Close ad

بعد تكوين أجسام مضادة للڤيروس.. هل يُمكن الإصابة بكورونا بعد التعافي؟

14-1-2021 | 14:08
بعد تكوين أجسام مضادة للڤيروس هل يُمكن الإصابة بكورونا بعد التعافي؟فيروس كورونا
عبير مسعد
نصف الدنيا نقلاً عن

يتساءل كثيرون: هل يمكن الإصابة بڤيروس كورونا المستجد مرة ثانية بعد التعافي منه؟ يبدو السؤال بسيطا ويمكن الإجابة عنه بكل سهولة بخاصة بعد سماعنا خلال الفترة الماضية عن إصابة بعض الأشخاص بالڤيروس للمرة الثانية وربما للمرة الثالثة، لكن الأطباء أشاروا إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أنهم أصيبوا بالڤيروس مرتين، فمن الممكن أن يكون الڤيروس انحصر داخل أجسامهم، لكن لم يتم القضاء عليه تماما.

موضوعات مقترحة

عندما يصاب الشخص بڤيروس كوفيد-19، سواء تم احتجازه داخل مستشفى العزل أو قضى فترة العلاج في العزل المنزلي، يتناول العلاج ويجرى المسحات حتى تصبح نتيجة المسحة سلبية، لكننا نجده بعد عدة أيام أو أسابيع يعاني من الإصابة بالڤيروس مرة أخرى. وفي هذه الحالة لا نستطيع أن نجزم بأن الشخص أصيب بعدوى مرة أخرى لأنه فى أثناء التعافي، قد يكون لديه كميات قليلة من الڤيروس متبقية في الجسم والتي تكون منخفضة بشكل كبير بحيث لا تتمكن الاختبارات المعملية من اكتشافها بدقة. وفي هذه الحالة يظن الشخص المصاب أنه تعافي تماما من الڤيروس ويعود لممارسة حياته بشكل طبيعي على افتراض أن جسمه خال من الإصابة، لكن في الحقيقة يكون الجسم لايزال يحارب الڤيروس، ويمكن أن تعود الأعراض مرة أخرى مما يؤدي إلى ظهور نتيجة إيجابية عند إجراء المسحة للمرة الثانية. في هذه الحالة تكون الإصابة مجرد عدوى واحدة طويلة الأمد، وليست عدوى أو إصابة للمرة الثانية. وأجمع العلماء على أن الأشخاص الذين أصيبوا بعدة إصابات بڤيروس كورونا في فترة زمنية قصيرة يعود سبب إصابتهم إلى خطأ في الاختبارات المعملية التي خضعوا لها حيث تم إخبارهم بشكل خاطئ بأنهم خالون من الڤيروس.

الأجسام المضادة
بدأ عدد من العلماء يلجأون إلى الڤيروسات التاجية الأخرى مثل ڤيروس سارس بحثا عن أجوبة للعديد من الأسئلة التي طرحها الكثيرون أخيرا، والتي من بينها مدى الحماية التي توفرها الأجسام المضادة للشخص المتعافي. وأشار الأطباء إلى أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالڤيروسات التاجية التي ظهرت من قبل، مثل ڤيروس سارس SARS، تكونت لديهم أجسام مضادة جعلتهم يتمتعون بحماية من العدوى لمدة تراوحت من عام إلى عامين. ومن المحتمل أن تكون هذه هي الحال أيضا بالنسبة للڤيروس التاجي الجديد كوفيد-19 لأنه ينتمى إلى الڤيروسات التاجية ويشترك مع ڤيروس سارس في كم كبير من مادته الوراثية، الأمر الذي اعتبره العلماء مبشرا بدرجة كبيرة، لكن حتى الآن لم تتحدد مدة الحماية التي توفرها الأجسام المضادة للمتعافين من كوفيد-19. وفي هذه المرحلة المبكرة من فهم الڤيروس التاجي الجديد، من غير الواضح ما الذي يلزمنا للحماية الفعالة من العدوى، لذلك فإن الباحثين يتحركون بسرعة لمعرفة إلى متى تظل الأجسام المضادة للڤيروس في الجسم. فالإجابة عن هذا السؤال شديدة الأهمية لأنها ستفيد العلماء في تطوير اللقاح، وهل سنحتاج إلى تناوله كل عام بشكل دوري أم سيتم تناوله مرة واحدة؟ فعلى سبيل المثال الحماية التي يوفرها لقاح الأنفلونزا الموسمية يستمر لمدة عام يصبح بعدها الشخص معرضا للإصابة بالعدوى مرة أخرى لذلك يتم استخدامه بشكل دوري كل عام.

في بداية ظهور الجائحة أواخر العام الماضي كان الڤيروس جديدا تماما على البشر، ولم يكن لدى أي شخص مناعة ضده، لكن الآن وبعد أن أصاب الملايين حول العالم أصبح الأمر مختلفا حيث إنه من المؤكد أن معظم الذين أصيبوا بالڤيروس وتعافوا منه تكونت لديهم مناعة ضده. ويؤكد العلماء ضرورة معرفة كيف تشكلت هذه المناعة ومدة استمرارها، لأن هذا الأمر شديد الأهمية لفهم ما سيحدث في المستقبل. وعن مدة استمرار المناعة ذكر العلماء أن ذاكرة الجهاز المناعي تشبه إلى حد ما ذاكرة الإنسان، فهي تتذكر بعض أنواع العدوى بوضوح، بينما لا تتمكن من تذكر البعض الآخر. على سبيل المثال ذاكرة الجهاز المناعي لا تنسى الحصبة إلى حد كبير، لذا تعطي جرعة واحدة من اللقاح الخاص بها مناعة مدى الحياة، لكن هناك العديد من أنواع العدوى الأخرى التي لا يتذكرها الجهاز المناعي مثل ڤيروس RSV الذي يصيب الجهاز التنفسي للأطفال. وأشار العلماء إلى أنه بالرغم من وجود الأجسام المضادة لدى كل مريض تعافى من كورونا، فإنها ليست جميعها بنسب متساوية. فالأجسام المضادة المحايدة التي تلتصق بالڤيروس وتكون قادرة على منعه من إصابة الخلايا الأخرى تختلف نسبة وجودها من مريض إلى آخر. أظهرت دراسة أجريت على 175 مريضا تم شفاؤهم في الصين أن 30 % لديهم مستويات منخفضة من هذه الأجسام المضادة المحايدة، وبالتالي لا تتوافر لديهم الحماية الكاملة من الإصابة بالڤيروس مرة أخرى. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن الشخص الذي تتوافر لديه الأجسام المضادة التي تكسبه الحماية من الإصابة من الممكن بنسبة كبيرة أن يكون حاملا للڤيروس وبالتالي ينقله إلى الآخرين.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: