أصدر عدد من القيادات الشبابية بينهم أعضاء بالمكتب السياسي والهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار بيانا ظهر اليوم أعلنوا فيه عن استيائهم من الخلافات الداخلية التى تعصف بالحزب والتى أنهت ما حلموا به فى تجربة تأسيس الحزب كحزب ليبرالى قوى.
موضوعات مقترحة
وقالت القيادات الشابة فى بيانها: كان حزب المصريين الأحرار منذ الدعوة لتأسيسه في أبريل 2011 بمثابة حلم البديل والملجأ ضد التيارات الشعبوية، الرجعية والمتطرفة. حزب خرج من رحم يناير وتقدم الصفوف في يونيو لديه مشروع سياسي ليبرالي قادر علي خوض معركة الإصلاح التدريجي من أجل التغيير من خلال خلق سياسات وكوادر من شأنها رفعة البلاد وضمان حياة كريمة للمصريين جميعاً بلا تمييز.
وأشاروا إلى أن مجموعة من خيرة بنات وأبناء هذا الوطن قد التفوا حول هذا الحلم وبذلوا في سبيله الوقت، المال والجهد الكثير الذي كانوا في غنى عن إنفاقه في سبيل ما رأوه تأسيس حزب مصري قوي يستطيع تقديم كوادر وسياسات تحمل راية الفكر الليبرالي في ظل تعددية وليدة.
وتابعوا "طوال تلك السنوات واجهنا سويا التحديات والأزمات بإيمان لا يتزعزع بقيم الليبرالية مؤثرين الصمت والاستمرار في العمل والبناء محافظين علي تماسك الحزب"علشان مصر اللي بنحلم بيها". ولهذا فقد حاولنا كثيرا الحفاظ على هذا التماسك في هذه الأوقات العصيبة بعيداً عن لغة التخوين والمزايدات الرخيصة. ولكن يبدو أن إرادة مشعلي الحرائق كانت أقوى من قدرتنا على خلق توافق".
كشف الشباب أنهم منذ الوهلة الأولى والإرهاصات الأولى للأزمة سعوا لتنقية الأجواء، مؤثرين الصمت والعمل في هدوء لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى صيغة تفاهم بين أطراف الأزمة والحفاظ علي تماسك الحزب الليبرالي. وحتى بعد تفجر الأزمة في ديسمبر الماضي وبعد أن أصبح التراشق علنياً في وسائل الإعلام، لم يدخروا جهدا في سبيل التهدئة والوساطة، وآثروا التغاضي عن المزايدات والإساءات التي طالتهم ممن وصفوهم بـ" مشعلو الحرائق".
أضاف البيان "يحزننا أن نعترف أن الأزمة الحالية قد تكون نهاية حلمنا بالبديل، لهذا فقد اخترنا أن نكتفي بأن ترتبط اسمائنا بازدهار التجربة وان لا نكون جزء من نهايتها، وإننا نسجل للتاريخ أننا بذلنا كل ما في استطاعتنا لإصلاح ذات البين وذلك في سبيل الحفاظ على حلمنا بحزب ليبرالي قوي، ونؤكد في الختام أن الحياة السياسية السليمة لا تقوم على الخطاب الشعبوي ولا على حشد الجموع المغيبة ليتم الزج بهم لحسم معادلات صفرية فالشعبوية تقتل والمنتصر في المعادلات الصفرية خاسر."
واختتموا بيانهم مضيفين "ورغم خشيتنا أن أغلب الظواهر تشير إلى أن الخلاف بلغ نقطة اللاعودة فإننا ندعو الجميع لإحكام العقل وتغليب مصلحة البلاد وازدهار التجربة الحزبية على المصالح الشخصية والتوقف الفوري عن الحرب الكلامية و نبذ المغرضين والمحرضين وليتحمل كل منا مسؤوليته عن مستقبل التجربة الحزبية في مصر".
ونشر الشباب هذا البيان الموحد عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى فى نفس التوقيت ومن أبرز المشاركين بالبيان شهاب وجيه، عضو المكتب السياسي والمتحدث الإعلامى للحزب، محمد فريد، نائب رئيس اللجنة الاقتصادية وأمين الشباب، عماد رؤوف، الأمين العام المساعد، أميرة العادلى، عضو المكتب السياسي، سها سعيد، عضو الهيئة العليا.
من جانبه أكد شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام" أنهم لم يتقدموا باستقالتهم ولكنهم أصدروا هذا البيان لتوضيح موقفهم، كاشفا أنهم اتفقوا جميعا على عدم خوض الانتخابات الداخلية المقبلة على أى منصب احتجاجا على الخلافات والانقسامات التى تسيطر على الحزب، معتبرين أن المناخ داخل الحزب حاليا لايشجع على خوض تلك الانتخابات.
وأضاف وجيه "من أصدروا هذا البيان من قيادات وأعضاء الحزب ليسوا مع أى طرف من طرفي الصراع على حساب آخر فنحن لا نرى عصام خليل يهوذا ولا نرى نجيب ساويرس خائن للوطن ومتآمر عليه، ونرى أن الحزب كان قويا ولكن دخلت الخصومات الشخصية وأدت لانهياره وأصبح لا يشبه الحزب الذى أسسناه أو حلمنا به ".
أوضح أنهم بالرغم من قرارهم بعدم خوض الانتخابات الداخلية المقبلة إلا أنهم سيستمرون بعضوية الحزب كأعضاء لأنه الوسيلة الشرعية الوحيدة لأى شخص يريد ممارسة السياسة والعمل العام.