يظل الملك تحتمس الثالث والذي تتواجد آثاره بالمتحف المصري الكبير، من أعظم قادة وملوك الدنيا، وأقدم أباطرة التاريخ، وهو محقق المجد العسكري لمصر وجيشها العظيم.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، لـ"بوابة الأهرام، إن الغرب يطلقون على تحتمس الثالث ي"نابليون مصر القديمة"، وهو أول من أسس إمبراطورية على سطح الكرة الأرضية، طولها ٣٢٠٠ كيلومتر، امتدت من الحبشة جنوبًا إلى الفرات شمالًا، كما امتدت إلى برقة غربًا.
ارتبط تحتمس الثالث فكريا وعقائديا بحروب وغزوات أجداده الملوك الأوائل للأسرة الثامنة عشرة فى آسيا والنوبة، ويبدو أن مصر لم تكن قد تناست بعد تجربتها التاريخية المريرة مع الغزاة الهكسوس الذين استعبدوا الشعب المصرى مدة قرن ونصف قرن من الزمان، وكان لا يزال عالقًا فى أذهان المصريين أن بقايا هؤلاء الغزاة كانوا لا يزالون يقطنون آسيا، على الرغم من امتداد فتوح الملوك الأوائل للأسرة الثامنة عشرة حتى نهر الفرات.
الملك تحتمس الثالث
كما يبدو أن تحتمس الثالث قد تشرب هذه الروح الحربية والوطنية من كهنة آمون الذين نشأ بينهم فى الكرنك، حيث كان آمون إله طيبة هو الذى حارب المصريين الغزاة الهكسوس تحت رايته وحققوا النصر والتحرير فيما اعتقدوا بمشيئته، والذى سوف يخوض تحتمس الثالث غزواته وفتوحاته تحت رايته كذلك، مؤمنًا بأنه يخوض حربًا دينية مُقدسة لإخضاع العالم القديم لآمون رع رب الأرباب وسيد طيبة، فيبدأ نصوصه الحربية التى سجلها عن معاركه وحملاته الكبرى على سوريا وفلسطين بالكرنك قائلا إنه يريد "أن يقهر العدو الخسيس، وأن يمد حدود مصر، وفق أوامر أبيه آمون" .. فهكذا كانت العقيدة الدينية والوطنية التى حارب الجيش المصرى تحت رايتها بقيادة هذا المحارب العظيم، والتى تجسدت فى تقديس حدود مصـر إلى أقصى مدى، والعمل على توسعتها وفقا لمشيئة آمون رع سيد طيبة.
ولقد استطاع تحتمس الثالث فرض سيطرته وهيمنته العسكرية والسياسية على إمبراطورية عظيمة تمتد من أعالى نهر الفرات شمالاً حتى مدينة نباتا عند الجندل الرابع ببلاد النوبة جنوباً، ولم يغب عن ذهن المحارب العظيم أن يحدد لأخلافه من ملوك مصر الذين سيأتون من بعده حدود إمبراطوريته، كما فعل سنوسرت الثالث عندما وضع لوحة الحدود الشهيرة عند سمنة من قبل، فحين قام تحتمس الثالث بعبور الفرات فى حملته الثامنة أقام لوحة تذكارية فى الجهة الغربية من هذا النهر؛ لتكون بمثابة آخر نقطة وصلت إليها فتوحاته فى الشمال.
أما فى الجنوب فقد قام بإقامة لوحة من الجرانيت عند جبل البرقل على مقربة من مدينة نباتا، مُعلنًا امتداد حدود الإمبراطورية إلى الجندل الرابع جنوبا، وخلال تلك الحقبة التى بلغت فيها الدولة المصرية ذروة مجدها الحربى والسياسى فى منطقة الشرق الأدنى القديم.
الملك تحتمس الثالث
ويوضح شاكر أن اللورد اللنبى استعان بخطط تحتمس الثالث الحربية، فى الحرب العالمية الأولى بعد نصيحة لورانس العرب بأن يقرأ خطته العسكرية فى مجدو - عرونا، كما استعان فيلد مارشال مونتجمرى فى الحرب العالمية الثانية بحمل السفن مفككة على اليابسة، وإعادة تركيبها عند إنزالها للبحر.
حكم تحتمس الثالث مصر بعد الملكة حتشبسوت الملكة عمته وحماته، لأنى تزوجت ابنتها حتشبسوت الصغرى، اغتصبت حتشبسوت المُلك منه لأنه كان صغيرًا بحجة أنها ابنة آمون، وصدقها الناس
خاض معركة مجدو «القرن ١٥ ق.م» وهزم الأمراء كنعان تحت قيادة أمير قادش، لم أبقهم على ممالكهم بعد أن أقسموا بالولاء والطاعة لحكم مصر، كما أخذ أولادهم حتى يمصرهم ويشبعهم بهوى مصر، وحين يموت الآباء يرسل الأبناء ليحكموا بعد آبائهم.
كان تحتمس الثالث يحترم عقائد الآخرين، وكان الآسيويون فى مصر يعبدون آلهتهم الآسيوية بكل حرية.
الملك تحتمس الثالث
الكائنات الفضائية
فى السنة الثانية والعشرين من حكمه أخبره الكهنة أن سماء البلاد امتلأت بأجسام دائرية فضية لامعة، أمر بتسجيل هذه الظاهرة فى بردية محفوظة الآن فى الفاتيكان، يعتقد البعض أنها كانت أطباقًا طائرة، وسجلها إريك فون دانكشتن فى كتابه «عجلات الآلهة» والبعض ينكر الواقعة، مؤكدًا على أن الفاتيكان لم يظهر البردية.
ويضيف شاكر، أن تحتمس الثالث خاض 16 حملة عسكرية لم يُهزم فى واحدة منها، كانت كل حملة تحرص على أن يكون معها رجال الدين مع مترجمين لأهالى الممالك الأخرى، كما كان أول من آمر بتسجيل عدد القتلى والجرحى فى كل معركة، فقد سجلنا خسائرنا فى مجدو ٤٠٠٠ قتيل و١٠٠٠ جريح، بينما خسائر الأعداء ٨٣٠٠ قتيل و٣٤٠٠ أسير، كما كان لديه ما تسمونه الآن «المراسل الحربى» لوصف وتسجيل سير المعارك.
امتدت فترة حكمه ٥٤ سنة، قضي آخر ١٢ سنة من حكمه فى سلام، باستثناء حملة تأديبية فى الجنوب، كانت فترة السلم للجنود والضباط والتفرغ للتدريبات العسكرية، أما الشؤون المالية والدينية والمعمارية فهى مقصورة على المدنيين.
نقش للملك تحتمس الثالث في الكرنك
أمر تحتمس بالتعلم واستحضار كل ما هو جميل ومفيد لمصر، فمثلًا أخذ عن سوريا تربية الدجاج وزراعة الرمان، وقال عنه وزيره رخ مى رع:"كان يرى كل شىء..ويتعلم من أى شىء".
ورحل للعالم الآخر سنة ١٤٣٦ ق.م، تاركًا إمبراطورية لها كلمة مسموعة النفير، وله مقبرة هامة فى وادى الملوك فى البر الغربى بالأقصر.
معبد الملك تحتمس الثالث في الأقصر