استطاعت المرأة المصرية رغم الصعوبات والمشكلات الكثيرة التي تواجهها في ظل مجتمعات تسيطر عليها النزعة الذكورية، وقوانين لا تحفظ لها حقوقها، أن تخطو نحو النجاح خطوات جادة، لتتربع الكثيرات منهن على رأس مجموعات اقتصادية وبنوك كبرى وشركات أوراق مالية.
موضوعات مقترحة
وبإعلان مجلة فوربس الأمريكية عن أقوى 100 سيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهذا العام 2016، هو خير دليل على أن المرأة العربية، قادرة على القيادة، فقد ضمت القائمة18 سيدة مصرية لتكون مصر بذلك على رأس القائمة، تلتها الإمارات بـ17سيدة، الكويت ولبنان في المرتبة الـثالثة بواقع 11 سيدة.
المصريات كان لهن نصيب الأسد من قائمة فوربس، وهن لبنى هلال نائبة رئيس البنك المركزي المصري، ومنى الجرف رئيسة جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، والمحامية منى ذو الفقار رئيسة مجلس إدارة شركة ذو الفقار وشركاه، والدكتورة هند الشربيني المديرة التنفيذية لمجموعة التشخيص المتكاملة، ومروة العيوطي المديرة المالية لفودافون مصر، وإلهام محفوظ الرئيسة التنفيذية للبنك والعضوة المنتدبة للبنك التجاري الكويتي، ونفين لطفي الرئيسة التنفيذية والعضوة المنتدبة لمصرف أبو ظبي الإسلامي، وريم أسعد الرئيسة التنفيذية لراية لمراكز البيانات، وهانيا صادق الرئيسة التشغيلية لبنك إتش إس بي سي مصر، وسحر فرحات نائبة الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية، ونشوة الرويني الرئيسة التنفيذية لبيراميديا، وسها سليمان الأمينة العامة للصندوق الاجتماعي للتنمية، وياسمين وفريدة خميس نائبتا رئيس مجلس إدارة النساجون الشرقيون، وشهيرة زايد نائبة رئيس مجلس إدارة ماريديف، وهند ونادية واصف المؤسستان المشاركتان لمكتبة ديوان، ونيرة أمين، نائبا الرئيس التنفيذي لبنك بيريوس.
وكان من اللافت للنظر هو الخط المشترك للسيدات اللاتي اختارتهن مجلة فوربس بصفتهن أقوى 100 سيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن جميعهن اقتصاديات من الطراز الأول، وسيدات أعمال ومالكات لشركات سواء ورثنها عن عائلاتهن، أو مكافحات حفرن في الصخر وتدرجن في عدد من الوظائف وبعد سنوات طويلة أصبحن مؤسسات اقتصادية كبرى.
وتقول سحر فرحات نائب الرئيس التنفيذي للشركة القابضة المصرية الكويتية، والتي تم اختيارها ضمن قائمة فوربس، أن المرأة العربية والمصرية حققت في كل المجالات الكثير من الإنجازات التي أبهرت العالم، وهي تلك المرأة الصامدة المثابرة التي استطاعت أن تحقق التوازن الصعب بين بيتها وعملها، لتمسك العصاه من المنتصف، وأن اختيار قائمة فوربس لهن يعني أنهن على الطريق الصحيح وأن العالم قرية صغيرة، وإن من سيصل أعلى قمة الجبل فهناك من سيشاهده.
وتخرجت سحر فرحات من كلية التجارة جامعة القاهرة، وعملت في عدة شركات كبرى حتى تدرجت في أكثر من منصب بالشركة القابضة المصرية الكويتية، وهي من كبرى الشركات التي تقدم خدمات استثمارية، بالإضافة إلى استثمارها في أسهم شركات أخرى، وقد كانت سحر أول سيدة عربية تتولى منصب المديرة المالية من خلال هذه الشركة.
وتقول سحر فرحات، إن المرأة عمومًا تتميز بالدقة والجرأة والجري وراء التفاصيل وربما كانت تلك المعايير هي سر نجاحها في الاقتصاد، لافتة إلى أنه لولا دعم زوجها وأهلها لها ما كانت قد وصلت إلى تلك المكانة.
وتشير لـ"بوابة الأهرام"، إلى أن القوة ليست في أن تكون المرأة سيدة أعمال أو اقتصادية ناجحة فقط، ولكنها حسبما تؤكد تراها في المرأة التي تربي أيتام، والتي تعول أسرة بمفردها، أو تلك التي تقف وراء عربة لصنع الشطائر وبيعها لتكتسب "قوت يومها"، لافتة إلى أن المرأة المصرية هي واحدة في كل حالاتها هي إنسانة مسئولة تجاه بيتها وعملها.
وتقول سحر فرحات، أن اختيار فوربس لها ضمن قائمة أقوى 100 سيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أسعدها كثيرًا وكان بمثابة التكريم لها، بعد مشوار طويل من التعب والشقاء، ذاكرة أن فوربس قد تواصلت معها مرة واحدة، ولكنهم ذكروا لها أنهم يتابعون سجل نشاطاتها وإنجازاتها للشركة التي تعمل بها ولهذا وقع اختيارهم عليها.
هناك قائمة أيضًا ضمت عشر سيدات عربيات هن الأقوى انبثقت من القائمة الطويلة لفوربس، حيث احتلت الشيخة لبنى القاسمي وزيرة الدولة للتسامح بدولة الإمارات، وحلت المصريتان داليا خورشيد وزيرة الاستثمار المصرية، وغادة والي وزيرة التضامن الدولي في المرتبتين الثانية والثالثة.
غادة وداليا من القطاع الحكومي في حين أن القائمة الأطول للمصريات كانت من القطاع الخاص، وتشير الدكتورة هدى بدران رئيسة الاتحاد النوعي لنساء مصر، إلى أن القطاع الخاص في مصر هو الأفضل والأجدر على تسويق كوادره سواء رجالا أو نساء، لافتة إلى أن فوربس الأمريكية بدأت في تسليط الضوء على النساء المصريات والعربيات أخيرًا وهذا أمر وصفته بالجيد.
رغم أن اختيار 18 سيدة مصرية وهو عدد ليس بقليل قد أثار إعجاب الكثيرين، إلا أن السؤال الأكثر تداولًا منذ إعلان الخبر كان هو لماذا اختارت مجلة فوربس الاقتصاديات وسيدات الأعمال فقط، أليست هناك كوادر نسائية عربية ومصرية في مجالات أخرى، هن أقوى أيضًا وحققن الكثير من النجاحات رغم العراقيل والسدود التي وضعت أمامهن؟.
ذكرت فوربس أن معايير اختيارها اعتمدت على الكفاءة والخبرة والقدرة على اتخاذ قرارات مناسبة، حيث يتولى معظمهن رئاسة شركات كبرى، و تولين مناصب قيادية أو رائدات في مجال الأعمال التجارية أو تقلدن مناصب كبرى في هيئات حكومية، وأن هناك منهن من تولت رئاسة شركات عائلية مثل فريدة وياسمين خميس ابنتي رجل الأعمال محمد فريد خميس، والدكتورة هند الشربيني ابنة الدكتورة مؤمنة كامل أستاذة التحاليل الطبية وسيدة الأعمال المصرية.
كما أكدت على أن قوة المنصب، ونطاق التأثير، وحجم الشركة أو المؤسسة من ناحية الإرادات لعام 2015، وقيمة الأصول وعدد الموظفين هي اعتبارات أخرى توضع في الحسبان عند الاختيار.
ولكن هدى بدران، ألمحت لـ"بوابة الأهرام" حول معايير الاختيار وحقيقة دقتها، قائلة: أنه في الغالب يتم الاختيار بناءً على شبكة من العلاقات القوية في السوق الاقتصادي ومجال البورصة، ولهذا تشير إلى كون السيدات المختارات من الاقتصاديات وسيدات الأعمال.
ولامت بدران، على الجهات المسئولة بالدولة المصرية، لعدم تسليط الضوء على الكوادر النسائية المتفوقة في المجالات المختلفة الأخرى وإعطاءهن حقهن من التكريم حتى ولو داخليًا، دون انتظار أن يسلط الخارج الدور عليهن.
نيرة أمين نائب الرئيس التنفيذي لبنك بيريوس، وهو أحد البنوك الخاصة الكبرى بمصر، وهي أيضًا ضمن السيدات التي كرمتهن قائمة فوربس تقول لـ"بوابة الأهرام"، أن اختيار مجلة فوربس لقائمة من الاقتصاديات والعاملات في المجال المالي، هذا لأن الاقتصاد هو القطاع الأهم، والذي تدور حول فلكه القطاعات الأخرى.
ولا تنفي أمين، عدم وجود كوادر نسائية أخرى تستحق أن يبرز دورهن ويتم تسويقهن عالميًا، مؤكدة على أن الأمر برمته يعود إلى كون فوربس مجلة اقتصادية في المقام الأول لذا كان اهتمامها بالعاملات في مجال الاقتصادي لهذا السبب.
أما عن أهمية تصنيف مجلة فوربس الأمريكية لنيرة أمين ضمن قائمة الـ 100 امرأة الأقوى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقول ليست تلك المرة الأولى التي أرشح لهذا التصنيف، لافتة إلى أنها بالطبع سعيدة، ولكنها تعود لتأكد أنها مثلها كأي امرأة تعرضت للعديد من المشكلات في بداية حياتها العملية وخصوصًا بعد أن تزوجت وأنجبت ولدين، فكانت في كثير من الأحيان تضطر أن تسافر وأطفالها في حاجة لها.
وتشير، إلى أن زوجها ووالدتها قدما لها الدعم الكامل لمساندتها ووضع قدميها على الطريق الصحيح، ومؤكدة على أن المرأة مثل الرجل في مصر الجميع تقف أمامه نفس الصعوبات في العمل باستثناء الأمور الاستثنائية التي تواجهها المرأة في حالة الزواج والإنجاب وانقطاعها عن العمل لفترات.
من جانبه أشاد المجلس القومي للمرأة في مصر باختيار فوربس لـ 18 سيدة مصرية، وأكد في بيان صدر عقب إعلان تلك القائمة، وأعربت مايا مرسي رئيس المجلس عن فخرها بهذا العدد.
وأكدت لـ"بوابة الأهرام"، أنها ترى أن اختيار القائمة من الاقتصاديات فهو أمر جيد، وأن مصر في أمس الحاجة إلى عقول هؤلاء السيدات في المجال الاقتصادي للوقوف بجوار بلدهن ومساندتها في أزمتها الاقتصادية.
كما لفتت إلى أن هذه القائمة دللت على أن المرأة المصرية قادرة على النجاح في الأماكن التي كانت حكرًا على الرجال من قبل، مؤكدة على أن السنوات القليلة القادمة ستفسح المجال أمام النساء لتولى مناصب مهمة بالدولة كانت بعيدة كل البعد عنها.
## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##