Close ad

في ذكرى صاحبة "ما تزوقيني يا ماما".. مها صبري ملأت بيوتنا أفراحًا وعاشت ممزقة بين الفن والسياسة

16-12-2014 | 09:14
في ذكرى صاحبة ما تزوقيني يا ماما مها صبري ملأت بيوتنا أفراحًا وعاشت ممزقة بين الفن والسياسة مها صبري
عبد الرحمن بدوي
أول ما تسمع أغنية "ما تزوقينى يا ماما"، تعرف على طول وتحس طعم الفرح، متسائلًا "ده فرح مين النهارده".. بصمة غنائية ستظل فى قلوب الناس برغم رحيل "مها صبري" التى اقترن اسمها وسكنت فى ذاكرة البسطاء بهذه الأغنية التى تُوصف بأنها "سيدة أغانى الأفراح" والتى تُضاف إلى روائع الملحن بليغ حمدي.

فى مثل هذا اليوم من عام 1989 رحلت الفنانة والممثلة مها صبري، التى اختارت السياسة بدلًا من الفن فى لحظات ضعف، فعندما أصبحت فنانة ومطربة معروفة جدًا، تعرفت فى إحدى الحفلات الغنائية ببورسعيد على اللواء (على شفيق) مدير مكتب المشير "عبد الحكيم عامر" وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى حب انتهى بزواجه منها حتى نهاية حياته، وكان الشرط المجحف الذى قبلت به على الرغم من قربها من قمة الهرم الفنى أن تنهى حياتها الفنية مراعاةً لمركزه ولطبيعة عمله الخاصة، فوافقت "مها صبري" إلا أنها اشترطت عليه فى المقابل أن يكون زواجهما رسميًا وليس عرفيًا وإن كان سريًا ووافق اللواء (على شفيق) وتزوجها بالفعل رسميًا بعد أن طلق زوجته الأولى، بحلول عام 1967، التى أُشيع وقتها أن الراقصة نجوى فؤاد كانت الزوجة الأولى.

وقد سبق هذا الزواج الذى لم يكن الأول فى حياة مها صبرى حيث تزوجت مرتين، الأولى من رجل يكبرها فى السن كثيرًا وقد أنجبت منه ابنها الأول "مصطفى" ولكنها طلقت منه بعد عامين فقط من الزواج، ثم تزوجت مرة ثانية من تاجر ميسور الحال أنجبت منه ابنتيها "نجوى وفاتن"، ثم الثالثة من شاب يدعى "مصطفى العريف" عُرف فى الأوساط الفنية بصداقته للعندليب عبد الحليم حافظ،، انفصلا بعدها بوقت قصير.

قبل زواجها الأخير اكتشفتها المنتجة مارى كوينى فى العام 1959 وقدمتها فى فيلم "أحلام البنات" أمام رشدى أباظة وعبد السلام النابلسي، الذى اختار لها اسمها الفنى "مها صبري"، بدلًا من "زكية فوزى محمود" اسمها الأصلى الذى ولدت به فى باب الشعرية، وفى ٢٢ مايو ١٩٣٢.

ثم شاركت بعد اكتشافها فى بطولة فيلم "عودة الحياة" و"حسن وماريكا" وبعدها فى العام 1960 قدمت أفلام "حب وحرمان" و"لقمة العيش" و"إسماعيل يس فى السجن" ثم فى العام 1961 "أنا العدالة" و"حب وعذاب" والعام 1962 "حكاية غرام" (لبنان) و"القاهرة فى الليل" و"حلوة وكذابة" ثم فى العام 1963 "منتهى الفرح" والعام 1964"العمر أيام" و"بين القصرين" رائعة الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، والمخرج حسن إمام والتى جسدت فيه دور عالمة شارع محمد علي، الذى يظل هو الدور المميز لها فى السينما، ثم فى العام 1965 "تنابلة السلطان" و"حكاية العمر كله" مع فريد الأطرش وفاتن حمامة وفى العام 1973 "السكرية" وفى العام 1974 "دنيا" وفى العام 1976 "الحياة نغم" و"كباريه لحياة" واختتمت حياتها الفنية فى العام 1984 بفيلم "يا ما أنت كريم يا رب"، ويبلغ رصيدها الفنى أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًا.

بعد نكسة 67 تصاعد التوتر بين الرئيس "جمال عبد الناصر" والمشير"عبد الحكيم عامر"، انقلبت الأمور تمامًا بالنسبة لزوجها اللواء "شفيق"، حيث قبض عليه وحُددت إقامته ونقلبت حياة مها صبرى رأسًا على عقب، ومُنعت أغانيها من الإذاعة وتمت تضييق الحصار عليهما وعانى الزوجان فترة قاسية للغاية لجأت فيها للسيدة "أم كلثوم" لتتوسط لها للسماح لها بالعمل مرة ثانية وبالسماح لأغانيها بأن تذاع مرة ثانية، وبالفعل نجحت الوساطة فى ذلك وعادت "مها صبري" للغناء والتمثيل، وانفرجت الأمور بعد وفاة "عبد الناصر" وتلقت مها عرضًا للغناء فى أحد الملاهى الإنجليزية، فسافرت هى وزوجها وقيل وقتها إنه عمل فى تجارة السلاح، واستمر ذلك الوضع حتى عام 1977حين حدثت مأساة أخرى، فقد تم اغتيال زوجها بآلة حادة على رأسه فى شقته بـ (لندن) وقيد الحادث ضد مجهول، بعدها عاشت لحياتها الفنية ولكن بمستوى تقديرى أقل فودعتها عام 1984، وقبل أن تودعها كانت قد أصيبت بمرض كبدى وعانت منه لأربع سنوات لجأت فيها للدجالين حسب نصائح ابنتها (فاتن) وتناولت أعشابهم ونجحوا فى إيهامها بقدرتهم على التحكم فى حياتها، وأقنعهم أحدهم بتناول الزئبق الأحمر، - كانت وقتها حديث الصحافة - فكان له وللأعشاب تأثير سلبى على الكبد زاد من حالتها المرضية سوءًا. دخلت بمطلع عام 1988 فى غيبوبة كبدية لم تفق منها أبدًا ورحلت عن عالمنا فى 16 ديسمبر عام 1989.

وإذا كانت مها صبرى قد غنت للعرائس، فإنها لم تنس الأطفال حيث قدمت لهم أغنية "كت كتاتيتو كتكوتى"، كما غنت للحسد "امسكوا الخشب يا حبايب لحسن نتحسد يا حبايب".

وبرغم مرارة الحياة التى عاشتها مها صبرى ممزقة وتائهة بين الفن والسياسة، إلا أن كل بيت سيظل يذكرها فى أفراحه مغنيًا "ما تزوقينى يا ماما".


كلمات البحث
الأكثر قراءة