قلنا من زمان إن العميل المصري لا بد من رفع الوعي لديه، وهذا ما نحاول جاهدين للنجاح فيه، ولكن على ما يبدو أن صفة أن السوق المصري سوق سعري صادقة جدًا، والدليل على هذا أن هناك حركة حراك حدثت لسيارات كانت في عداد الأموات بيعيًا، وبعد أن تم خفض سعرها وصلت إلى فئة من العملاء الذين يتحينون الفرصة للشراء -اضطراريًا- دون التفكير في مصوغات الاختيار، ألا وهي قوة الوكيل وقدرته على توفير قطع الغيار ومراكز الخدمة وتدريب القوة البشرية على خدمة السيارات المباعة للعملاء.
شكاوى وصلتني من العديد من العملاء عن معاناتهم في إصلاح سياراتهم؛ لعدم توافر قطع الغيار في مركز الخدمة، إلى هنا والشكوى يمكن إرجاعها لخطأ في طلبيات قطع الغيار من قبل المسئولين عن خدمات ما بعد البيع في شركات الوكلاء، وهذا يعنى ضعف مستوى السادة المسئولين في التوكيلات - لوضع خططهم لطلبيات قطع الغيار - وطرق اختيارهم، وهذه هي مسئولية إدارة الموارد البشرية في تلك التوكيلات عند التوظيف!!.
هذا الخطأ يدفع ثمنه العملاء عند الإصلاح، أما المشكلة الكبرى التي يكتشفها العملاء هي غلاء أسعار قطع الغيار في حالة الحوادث.
عزيزي القارئ أدعوك للحظة للتفكير، وتعالَ نأخذ مثالا من سوق السيارات في مصر، سنجد أن الكثير من الوكلاء يأتون بسيارات مدججة بالتقنية وشاشات وكاميرات وسنسورات وذكاء اصطناعي، وتطرح بأسعار لا يمكن توقعها عند الإعلان عنها في احتفال كبير، وتضج القاعة بالتصفيق عند معاينة السيارة المعروضة للعامة.
الغريب أنه لا يمكن أن تجد أي وكيل سيارة صينية يعلن عن أسعار قطع الغيار عند الصيانة، مكتفيًا بأن هناك سنوات من الصيانة المجانية، ولكن عند وقوع أي مشكلة للسيارة بفعل حادث أو احتكاك أو -ترييح- لسيارة كانت تقف أمامك، ويحطم الشبكة الأمامية أو الفانوس الأمامي مثلًا، هنا سيحتاج العميل إلى قرض من البنوك لسداد فاتورة الإصلاح والأمثلة كثيرة.
أعود إلى أسباب ارتفاع الأسعار لقطع الغيار، بداية ضعف المسئولين فى بعض التوكيلات عند التفاوض على أسعار السيارات، متناسين حرفية الطرف الآخر في الشركة الأم الذي يمنح الوكيل المصري أسعارًا تنافسية أو حتى دعما!! ولكنه على الجانب الآخر يعوض كل هذا في أسعار قطع الغيار، ونظرًا لضعف مستوى البعض من المسئولين في خدمات ما بعد البيع، فتقع سيارته والآخرين في الأزمة!!
أيها السادة عليكم بداية اختيار قيادات أكفاء؛ لتحمل مسئولية هذه المواقع، بالإضافة إلى المسئولين في التوكيلات -حديثي العهد ببزنس السيارات- عند التفاوض على أسعار السيارات، فأخطاؤكم يدفع ثمنها العملاء الذين انبهروا بالتقنية والمواصفات، وعلى العملاء أن يعرفوا جيدًا قبل الشراء أسعار قطع الغيار كاملة قبل الهرولة.