Close ad

"مصر بتتغير".. نكشف أسباب تمييز أبناء البسطاء عن "ولاد الكبار" في مدارس المتفوقين

30-7-2017 | 14:19
مصر بتتغير نكشف أسباب تمييز أبناء البسطاء عن ولاد الكبار في مدارس المتفوقينمدرسة للمتفوقين
أحمد حافظ

في مؤشر يعكس وجود توجه حكومي، ممثل في وزارة التربية والتعليم، نحو رعاية أبناء الطبقة البسيطة والمتوسطة، خاصة العباقرة منهم، ومن يتمتعون بنسب ذكاء عالية، قررت وزارة التربية والتعليم، إعفاء طلاب المدارس الرسمية والرسمية للغات والرسمية المتميزة، من النفقات الفعلية للدراسة بمدارس المتفوقين، والبالغ قيمتها 31 ألف جنيه.

موضوعات مقترحة

وحسب القرار المنظم لمدارس المتفوقين، والصادر قبل ساعات، أن طلبة المدارس الخاصة والدولية، هم فقط من سيدفعون المصروفات الدراسية (31 ألف جنيه) في حال قبولهم بمدارس المتفوقين.

وينص القرار الوزاري في فقرته الأخيرة، على أن "يتحمل جميع الطلبة مصروفات مدرسية قدرها ألف جنيه عن كل عام دراسي، بالإضافة إلى النفقات الفعلية للدراسة، ويعفي طلاب المدارس الرسمية والرسمية للغات والرسمية المتميزة من النفقات الفعلية للدراسة، والبالغ قيمتها ثلاثون ألف جنيه فقط لا غير".

ورأى معارضون من أولياء الأمور لفكرة "الإعفاء" من المصروفات لفئة بعينها، أن القرار يكرس التمييز، لأنه لم يطبق مبدأ دفع المصروفات على جميع الطلاب دون انتقائية لمن درسوا في هذه المدارس أو تلك، لكن وجهة نظر المسئولين بوزارة التعليم جاءت مختلفة تمامًا، وتعكس حسن النوايا وتغيير النظرة القائمة بأن الرعاية التعليمية حق لأبناء الكبار فقط.

وسألت "بوابة الأهرام" ياسر عبدالعزيز، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، والتي يندرج تحتها إدارة المتفوقين بوزارة التربية والتعليم، عن جدوى إعفاء طلاب بعينهم من المصروفات، فأجاب "القصة وما فيها، أن الوزارة رأت أن طلبة المدارس الخاصة والدولية والـ"آي جي"، هم الأقدر على دفع مصروفات مدارس المتفوقين، وقيمتها 30 ألف جنيه، أما باقي الطلاب فهناك غير قادرين على ذلك".

أضاف عبدالعزيز لـ"بوابة الأهرام": طالب المدرسة الحكومية المتميز والعبقري، واجب على وزارة التعليم دعمه ماديًا، لأنه متميز، ولا يمكن إقصاؤه من مدارس المتفوقين، لمجرد أنه غير قادر على دفع مصروفاتها.. فالدولة ترعى هؤلاء، لأن هناك عباقرة كثيرين من أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة، ولا يستطيعون توفير هذا المبلغ.. فهل يعقل أن نرفضهم لمجرد أن ظروفهم المادية لا تسمح؟.. قطعًا لا.. والوزارة واجب عليها رعاية هؤلاء".

سألناه مجددًا: يتردد أن الوزارة قد تستبعد المزيد من طلبة المدارس الرسمية، بدعوى عدم اجتيازهم الاختبارات المؤهلة للالتحاق بمدارس المتفوقين، بحيث يكون العدد الأكبر من طلاب المدارس الخاصة، الذين سوف يدفعون المصروفات، أجاب عبدالعزيز: لن يحدث ذلك تحت أي ظرف، ولا وساطات أو مجاملات أو انتقائية في مدارس المتفوقين بسبب الظروف المادية، ومعيار الاختيار للمجموع المرتفع، ومطابقة الشروط، واجتياز الاختبارات بدرجات أعلى.. وما دون ذلك، لا مكان له في مدارس المتفوقين، مهما بلغت إمكاناته المادية، فنحن لن نهدم سمعة وهدف هذه المدارس لتخريج عباقرة من أجل الأموال".

جدير بالذكر، أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف المصروفات بمدارس المتفوقين، حسب نوعية المدرسة التي حصل منها الطالب على شهادته الإعدادية، حيث كان حتى العام الماضي يتم فرض مصاريف رمزية على جميع الطلاب دون تفرقة، ما تسبب في أزمات مالية في موازنات هذه المدارس، وبالتالي، فإن التوجه الجديد نحو إلزام جزء من الطلبة (خريجي المدارس الخاصة والدولية) بدفع المصروفات، من شأنه أن يخفف من وطأة الأزمة المالية بهذه المدارس، ويضمن لها الاستمرارية، لأن موازنة وزارة التربية والتعليم لا تستطيع الوفاء بتوفير الالتزامات المالية لكل الطلاب.

وتحظى مدارس المتفوقين برعاية خاصة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويأمل أن تعمم على مستوى المحافظات، وهو توجه مماثل من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لاسيما وأنه أحد العلماء المصريين المميزين، ولهم بصمات عالمية، في النواحي الهندسية والرقمية والتكنولوجيا قبل توليه منصب الوزير.

وتهدف وزارة التعليم من إنشاء هذه المدارس، رعاية المتفوقين في العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، والاهتمام بقدراتهم، وتطبيق مناهج وطرق تدريس جديدة، تعتمد على المشروعات الاستقصائية، والمدخل التكاملي في التدريس، وتحقيق التكامل بين منهج العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، فضلا عن تنمية الانتماء للوطن، بما تحتويه نظام الدراسة من مناهج متخصصة تعتمد في تنفيذها على أساليب البحث والتقصي، والعمل في مجموعات، سواء في مناهج العلوم الإنسانية، أو في منهج العلوم الطبيعية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة