حين كتب الحب سطوره في نوفمبر.. حكاية مصطفى أمين ويوم الحب المصري

4-11-2025 | 16:11
حين كتب الحب سطوره في نوفمبر حكاية مصطفى أمين ويوم الحب المصريعيد الحب المصري
شيماء شعبان

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد الحب في ١٤ فبراير من كل عام، يختار المصريون أن يضيفوا لمستهم الخاصة على هذا اليوم من خلال الاحتفال بعيد حب آخر في ٤ نوفمبر، أو ما يُعرف بـ "عيد الحب المصري".

موضوعات مقترحة

هذه المناسبة، التي بدأت فكرتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، أصبحت جزءًا من الثقافة الاجتماعية في مصر، تعبر عن مشاعر المحبة والامتنان بين الناس، ليس فقط بين العشاق، بل بين الأصدقاء وأفراد الأسرة أيضًا.

جذور الفكرة

في ستينيات القاهرة، حيث كانت الصحافة صوتًا للحياة والناس، جلس الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين في مكتبه يتأمل ملامح المجتمع المصري. كان يرى صخب الشوارع وضجيج السياسة، لكنه كان يفتقد شيئًا آخر دفئًا إنسانيًا، لمسة حب معلنة، كلمة طيبة تُقال بلا خجل في وطن عرف العاطفة لكنه أخفاها خلف الجدية والالتزامات.

في إحدى مقالاته، طرح فكرة قد تبدو بسيطة، لكنها كانت ثورة ناعمة على المجتمع: لماذا لا نخصص يومًا نحتفل فيه بالمحبة بين الناس؟ ليس غزلًا فقط، بل حبًا شاملًا؛ بين الأهل والأصدقاء، بين الجيران وزملاء العمل، حبًا يذكّر الناس بإنسانيتهم.

اختار مصطفى أمين يوم ٤ نوفمبر ليكون عيد الحب المصري، استنادًا إلى قصة إنسانية سمعها عن رجل رحل وحيدًا لم يحضر جنازته إلا القليل، فقال لنفسه كم من الناس يحتاجون إلى كلمة حب قبل أن يرحلوا؟

لم يكن احتفالًا على الطريقة الغربية، بل دعوة مصرية خالصة لإحياء القلوب وفتح نوافذ الأمل.

ومع مرور السنين، صارت الشوارع في الرابع من نوفمبر تتنفس وردًا، وصار العشاق والصحاب والأهل يبادلون كلمات المودة. تحوّل اليوم من فكرة في مقال إلى جزء من الوجدان المصري، يذكّر الجميع بأن الحب ثقافة… وأننا نحتاجه كما نحتاج الهواء.

وهكذا، كتب مصطفى أمين فصلًا جديدًا في تاريخ العواطف المصرية، وجعل من نوفمبر شهرًا يزهر فيه القلب قبل الشجر


عيد الحب المصري

مظاهر الاحتفال

تتنوع مظاهر الاحتفال بعيد الحب المصري، فبينما يفضل البعض تبادل الهدايا الرمزية مثل الورود والدباديب والبطاقات، يختار آخرون التعبير عن مشاعرهم بطرق أكثر بساطة مثل الرسائل والكلمات الدافئة أو اللقاءات العائلية. كما تشهد بعض المتاجر والمطاعم والمقاهي تجهيزات خاصة بالمناسبة، مع عروض على الهدايا والزهور وقوائم طعام رومانسية.

صناعة الزهور والهدايا تستعد

تستعد محال الزهور والهدايا لهذا اليوم بشكل خاص، حيث ترتفع مبيعات الورود الحمراء والهدايا التي تحمل رموز الحب، لكن دون الصخب التجاري الكبير الذي يرافق ١٤ فبراير العالمي. ويشير تجار الزهور إلى زيادة الطلب قبل يومين أو ثلاثة من الموعد، مع تفضيل الكثيرين للهدايا المعبرة ذات الأسعار المناسبة.

اقرأ أيضا:

عشق الأب أخناتون .. «نفرتيتي» فى حياة الملك الطفل توت عنخ آمون | صور

«جميلة الجميلات.. المشرقة كالشمس».. «قصص الحب الجميلة» وعبارات الغزل المنقوشة على آثار الفراعنة| صور

 

رسالة اجتماعية

بعيدًا عن الجانب الرومانسي، يمثل عيد الحب المصري فرصة لتجديد الروابط الإنسانية. كثيرون يستغلون المناسبة لزيارة أقاربهم أو مصالحة من ابتعدوا عنهم، في تأكيد على جوهر الاحتفال القائم على المحبة، لا على المظاهر.

عيد الحب المصري ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل هو تعبير عن ثقافة مصرية تقدّر المشاعر الإنسانية وتؤمن بأن الحب لا يقتصر على علاقة عاطفية، بل هو قيمة جامعة تشمل العائلة والأصدقاء والمجتمع بأسره. في يوم  ٤ نوفمبر من كل عام، يتذكّر المصريون أن كلمة طيبة أو وردة صغيرة قد تُحدِث فارقًا كبيرًا في حياة شخص ما.

موضوعات قد تهمك:

كيف تعرف أن طفلك يتعرض للتنمر؟.. العلامات المبكرة وطرق الحماية

حقائق صادمة عن اللانشون والسلامي.. أطعمة لذيذة تهدد صحتك دون أن تدري

 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: