تكريم بنّائي المتحف المصري الكبير.. واجب وطني ورسالة للأجيال

4-11-2025 | 23:55
تكريم بنّائي المتحف المصري الكبير واجب وطني ورسالة للأجيالبقلم: مصطفي محرم

مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، يحسن بنا أن نتوقف قليلًا لنحتفي بمن جعلوا هذا الصرح الفريد واقعًا مشهودًا بعد أن كان حلمًا يراود الأذهان لعقود طويلة، فخلف جدران الزجاج والحجر، وتحت ظل الهرم الأكبر، عمل جيشٌ من البنّائين والمهندسين وخبراء التكنولوجيا والعمال والإداريين المخلصين بصمتٍ وعزيمةٍ، ليقدّموا للعالم تحفةً معمارية وثقافية وتكنولوجية تليق بمصر وتاريخها العريق».  

موضوعات مقترحة

ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه الوزراء المتعاقبون للآثار والسياحة، الذين آمنوا بالمتحف كمشروعٍ وطني جامع، وسعوا لدعمه في أصعب الظروف الاقتصادية والسياسية. فمنذ بداياته، جسّد المتحف المصري الكبير إصرار مصر على أن الثقافة ليست ترفًا، بل ركيزة أساسية من ركائز الهوية والتنمية المستدامة.  

إلا أن البطولة لا تقتصر على القادة وأصحاب القرار، بل تمتد إلى آلاف المهندسين والفنيين والعمال المصريين من القطاعين العام والخاص الذين عملوا ليلًا ونهارًا، واضعين خبرتهم وعرقهم في كل حجر وقطعة زجاج، في كل تمثال نُقل بعناية، وفي كل تفصيلةٍ معمارية تحكي قصة مصر القديمة والحديثة معًا. هؤلاء هم الجنود المجهولون الذين شيّدوا صرحًا سيبقى شاهدًا على أن الحضارة لا تُبنى بالكلمات، بل بسواعد أبنائها المؤمنين بها.  

إن الاحتفاء بالمتحف المصري الكبير لا ينبغي أن يقتصر على الإعجاب بجماله أو ضخامته أو كنوزه الأثرية، بل يجب أن يشمل أيضًا الاحتفاء بمن بنوه، الذين جسّدوا في عملهم روح مصر الحقيقية: الإبداع، والانضباط، والإيمان بالمستقبل. فكما نفخر بأجدادنا الذين شيدوا الأهرامات، ينبغي أن نفخر بأحفادهم الذين شيّدوا هذا المتحف ليكون حلقةً جديدة في سلسلة الحضارة المصرية الممتدة عبر العصور.  

إن تخصيص فعاليةٍ لتكريم هؤلاء البنّائين ليس مجرد واجبٍ معنوي، بل رسالة واضحة للأجيال القادمة: أن الإخلاص والعمل الجاد هما ما يصنعان التاريخ.

بقلم: مصطفي محرم خبير السياسيات العامة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة