<p class="c40">على امتداد الثلاثين عامًا الماضية، يواصل الفنان التشكيلي والروائي عبد العزيز السماحي مشروعه الفني والأدبي في روح مصر الذي بدأه في التسعينات من القرن الماضي، ذلك الطريق الذي اختاره الفنان لنفسه ليقدم رؤية جمالية خاصة للروح المصرية التي تميز هذا البلد العريق والتي لا مثيل لها في أي بقعة على وجه الأرض، فأنتج الفنان طوال سنوات مضت العديد من الأعمال الفنية والأدبية التي غاصت في عمق الروح المصرية وجالت بين دروب التاريخ التاريخ المصري لتستخرج الكنوز والجماليات والقيم الفنية والجمالية التي تتمتع بها مصر مستمدًا من التراث الشعبي والحضاري لمصر أفكاره التي صاغها في شكل أعمال أدبية وروائية ومشاهده التي ما زال يصوغها بفرشاته وألوانه ورؤاه ليخرج للجمهور أبدع الأعمال وأروعها التي تخاطب الذوق والوجدان المصري الفريد.</p> <p class="c40">ولقد أقام الفنان عبد العزيز السماحي العديد من المعارض الخاصة داخل مصر وخارجها يجوب بفرشاته الدروب لكي يسلط الضوء ويجذب الاهتمام نحو الجمال المدفون في عمق الروح المصرية ذلك الجمال المتجسد في الأشياء وفي الأماكن وفي البشر، وفي أحدث معارضه الذي انعقد خلال الفترة الماضية بعنوان "روح مصر" يتوج الفنان رحلته التي أكملت ثلاثين عامًا بتقديم أعمال جديدة تضاف إلى ذات السلسلة (روح مصر) ففي قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية قدم الفنان معرضه الجديد بعنوان ( ثلاثون عامًا من الفن في روح مصر) وقدم من خلاله رؤية جمالية للشخصية المصرية وما يحيط بها من مكان وتاريخ يمتد عبر الزمن.</p> <p class="c40">ويرى الفنان عبد العزيز السماحي أن الروح المصرية معين لا ينضب ونبع متدفق بالعطايا لأي مبدع في أي مجال من مجالات الفنون سواء سينما أو مسرح أو فن تشكيلي أوموسيقى أو شعر أو أدب إذ يرى أن مصر بلدًا زاخرة بكافة أشكال الفنون والتراث لما لها من تاريخ حضاري وتراثي موغل في القدم .. يقدم الفنان في معرضه الجديد ما يقرب من أربعين لوحة زيتية يعرض فيها ما التقطته عيناه من جمال بين البشر في الحارات والشوارع والأزقة وعلى امتداد شاطئ النهر وشواطئ البحار والبادية والشمال والجنوب فيدلف بفرشاته بين أمواج النهر وفوق قمم الجبال ثم يجوب الحواري وما بها من مشربيات وأبواب عتيقة وحرفيين وصناع ثم ينتقل نحو الحقول بين الفلاحين والفلاحات الذين يملأون الأرض بالخضار والماشية والخيرات في مواسم الحصاد ويصعد نحو الجنوب العتيق فيبرز لونه الأسمر الساحر بضربات فرشاته الثرية ثم يمتد نحو الدلتا قرب الترع والصبية والزروع قبل أن يجوب الصحراء والبادية ليقدم الوجوه السيناوية والبدوية التي خرجت كالكنز من رمال هذا الوطن ... إنها رحلة ثرية في مشوار الفنان المصري عبد العزيز السماحي الذي يحب أن يقدم نفسه دائما بكلمة "الفنان المصري" إذ يرى أنها صفة أعظم من المهنة فكل ماهو مصري يزداد فخامة وقيمة وبريقًا.</p>