منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك، والدهشة تلاحق أعين العالم، من جمال محتويات المقبرة، وقناع الفرعون الذهبي، وقد كان الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون في يوم 4 نوفمبر 1922 هو أكبر كشف أثري في تاريخ علم الآثار، حيث ظلت المقبرة التي تحمل الآن رقم KV62 بوادي الملوك بالأقصر أيقونة لمصر بشكل عام ولمحافظة الأقصر بشكل خاص والتي اتخذت من ذات التاريخ عيداً قومياً لها.
موضوعات مقترحة
قصة اكتشاف الفرعون الذهبي
بدورها تستعيد « بوابة الأهرام» وقائع الحكاية، كما جاءت في أرشيف الصحف والمجلات المصرية الصادرة عام 1923م، حيث رأي المؤرخون والأثريون هذا الاكتشاف الأثري بأنه الأهم عبر التاريخ.
أول الحكاية مع "جورج إدوارد ستانفورد مولينكس هيربرت"، الشهير باللورد كارنافون، واسمه المختصر "بورشي"، جاء اللورد إلى مصر التي كانت مقصدًا للأوربيين آنذاك للشفاء من أمراض الصدر، ولقد رضخ كارنافون لنصيحة الأثري ماسبيرو في اختيار مساعد له، إذا أراد مواصلة عمله في مصر في أعمال الحفائر، لتتوثق صلته مع هيوارد كارتر مكتشف المقبرة عام 1907م.
قصة اكتشاف الفرعون الذهبي
عمل هيوارد كارتر في مصر، واكتشف الكثير من المقابر الأثرية، سواء في الأقصرأو أسوان، أو حتى في تل العمارنة عاصمة إخناتون، والد الملك توت، جاءت تلك الأعمال قبل إنضمامه في العمل مساعدا لكارنافون، وقد تم فصله من العمل في مصلحة الآثار المصرية، بسبب رفضه الاعتذار في واقعة اعتداء سياح فرنسيين علي حراس معبد الرمسيوم، وقيامه بضربهم ضربا مبرحا، توثقت صلة كارتر مع كارنافون ممول حفائر المقبرة فيما بعد، وتصف المراجع الأثرية كارنافون بأنه متسامحا، خلاف هيوارد كارتر الذي تم وصفه بأنه عدائي ومتهور وعنيف وحاد الطباع، تلازمه آلام المعدة في أكثر المناطق سخونة في وادي الملوك.
هيوارد كارتر وصف في كتابه مقبرة توت عنخ آمون ، مشهد دخول المقبرة مع ممول الحفائر كارنافون"، يقول كارتر: من خلفي وقف اللورد كارنفون وابنته الليدي إيفلين هربرت، وظهرت أمام عيني حيوانات وتماثيل من ذهب، الذهب يلمع في كل مكان، كانت أثمن وأجمل ما كشف عنه رجال الآثار في حفرياتهم السابقة عبر العصور، كانت الحجرة حافلة بالأشياء العجيبة، كئوس من الألباستر الشفاف على شكل زهرة اللوتس، كومة غير منتظمة من العربات المقلوبة، تلمع بالذهب ومطعمة بالأصداف.
تمثالان أسودان بالحجم الطبيعى للملك، يواجهان بعضهما البعض كحارسين للمقبرة، لكل منهما تنورة ذهبية، ونعلين من الذهب، ويمسك كل منهما صولجانا وعصا، وفوق جبهة كل تمثال تجد الكوبرا المقدسة، بالإضافة إلى ثلاث أرائك مذهبة، وتوابيت ورأس مرصعة بالذهب.
قصة اكتشاف الفرعون الذهبي
قرر كارنافون إرسال الأخبار الصحفية الخاصة بالاكتشاف للصحف الأجنبية، فيما كانت الصحف المصرية ممنوعة من تداول الإكتشاف، ولم يتم تناول الاكتشاف إلا بعد احتجاجات حدثت عام 1923م، وقد قادها مراسل الأهرام وهو نفس العام الذي مات فيه اللورد كارنافون في القاهرة، ونقل جثمانه من خلال باخرة لموطنه في بريطانيا، وقيل أنه مات بسبب لعنة الفراعنة.
محتويات المقبرة
أظهرت مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر عام 1922م الكثير من العقائد الدينية والجنائزية الملكية في مصر القديمة، فالملك يدفن معه كل متعلقاته الشخصية التي كان يستعملها في حياته منذ كان طفلاً.
قصة اكتشاف الفرعون الذهبي
يقول الدكتور محمود الحصري، أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد فى تصريحات لـ «بوابة الأهرام» إنه وجد فى مقبرة توت عنخ آمون الكثير من لعب الأطفال، منها لعب الأطفال التي تتحرك أجزاؤها، وهناك لعبة "الضاما" وعصى الصيد المقوسة (البوميرانج) وأدوات الكتابة من أقلام وألواح وألوان، وهناك الملابس والإكسسوارات والحلي التي تستعمل في الحياة اليومية وفى رحلته للعالم الآخر، وضمن أثاث المقبرة كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة (للنوم)، أو مايطلق عليه العنقريب فى أسوان حتى الآن
كما وجدت هناك الصولجانات ورموز القداسة والحكم، والعجلات التي كانت تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر وأقواس وحراب، وهناك التابوت الذهبي للملك الذي يزن أكثر من 110 كيلوجرامات، والقناع الذهبي المرصع بالأحجار شبه الكريمة ووزنه أحد عشر كيلو جراماً، والذي كان يغطى وجه المومياء
أما زخارف مقبرة توت عنخ آمون؟ فقد كانت جدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور فهي مناظر جنائزية أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات
ويؤكد محمود الحصري، أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد، أن علماء الآثار يرجحون أن مقبرة توت عنخ آمون قد دخلها اللصوص على الأقل مرتين بعد دفنه بوقت قصير وحاولوا سرقتها، وذلك لوجود عدة أختام على مدخل المقبرة، ووجود محتويات الغرفتين الكبيرتين مكومة بلا نظام، تدل على محاولة سرقة ثم إعادة غلق المقبرة وختمها من المسئولين. كما وجد «كارتر» قوائماً بمحتويات المقبرة ينقص بعضها في الموجودات مما يدل على سرقتها في القديم، ويبدو أن إعادة غلق المقبرة قد تم خلال عهد حكم حورمحب الذي خلف العجوز آي.
قاعة الفرعون الذهبي بالمتحف المصري الكبير
خصص المتحف الكبير قاعة ضخمة جداً، تبلغ مساحتها حوالي 7500 متر مربع، لتكون بمثابة «مملكة توت عنخ آمون» لم يقتصر العرض على التجميع فحسب، بل تم استخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي لتقديم رؤية متكاملة لقصة حياة ووفاة الملك.
وتضم القاعة عرضًا لمراحل الدفن الأربع للملك، متسلسلة عبر أربع مقاصير مذهبة ضخمة، تعرض لأول مرة مجتمعة، بالإضافة إلى التوابيت الذهبية، وكرسي العرش المذهب، وأكثر من 3000 قطعة من المجوهرات والتمائم والأسلحة، بما في ذلك الخنجر المصنوع من حديد نيزكي نادر.