ذاكرة من الهواء.. كيف تحوّلت الروائح إلى بوابة سرية لذكريات الطفولة؟

5-11-2025 | 19:46
ذاكرة من الهواء كيف تحوّلت الروائح إلى بوابة سرية لذكريات الطفولة؟ذاكرة من الهواء
نوران نصر

قد يحدث أن تمر بجانب محل عطارة، أو تشم رائحة صابون معين، أو حتى رائحة طعام بسيط، فتشعر فجأة بأنك عدت لأيام المدرسة، أو لبيت الجدة، أو لصباحات هادئة من طفولتك. الغريب هنا أن الذاكرة لم تُستدعَ من خلال صورة أو صوت، بل من خلال رائحة، هذا ليس مجرد شعور عابر، بل ظاهرة علمية تُسمّى ذاكرة الشم، وهي من أكثر الذكريات ثباتاً في الدماغ.

موضوعات مقترحة

لماذا للروائح قوة لا تُنسى؟

يتميز الجهاز الشمي في الدماغ بأنه يرتبط مباشرة بمنطقتين أساسيتين:

اللوزة الدماغية: المسؤولة عن المشاعر.

الحُصين: المسؤول عن تكوين الذكريات.

عند استنشاق رائحة معينة، لا تمر بمسارات عصبية معقدة مثل باقي الحواس، بل تصل مباشرة إلى هذه المراكز المرتبطة بالعاطفة. لذلك، تكون الذكريات المرتبطة بالروائح أكثر عمقاً وثباتاً.

الرائحة الأولى تبقى للأبد

تشير دراسات علمية إلى أن الروائح التي نتعرض لها في السنوات الأولى من حياتنا تظل محفورة في الدماغ.
على سبيل المثال:

رائحة زيت الشعر الذي كانت تستخدمه الأم.

بهارات كانت الجدة تضيفها للطعام.

رائحة صالون المدرسة أو أقلام التلوين.

هذه الروائح تصبح رموزاً زمنية تعيدك فوراً لسنوات مضت، مهما كبرت أو تغيّرت.

لماذا تكون الذكريات المرتبطة بالروائح دافئة ومليئة بالعاطفة؟

لأن الإنسان في طفولته يكون أكثر تلقائية وارتباطاً بالعاطفة مقارنة بالمنطق.
فحين تعود رائحة قديمة، لا تستدعي فقط المكان والوقت، بل الإحساس نفسه: الأمان - الحنان - الانتماء - أو حتى الحزن أحياناً - إنها ذكريات تشعر بها قبل أن تتذكرها.

هل يمكن استخدام الروائح لتحسين المزاج أو العلاج؟

نعم. تعتمد بعض أساليب العلاج النفسي على العلاج بالروائح، إذ تؤثر بعض الروائح على الجهاز العصبي:

اللافندر يساعد على الاسترخاء.

إكليل الجبل قد يعزز التركيز.

الفانيليا تمنح إحساساً بالطمأنينة.
كما يمكن لبعض الروائح أن تُهدّئ نوبات القلق لأنها تُذكّر الدماغ بلحظات آمنة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: