تظل أسرة التحامسة، سلالة المحاربين العظام، هى مجد مصر الدائم والعظيم، فهى التى قضت على الهكسوس، ذلك الاحتلال الذي استمر لسنوات طويلة، وهى التى جعلت من مصر إمبراطورية كبرى، وقد أرست العمران وقدمت الخطط العسكرية الفذة والدبلوماسية الرصينة التى مازالت تدرس حتى الآن.
ويؤكد المؤرخون ، أن عصر الأسرة الثامنة عشر قد بدأ حوالي (1549/ 1550- 1295 ق.م)، ووفقاً للمصادر المصرية القديمة مثل "قائمة أبيدوس" فقد كان الملك أحمس "نب بحتت رع" على رأس هذه الأسرة التي افتتحت صفحة مجيدة من صفحات التاريخ المصري القديم، فكان عصر هذه الأسرة عصراً إعجازياً بكل المقاييس ومن منظور كافة المعايير وفقاً لتاريخ وحضارة مصر القديمة، كما كانت عهود ملوك الأسرة الثامنة عشر بدءًا من أحمس وأسلافه مثل أبيه الملك "سقنن رع"، وكذلك الأخ الأكبر لأحمس وهو "كامس"، فضلاً عن خلفائهم العظام من ملوك الإمبراطورية المصرية خلال عصر الأسرة الثامنة عشر، وليس بخفي على الجميع مدى الدور الفعَّال والمؤثر الذي حمل رايته وتحملوا تبعاته أمراء طيبة فى طرد الهسكوس وتأمين حدود مصر.
ويتطرق الدكتور والأثري مؤمن سعد في كتابه "السياسة الخارجية ومظاهر الدعاية السياسية في مصر القديمة"، والصادر عن المؤسسة الدولية للكتاب، للسياسة الخارجية التي اتخذتها مصر إلى دور هذه الأسرة، مؤكدا على انه اتبع معظم ملوك عصر الدولة الحديثة سياسة خارجية توسعية وربما كان ذلك بمثابة رد فعل لما حدث قبل ذاك، كما تم استخدام الثروات الواردة من التوسعات الخارجية في تدشين وتنفيذ مختلف المشروعات لإعادة تأسيس واصلاح وتهيئة وتأهيل شتى ربوع أرض مصر المحروسة آنذاك، وحينما نتمعن في تاريخ ومجريات أحداث عصر الأسرة الثامنة عشر فيُمكن تقسيمها إلى نطاقين، الأول منهما يبدأ بفترة مجد العسكرية المصرية خلال عهد "أحمس" وما تلاه من خلفاء وربما ينتهى بعد فترة حكم الملك "تحتمس الرابع" التي كانت بمثابة حقبة إعادة بناء وتدشين الإمبراطورية المصرية خلال عصر الدولة الحديثة.
أما النطاق الثاني فيبدأ فيما يُعتقد منذ عهد الملك "أمنحتب الثالث" وينتهي بآخر ملوك هذه الأسرة، والتي كانت بمثابة الإطار والنطاق الزمني الذي شهدت فيه مصر القديمة بعض التغيرات والتطورات الحضارية والثقافية، والتي تُعتبر- بصفةٍ عامةٍ- فترة استرخاء وسلام.
ملوك الأسرة الثامنة عشر
أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشر
من أشهر شخصيات التحامسة، وكلهم مشاهير، أحمس، حتشبسوت، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، أمنحوتب الثالث، أمنحوتب الرابع (أخناتون).
وهناك تحتمس الثاني، والذي يعتبر أكتشاف مقبرته من أهم الإنجازات فى وقتنا الحالي، ووصف بأنه أعظم الاكتشافات بعد العثور على توت عنخ آمون.
وتعد مقبرة تحتمس الثاني رقم C4 أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922م، وآخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة،حيث لم يكن يُعرَف الكثير عن عصر الملك تحتمس الثاني بسبب حكمه القصير نسبيًا، فهو ابن الملك تحتمس الأول من زوجة ثانوية، حيث تم تأمين حكمه من خلال زواجه من أخته غير الشقيقة حتشبسوت، ابنة الملكة أحمس، الزوجة الرئيسية للملك تحتمس الأول.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار الكشف عن مقبرة الملك تحتمس الثاني، التي تُعد آخر مقبرة فرعونية مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة، وذلك بجهود البعثة الأثرية المصرية البريطانية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة. وجاء هذا الكشف أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية للمقبرة رقم C4، التي تم العثور على مدخلها وممرها الرئيسي عام 2022 بمنطقة وادي C بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر، والذي يقع على بعد حوالي 2.4 كيلومتر غرب منطقة وادي الملوك، حيث تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أنها تخص الملك تحتمس الثاني.
قدمت أسرة التحامسة الكثير من الخدمات لوطنها لمصر فى مجال العمران من حيث المسلات والمعابد، ومازال اسمها يردد ليس من خلال تحتمس الثالث فقط، بل من خلال تحتمس الرابع الشاب الرياضي والوسيم، وتنطق تحتمس تموتس فى اللغة الإنجليزية وهى المتداولة فى العالم.
أمير من أسرة التحامسة يعود إلى مصر
الجدير بالذكر أن رئيس وزراء هولندا ديك شوف، تعهد خلال لقائه بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، بأن بلاده ستعيد تمثالاً فرعونيًا مسروقُا إلى مصر.
والتمثال الذي يبلغ عمره 3500 عام، يصوّر مسؤولا رفيع المستوى من سلالة الملك تحتمس الثالث، لافتة إلى أنه عُرض للبيع في أحد المعارض عام 2022م.
وأوضحت وزارة الثقافة الهولندية في بيان، أن التمثال المقرر إعادته سُرق وتم تصديره إلى خارج مصر بشكل غير قانوني، قبل أن يُعثر عليه لاحقا في أحد المعارض بمدينة ماستريخت.
وأكدت وزارة الثقافة الهولندية، أن هولندا تكافح تجارة الممتلكات الثقافية المسروقة، موضحة أن من المتوقع أن تسلّم هيئة المعلومات والتراث الحكومية التمثال إلى السفير المصري لدى هولندا نهاية العام الجاري.
وذكر البيان أن التاجر تنازل طواعية عن التمثال بعد بلاغ مجهول المصدر حول المصدر غير القانوني للتمثال، مشيرا إلى أن الشرطة الهولندية حققت في مصدره، ليتبين أنه تم الحصول عليه عبر السرقة وتصديره بشكل غير قانوني.
واعتبرت هولندا أن التمثال يحمل دلالة عميقة على هوية مصر، مؤكدة التزامها بضمان إعادة التراث إلى أصحابه الأصليين، في إطار اتفاقية اليونسكو لعام 1970م التي تهدف إلى منع التصدير غير المشروع للممتلكات الثقافية، وإعادة التراث المصّدر بشكل غير قانوني.
ويتواجد رئيس الوزراء الهولندي في مصر حاليًا في إطار دعوة تلقاها لحضور احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، كما التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جانب نظيريه البلجيكي واللوكسمبورجي لمناقشة العلاقات الثنائية بين مصر ودول "البنلوكس" الذي يضم الدول الأوروبية الثلاث.
الرأس الفرعونية الذي تعهد رئيس وزراء هولندا بعودتها لمصر