يعد قسم الطوارئ أحد أهم الأقسام فى أي مستشفى بها حيث إنه القسم المسئول عن تقديم الخدمات الطبية السريعة للحالات الطارئة التي لا تحتمل الانتظار إلى أن يتم تحويلها للطبيب المختص بالحالة .. هذا فيما يتعلق بالمستشفيات العادية فماذا عن أهمية هذا القسم في مستشفى خاص بعلاج أورام الأطفال ؟ وما هو الدور الذي تقوم به وحدة الطوارئ هناك خاصة وأنها تستقبل يوميا عشرات ومئات الحالات التي لا تحتمل الانتظار؟ هذا ما سيوضحه لنا الأساتذة الأطباء الأستاذة الدكتورة رشا عمار أستاذ طب الأطفال ورئيس قسم الطوارئ والدكتور أحمد عماد استشاري أورام الأطفال ومساعد رئيس قسم الطوارئ بمستشفى 57357 .
موضوعات مقترحة
كيف بدأت وحدة الطوارئ فى المستشفى؟
قسم الطوارئ بدأ فى مستشفى 57357 بغرفتين فقط فى الجناح الخارجي الخاص بالعيادات وكان التعامل مع المرضى يتم بهاتين الغرفتين إلى أن يتم حجزه بالقسم الداخلي أو حصوله على الخدمة الطبية اللازمة وخروجه ومع زيادة عدد الحالات التي تستقبلها المستشفى يوميا سواء الحالات الجديدة أو مرضى المتابعة أصبح هناك حاجة ملحة لزيادة المساحة الخاصة بوحدة الطوارئ خاصة بعد التوسعات التي قامت بها المستشفى سواء فى فرع القاهرة وفرع طنطا هذا بالإضافة إلى أننا أحيانا نستقبل في وحدة الطوارئ بالقاهرة أطفال من فرع طنطا لذا كان لابد من زيادة المساحة المخصصة للطوارئ بالمستشفي وهذا ما حدث بالفعل فقد تم بتوفير مساحة خاصة بمدخل خاص لوحدة الطوارئ و مع تزايد أعداد المرضي كان قرار الإدارة و د شريف أبو النجا بتطوير القسم لكي يعمل وفق اعلي المستويات الاحترافية والحوكمة الكاملة لخدمة مرضي السرطان .
هل ينتهي دور وحدة الطوارئ مع المريض بعد شفائه من السرطان ؟
دور وحدة الطوارئ مع مريض 57357 لا ينتهي أبدا فنحن حتى الآن نتابع المرضى الذين دخلوا المستشفى منذ عام 2007 رغم شفاء أغلبهم تماما من السرطان ولكننا في 57357 لدينا سياسة خاصة بنا وهى أننا نظل نتابع حالات مرضانا مدى الحياة فى حالة إصابتهم بأي مشكلة صحية أخرى بخلاف السرطان سواء كانت مشاكل في الأسنان أو القلب أو سكر أي أزمة أخرى وطبيعي أن هذا المريض لحظة وصوله إلى المستشفى يدخل على قسم الطوارئ خاصة أننا نعمل لمدة 24 ساعة طوال أيام الأسبوع وبالتالي قسم الطوارئ لا يتعامل مع المرضى الجدد فقط الذين يتم استقبالهم فى المستشفى وإنما نحن نتعامل مع كل الأطفال الذين تلقوا علاجهم لدينا منذ افتتاح المستشفى بمعنى أننا مازلنا نتابع أول طفل دخل المستشفى .
وهل المساحة المخصصة للقسم تكفى كل هذه الأعداد؟
مع الزيادة الكبيرة في عدد المرضي المترددين علي المستشفي لتلقي العلاج و احتياجهم المستمر التردد علي قسم الطوارئ كان لابد من مراجعة كل آليات العمل داخل قسم الطوارئ للوصول لأعلي مستوى من الاحترافية للتعامل مع المرضي بأفضل جودة و أفضل رعاية تليق بمرضانا. فكانت مرحلة تطوير قسم الطوارئ من خلال العمل علي تطوير كل مراحل المريض داخل الطوارئ من أول وضع نظام محكم لوضع المرضي في شرائح طبية طبقا للمعايير الطبية لتحديد أولوية دخول المرضي لقسم الطوارئ لمنع وجود حالات حرجة منتظرة لحين الكشف عليها وقد تم العمل علي التدريب المستمر لأطباء وتمريض الطوارئ لكي يكونوا علي أعلي مستوي من الاحترافية في التعامل مع مثل هذا الحالات من خلال وضع برنامج لتدريبهم و التزامهم بكل القواعد الأزمة لحجز الحالات ووضع مسارات طبية ثابتة للمرضي داخل القسم وعند النقل لأقسام المستشفي المختلفة. كما تم العمل مع قسم الجودة و مكافحة العدوى للوصول الي أفضل شكل لغرف الطوارئ يليق بالمرضي و يتناسب مع معايير الجودة و مكافحة العدوى .
فالآن القسم أصبح يحتوى على 14 غرفة للمرضى استقبال وعلاج و3غرف للكشف وغرفة لسحب العينات وغرفة لعمل تقييم لحالة المريض لحظة دخوله الطوارئ هذا بخلاف الصيدلية الإكلينيكية الملحقة بقسم الطوارئ والتي تتميز بسرعة الاستجابة والجودة العالية في تحضير العلاج اللازم للمرضي ، وكل هذا التطوير تم وفق أفضل نظم الجودة والرعاية الصحية .
ما هي الحالات التي تستدعى الدخول الفوري لقسم الطوارئ؟
أولا مريض الطوارئ لابد أن يكون مسجلاً أساسا بالمستشفى وله رقم ملف حتى يكون لدينا سجل كامل بتاريخه المرضى حفاظا على دقة التعامل مع الحالة ونتابع فى الوحدة كل حالات المستشفى التي تستدعى تدخل سريع وطارئ سواء فيما يتعلق بمرضه الأساسي أو أي إصابة أخرى تعرض وبمجرد دخول المريض نقوم بعمل كشف مبدئي له الغرض منه فلتره المرضى لتحديد الطفل الذي يمكن تحويله إلى العيادة الخارجية أو أقسام الأشعة والتحاليل أو العيادات التخصصية بالمستشفى والطفل الذي لابد أن يبدأ فورا في تلقى العلاج بالطوارئ حيث إن حالته لا تحتمل الانتظار دقيقة واحدة وكل هؤلاء المرضى يتم استقبالهم بالطوارئ 24 ساعة طوال أيام الأسبوع .
لماذا لا يتم استقبال مرضى من خارج المستشفى بقسم الطوارئ؟
قسم الطوارئ يتعامل مع حالات المستشفي والتي تم تشخيصها و معرفة بروتوكولات العلاج المناسبة لها و تدوين ذلك في الملف الطبي الالكتروني للمريض مما يجعل التعامل مع المرضي يتم وفق أفضل معايير طبية مناسبة لحالته ...أما بالنسبة للمرضي الحالات الجديدة التي لم يتم حجزها في المستشفي والذين يتوافدون علي المستشفي يوميا يتم تقديم خدمة التعامل معهم من خلال عيادة الحالات الجديدة بجوار المستشفي والتي تقبل الحالات و تضعها علي قائمة الانتظار للدخول من خلال نظام لا يتدخل فيه العنصر البشري وذلك للحفاظ علي العدالة في دخول المرضي وفي حالة وجع حالة حرجة لا تستطيع الانتظار يتم توجيهها لأقرب مركز علاج أورام لتلقي الحالة مثل معهد الأورام أو معهد ناصر حيث ان المريض هناك يتلقى نفس الرعاية الطبية بنفس أطباء 57357 .
رغم أن معظم المرضى يتلقون نفس العلاج بالأماكن الأخرى إلا أن لديهم ثقة كبيرة جدا في مستشفى 57357.. فما السبب؟
مستوى الخدمة الطبية و المعاملة الإنسانية التي تتميز بها مستشفي ٥٧٣٥٧ هذا بالإضافة إلى التفاني فى خدمة المرضى جعل من مستشفي ٥٧٣٥٧ مقصداً لكل مريض وأيقونة التعامل الإنساني مع هؤلاء المرضي ، فنحن نقدم خدمات متكاملة لمريض السرطان طوال حياته حتى علاج الأسنان والعظام ، والحمد لله مستشفى 57357 من أفضل الأماكن التي تعالج سرطان الأطفال فى المنطقة العربية كلها وليس مصر فقط .
هل حقيقي أن هناك زيادة كبيرة في نسب الإصابة بالسرطان في مصر؟
للأسف لا توجد في مصر إحصائيات محددة ومؤكدة نستطيع من خلالها تحديد إن كانت هناك نسب كبيرة فى الإصابة أم لا ولكن مما لاشك فيه أننا أصبحت لدينا أجهزة وطرق حديثة للتشخيص وبالتالي نستطيع تحديد المرض بسهولة وهذا عكس ما كان عليه الأمر زمان حيث كان مريض السرطان يصاب ويموت قبل تشخيصه ومن ثم لا نعرف أنه توفى بالسرطان.
كيف تعامل قسم الطوارئ بـ57357 مع أزمة فيروس الكورونا؟
كانت قصة نجاح حقيقية للمستشفي في مواجهة هذا الفيروس وخاصة في قسم الطوارئ. فقد تعاملنا معها بمنتهى الاحترافية خاصة أننا كان لدينا أضعاف كمية الشغل التي كانت موجودة في الأيام العادية خاصة فى ظل إغلاق معظم مستشفيات و مراكز الأورام فقد كنا مركز الأورام الوحيد الذي كان يستقبل حالات جديدة ونتعامل في الطوارئ بضعف كثافة الأطباء والتمريض لمتابعة خدمة المرضى كما أننا وضعنا نظاماً ثابتاً محكماً للتعامل مع حالات الاشتباه بهذا الفيروس ووضعها في غرف العزل داخل القسم لحين سحب العينات و نقل المريض لوحدة الرعاية المتوسطة لحين ظهور نتيجة المسحة في خلال ساعتين حيث تم توفير هذا التحليل من قبل الإدارة للتعامل السريع مع المرضي لمنع حدوث أي انتشار له و قد قام قسم الطوارئ بالتعامل مع 121 حالة اشتباه كورونا أثناء ذروة الجائحة دون حدوث أي مشكلة وقد كان انتظار الحالات لحين ظهور نتيجة المسحة اذا كانت سلبية يتم تكملة التعامل من خلال قسم الطوارئ ولو إيجابية كان يتم نقل الحالة لوحدة العزل التي أنشئت خصيصا خلال هذا الفترة لتقديم العلاج المناسب
ما هي معايير الجودة فى وحدة الطوارئ بمستشفى 57357؟
وحدة الطوارئ بشكل عام هي واجهة أي مستشفى ونحن فى 57357 نقدم من خلال هذه الوحدة الخدمة الطبية التي تليق باسم وتاريخ المستشفى وسمعتها لذا نحن نعمل دائما على تطوير القسم خاصة أننا المستشفى الوحيد الذي يوجد به وحدة طوارئ متخصصة لعلاج سرطان أطفال بهذا الحجم من العاملين والسعة الكلية للقسم والاحترافية في التعامل .وقد بدأنا منذ بداية شهر يوليو 2020 أي أننا كنا في ذروة جائحة كورونا في اتخاذ عدة إجراءات خاصة بتطوير القسم بما يجعل المريض لا يواجه أي مشكلة فى دخوله سواء فيما يتعلق بفترة الانتظار أو الحصول الفوري على الخدمة الطبية والعلاج المناسب لحالته ومن أهم معايير الجودة التي حرصنا عليها في هذا التطوير هي سرعة دخول المريض للقسم و تلقى العلاج المناسب في حد أقصي ٢٤ ساعة وذلك سواء كان سيخرج على الحجز الداخلي أو يعود إلى بيته.
كما أننا من خلال وحدة الطوارئ نصنف حالات المرضى الذين تستوجب حالتهم البدء الفوري فى العلاج والمريض الذى يمكنه الانتظار لعدم وجود خطورة عليه أى أننا جعلنا القسم وكأنه بمثابة عيادة خارجية مستقبلة هذا بالإضافة إلى أننا قمنا بتوزيع عدد المرضى على الغرف بما لا يتجاوز مريضين فقط فى الغرفة الواحدة بما يضمن الحصول على أفضل خدمة طبية ممكنة ومن المعايير الجديدة التي نعمل بها أيضا أننا خفضنا مدة بقاء المريض في الطوارئ الى 6 ساعات فقط وبعدها ينتقل الى مرحلة الدخول الانتقالي والذي يبقى المريض به لمدة 72 ساعة يتلقى من خلاله علاجه بالكامل بما فيه العلاج الكيماوي حتى يتم إعداد مكان مناسب له فى القسم الداخلي وهذا من شأنه حل مشكلة الزحام التى كانت موجودة فى قسم الطوارىء كما أننا فى طريقنا لإعداد طاقم طبى وهيكل تعليمي خاص بطوارئ الأطفال لأنه ليس بالضرورة أن كل مرضى الطوارئ تكون لديهم مشكلة أورام فهناك حالات تشفى تماما من السرطان ولكنها قد تتعرض لأي مشكلة أخرى مثل السكر والقلب أو فشل فى وظائف الكلى وهنا لابد أن يكون طبيب الطوارئ مستعداً للتعامل مع مثل هذه الحالات بأعلى معايير الجودة الممكنة ، لذا فالمستشفى تسعى فى تدريب الأطباء للحصول على شهادة طبية فى تخصص طوارئ أورام الأطفال .
ماذا عن نسب الشفاء؟
نحن فى 57357 اقتربنا جدا من نسب الشفاء العالمية فى كل نوع ورم على حدة ، بمعنى إننا اقتربنا مثلا من 90 الى 95% فى بعض أورام المخ والغدد الليمفاوية وهى نفس نسب الشفاء فى أوروبا وأمريكا .
وأضاف الأستاذ أيمن إبراهيم مسئول الأمن بوحدة الطوارئ فيما يتعلق بالتطورات التى شهدها القسم فى الفترة الأخيرة : الحقيقة أن إدارة المستشفى قامت بمجهود مذهل بمساعدة دكتورة رشا عمار ودكتور أحمد عماد فى القضاء على الزحام الذي كان موجوداً بوحدة الطوارئ وأصبحت هناك سرعة كبيرة جدا فى التعامل مع المرضى والحالات الحرجة التي لا تحتمل الانتظار كما أن المريض نفسه أصبح على دراية تامة بخط سيره فى القسم كما أن الخدمة الطبية تقدم بأعلى درجة من الاحترافية بما يجعلها تتم بأعلى جودة ممكنة وفى أقصر وقت حتى يتم نقل المريض واستقبال آخر مكانه وقد لوحظ هذا التطوير من خلال رضا المرضي عن التعامل والخدمة المقدمة لهم للعمل علي رفع الألم ومساعدتهم في التغلب علي هذا المرض.
* نقلا عن مجلة الشباب