضد مرض السرطان؟

نعم هناك لقاح ضد السرطان لكنه في أطواره الأولى ونتائجه جيدة.

- طوال السنوات العشر الماضية حدثت طفرة في تطوير اللقاحات لعلاج الأمراض المستعصية، كيف يتم العمل فيها؟

طوال الفترة الماضية كان التركيز على إيجاد حل لمواجهة السرطان، وبالطبع لم يكن هناك ڨيروس كورونا، وبما أننا نعمل على الخلية فتم استخدامها بالطريقة نفسها التي تسهل من التعامل معها لعلاج السرطان، فلقاح الجيل الجديد للعلاج المناعي يعطى ضد بروتين في الجسم غير معرف عليه، وعندما ظهر ڨيروس كورونا فكر العلماء في استخدام هذه الطريقة الجديدة في عمل اللقاحات التي تُصنع بتكنولوچيا حديثة عن طريق ماكينة طباعة، فلسنا في حاجة إلى زراعة الڨيروس لأنه من الممكن أن يتحور إلى سلالات جديدة، وإنما طباعة الچين تعطينا درجة عالية من الأمان، وهو الأمر الذي نقوم به حاليا.

فطريقة «استرازينكا» التي طورت لقاحها عن طريق وضع ڨيروس مشابه للإنسان، كما في الشمبانزي، استخدم كنوع من المستقبلات لكي يوصله إلى البشر، واستخدمته السعودية في جائحة سارس عام 2013 وصنعته لكن الڨيروس اختفى قبل استخدام اللقاح.

لذلك فهي كانت سباقة في هذه التكنولوچيا، وأرى أن هذا اللقاح سيكون واعدا لأنه سيفتح الطريق أمام العلاجات المناعية المختلفة في أمراض السرطان والذئبة الحمراء والروماتويد وغيرها.

- وما اللقاح الذي اشترته إنجلترا؟

إنجلترا اشترت كل أنواع اللقاحات لأنها متشابهة، ولقاح فايزر أكثرها أمانا، لكن مشكلته أن الحمض الوراثي يمكن أن يتكسر ولا بد من وضعه في درجة حرارة 80 تحت الصفر.

- وما أفضل اللقاحات في نظرك؟

كل اللقاحات جيدة، وأتمنى أن تُصَنِّع مصر لقاحاتها، فاللقاحات مثل الذهب.

- هل تعتقد أن السلالة ستؤثر فى أداء اللقاحات وجودتها؟

يعتمد ذلك على مناعة الأشخاص، فهناك كمية كبيرة من الطفرات الچينية، التي يصل عددها إلى 17 طفرة أهمها (إن واي 510) التي تجعل الڨيروس يفوق ما سبقه، فلو هناك 20 ڨيروسا فى الحلق مثلا يصبحون مرة واحدة 400 ڨيروس، لكن تأثيرها فى صحة الإنسان يعتمد على قوة جهاز المناعة أو ضعفه.

- وما الذي يزعجك مما يدور حاليا داخل المعامل العلمية؟

ما يخيفني أن الڨيروس بدأ يتعلم الهرب، والتحسين من نفسه، وبالتالي يصبح ڨيروسا جديدا في التأثير والانتشار.

فالڨيروسات عابرة للقارات ليس لها جواز سفر ولا يستطيع أحد أن يوقفها، لكن نستطيع عمل لقاح ضدها.

- هل تتوقع ظهور سلالات جديدة من ڨيروس كورونا؟ وهل تعددها دلالة على ضعفها وانتهائها؟

الڨيروس أول الغيث، وستخرج سلالات أخرى منه لأنها طبيعته، والحل أن نسرع في إنتاج اللقاحات، ولا بد من أن نفهم أن اللقاح هو الذي أنقذ البشرية من جوائح كثيرة من قبل، وكلما بدأنا مبكرا كان ذلك أفضل، فقد تظهر خلال شهرين سلالة أخرى جديدة، فالڨيروسات ذكية وتزرع نفسها وتتشكل بصور كثيرة، فالأدوية تساعد الڨيروس على التحورات، لذلك أنصح بصرفها تحت إشراف طبي.

فاللقاح إذا أعطانا نتائج فعـاليتها تصل إلى 60 % سنتغلب على النسبة المتبقية بالعلاجات، وسنحد من حركة السلالة الجديدة.

- هل يمكن للشخص أن يحصن نفسه بأكثر من لقاح ضد ڨيروس كورونا؟

لا يوجد ضرر من تعدد الحصول على اللقاحات.

- ماذا تقول للمشككين في فعالية اللقاحات الموجودة حاليا ضد كورونا؟

ما خلق الله من داء إلا وخلق له الدواء، نتبع الإجراءات الاحترازية ونأخذ اللقاح ففوائده أكثر من أضراره، فأي دواء فيه آثار جانبية.

- هل ستأخذ اللقاح أم لا؟

نعم، سآخذه وسأكون في أول الطابور لأني أُصبت بڨيروس كورونا أنا وعائلتي فى أثناء وجودنا في إنجلترا، فالحصول عليه واجب لحماية أنفسنا والمجتمع.

- في رأيك إلى أي مدى نجحت مصر في مواجهة أزمة كورونا؟

مصر نجحت في احتواء أزمة ڨيروس كورونا، لكن يظل التزام الناس هو الطريق الصحيح والفعال لاحتواء هذه الأزمة.

- وما رأيك في اللقاح الصيني؟

مشكلة اللقاح الصيني أنه لم تُنْشَر أبحاث عنه بشكل واسع، وهو لقاح جيد ومشكلته أنه يمكن أن يسبب حساسية عند بعض الناس.

وبالنسبة للقاح فايزر آمن والأفضل أن يُعْطَى لكبار السن والصغار فهو لا يسبب الحساسية.

- هل يعود مرضى كورونا إلى طبيعتهم بعد التعافي؟

للأسف رغم التعافي فإن البعض مازالوا يعانون من أعراض النهجان وعدم العودة إلى طبيعتهم، بالإضافة إلى النسيان والتأثير فى القدرات العقلية، كما أنه يصيب الجهاز العصبي.

- متي يعود العالم إلى طبيعته؟

عندما يتم تطعيم العالم أجمع ضد كورونا، فاللقاحات هي التي تضع نهاية الڨيروس وليست الأدوية.

- وما آخر أبحاثك عن ڨيروس كورونا؟

نحدد من هو المريض الذي تؤثر فيه الإصابة بالڨيروس وتظل مشكلاته مستمرة معه، ذلك هو البحث الذي أقوم به حاليا في جامعة المنصورة لمتابعة المرضى، وفكرته أن هناك شفرة چينية تجعل المرضى يتحسنون أو يستمرون في مرضهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: