هل وعي السوشيال ميديا سبب فشل العلاقات وارتفاع الطلاق؟.. كيرو راجى يتحدث عن تجاربه الثقافية

5-11-2025 | 12:39
هل وعي السوشيال ميديا سبب فشل العلاقات وارتفاع الطلاق؟ كيرو راجى يتحدث عن تجاربه الثقافيةكيرو راجي
رانيا نور
الشباب نقلاً عن

السوشيال ميديا لها دور كبير في ارتفاع نسب الطلاق

موضوعات مقترحة

كلما زاد النضج والوعى.. انخفضت نسب النجاح فى العلاقات

حقق كتابه الأول "برة الصندوق الذكورى" نجاحا كبيرا من أول صدور له ثم أضاف كتابه الثانى "حاجة وتلاتين سنة" نجاحا آخر، وكان من أوائل الذين قدموا البودكاست من خلال "اسمع منى" فى 2020 وأصبح أحد نجوم هذا المجال حتى حصل على جائزة أفضل بودكاست مسموع فى الوطن العربى، ويحقق الآن البودكاست الذى يقدمه "حب على ترابيزة قهوة" نسبة استماع كبيرة بين الشباب.. تفاصيل أكثر عن أفكار كيرو راجى في الحوار التالي.

بودكاست "حب على ترابيزة قهوة" تقريبا هو الوحيد الذي يعتمد فقط علي "الأوديو" ومع ذلك حقق نجاحا كبيرا.. كيف بدأت فكرته ولماذا لم تحوله لبودكاست مرئى؟

أنا من أول الناس اللى دخلت مجال البودكاست وبدأت أقدمه من 2020 لأنى طول عمرى كان عندى حلم أنى أقدم برنامجا إذاعيا لأنى من عشاق الراديو وفكرة الحكى من خلف الميكرفون، ومرة بالصدفة التقيت بصديق وأنا  أبحث عن فرصة للعمل كمذيع راديو فى البى بى سى.. فدلنى على البودكاست، وأول تجربة كانت من خلال "اسمع منى" وحصل على أفضل بودكاست مسموع فى الوطن العربى مما شجعنى على دخول تحدى جديد بفكرة بودكاست "حب على ترابيزة قهوة" وجاءت فكرته بالصدفة أيضا لأنى عادة ما أستلهم أفكارى من فنجان قهوة كل صباح، وكنت أحيانا أكتبها فى بوست فأجد استحسانا كبيرا من الناس،فقررت أطور المشروع حتى وصلت لفكرة البودكاست المسموع.

أنت تكتب فى العلاقات الإنسانية منذ فترة.. ألا ترى أن هناك علاقة عكسية بين زيادة الوعى وفشل العلاقات؟

للأسف كلامك صحيح جدا، فالمفروض أن زيادة الوعى والنضج ينعكس على العلاقات ويصنع منها أسرا مستقرة ومجتمعا متوازنا نفسيا، لكن ما حدث هو العكس، وربما أن زيادة الوعى لها دور كبير فى فشل العلاقات لأن العقل البشرى لم يكن مهيئا لهذا الكم من المعلومات ولا الإنسان كان مستعدا للتعامل مع السرعة الرهيبة التى تمر بها الحياة الآن، ومن هنا تسطحت العلاقات وتحولت إلى "مسيدج" أو رسالة تهنئة أو تعزية على فيسبوك أو واتساب.. اللقاء أصبح عزيزا والكلام قليلا حتى بين الذين يعيشون فى بيت واحد، فطبيعى أن نشعر بالغربة عن بعض.. يعنى مثلا نجد أن كثيرين حينما يجتمعون يظل كل واحد منهم ينظر فى موبايله وكأن وجوده مع أصحابه أو أسرته "تحصيل حاصل" ليس أكثر، ونفس الكلام فى البيوت يعنى يوم الإجازة الذي كان فرصة لكي يستمع الرجل إلى زوجته وأولاده.. أصبح مجرد إجازة بالإسم، لكن حقيقة الأمر كل واحد يعيش فى جزيرة منعزلة عن الآخر، فطبيعى أن العلاقات تفشل لأنه لا يوجد تواصل ولا أحد يسمع للآخر، بل أصبح من الأسباب التي تجعلنا نسمع عن حالات طلاق بعد 20 أو30 سنة زواج.

معنى ذلك أن السوشيال ميديا لها دور فى زيادة معدلات الطلاق؟

الميديا عموما لأنها جعلتنا أكثر وعيا وإدراكا لما نريده وما حرمنا منه فى سنوات الزواج الطويلة، خاصة السيدات لأنهن الأكثر استخداما للسوشيال ميديا، لذلك نجد سيدة تطلب الطلاق بعد 30 سنة زواج وتصر عليه  بعدما ازداد وعيها  وأدركت حجم الحرمان العاطفى والنفسى الذى عاشته طول سنوات زواجها، فتقرر أن تبحث عن السعادة حتى لو ظلت بمفردها باقى حياتها.. المهم تتخلص من الشخص الذى سبب لها ضغطا نفسيا ومعنويا وعرضها لمشاكل صحية، وبالتالى عندما أدركت ذلك سواء من خلال برامج التوعية فى التليفزيون أو أفكار السوشيال ميديا تقرر الخروج من تلك العلاقة لتكتشف نفسها من جديد، ولكن هذا لايعنى أن كل ما يعرض على السوشيال ميديا يكون حقيقيا، فكثير جدا من الأفكار التى تعرض عليها هدفها الحقيقى هدم البيوت والمجتمع ككل.. لذا علينا أن نعى بأن ليس كل ما نراه يكون حقيقيا.. ومعظمه له أهداف وأجندة مسبقة.

هل تعتقد أن الإنسان يمكنه أن يبدأ من جديد بعد خروجه من علاقة استمرت لأكثر من 20 سنة مثلا؟

أنا مع  فكرة ان الانسان يقدر يبدأ حياته من جديد فى أى وقت، وحقه الطبيعى والمشروع أن يبحث عن سعادته إذا لم يجدها فى حياته السابقة، وإن لم يفعل ذلك فهو مقصر ويرتكب ذنبا فى حق نفسه، لأن ربنا طالما مد فى حياتك حتى الآن فهو له حكمة فى ذلك وكأنه يقول لك إن من حقك أنك تكون سعيدا، ومن ثم فلا يوجد شىء اسمه الوقت مر أو الفرصة ضاعت.

كتبت بوستا عن الناس التي تجعل الطيب يكره طيبته والجدع يكره جدعنته وسليم النية يكره سلامة نيته.. ماذا أردت أن توضح تحديدا؟

للأسف هذا حقيقى ومن حكمة ربنا أن الشىء يعرف بضده، فمثلما خلق ربنا الخير.. خلق الشر أيضا حتى نقدر قيمة الخير والطيبة، وبالتالى أكيد فيه ناس كفيلة بأنها تجعل الطيب يكره طيبته، لكن هذا لن يحدث إلا لو كانت تلك الطيبة من أجل الناس.. إنما لو فعلنا الخير مع أى شخص قريب أو بعيد لوجه الله تعالى فمستحيل أن نندم عليه  لاننا لن ننتظر شيئا من الناس وإنما نأمل فى رضا رب الناس، لكن هذا لايمنع أن الإنسان لابد أن يضع حدودا لنفسه حتى لايستباح ممن حوله بشكل يؤذيه أو يضره.. وفى النهاية الطيبون ينقذهم الله.

ذكرت فى كتابك "برة الصندوق الذكورى" أن البنت كلما كانت متعلمة ومثقفة ومن عائلة محترمة كان حظها سيئا.. فما وجه المقارنة؟ 

لأن البنت كلما خرجت من بيت محترم ومتربية بين أب وأم يحترمون بعضهم البعض ويقدرون قيمة البيت والأسرة.. تتخيل أن كل البيوت مثل بيتها وكل الرجال مثل والدها، وحتي تدرك أن هناك نوعيات أخرى من الرجال مستغلة وطماعة  تكون مرت بعدة تجارب سيئة، خاصة أن مثل هؤلاء البنات يكن مطمعا للرجل المستغل.. لأن طبيعى أن الرجل "التوكسيك" أو النرجسى لن ينجذب لفتاة شريرة مثله.. لكنه يبحث عن الطيبة التي تصدقه وتشترى بضاعته الفاسدة.

ما رأيك فى تريند الرجال الذين يرفضون الصرف على زوجاتهم بحجة أنهن يعملن.. وبالتالي لابد أن تنفق على البيت؟

بعد انتشار هذا التريند نشرت فيديو لبرنامج كنت ضيفاً فيه من سنة، وعندما سألوني عن فكرة أن السيدة التي تعمل لابد أن تنفق على البيت قلت إن هذه الأفكار ضد الفطرة وضد عاداتنا وضد العرف والدين وتهدم الثوابت، لأن فطرتنا تقوم علي أن الراجل هو المسئول عن الزوجة والبيت والأولاد حتى لو كانت هي تعمل رئيسة وزراء.. لأنها فى الأول والآخر مسئوليته هو فقط، وبالتالى هذا التريند "مخيف" ويجرد الرجل من فطرته ودوره الأساسى فى الحياة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: