في مفارقة تكنولوجية مذهلة تعيدنا إلى حقبة التسعينيات، نجح أحد المطورين في تشغيل نظام التشغيل الأسطوري «ويندوز 95» مباشرة داخل متصفح الإنترنت، دون الحاجة إلى أي تثبيت أو إعدادات معقدة، ليمنح المستخدمين فرصة نادرة لتجربة أحد أكثر أنظمة التشغيل تأثيرًا في تاريخ الحواسيب، وكأنه عاد للحياة من جديد في زمن السحابة والذكاء الاصطناعي، وفقا لـ bgr
موضوعات مقترحة
أُطلق «ويندوز 95» لأول مرة في 24 أغسطس 1995، وكان حينها بمثابة ثورة في عالم الحوسبة، إذ قدّم واجهة المستخدم الرسومية الحديثة وميزة «Plug and Play» التي سهّلت ربط الأجهزة الخارجية، فحقق مبيعات تجاوزت المليون نسخة في أول أربعة أيام فقط، وأصبح خلال عامين النظام الأكثر استخدامًا حول العالم.
اليوم، وبعد مرور نحو ثلاثين عامًا، أصبح بالإمكان تشغيل هذا النظام الكلاسيكي داخل نافذة متصفح عادية بفضل مشروع مبتكر أطلقه أحد المطورين، ما يتيح لأي شخص على أي جهاز، سواء كمبيوتر حديث أو هاتف ذكي، العودة إلى أجواء التسعينيات بضغطة زر.
في نسخته التجريبية، يتيح المشروع للمستخدمين التفاعل مع النظام كما لو كان جهاز كمبيوتر حقيقي، حيث يمكن فتح النوافذ، تشغيل الألعاب القديمة مثل «Zork» و«Oregon Trail»، أو حتى استخدام أدوات النظام مثل «Norton Utilities 2.0». كما يمكن تحميل الأقراص الافتراضية عبر قائمة مخصصة أسفل النافذة، تحاكي تجربة إدخال الأقراص المرنة (Floppy Disks) القديمة.
يستغرق تحميل النظام بضع دقائق عند الدخول للموقع لأول مرة، وبعدها يظهر سطح المكتب الشهير لواجهة «ويندوز 95» مع إمكانية الانتقال إلى وضع الشاشة الكاملة والتفاعل مع النظام بشكل طبيعي. ومع أن بعض التطبيقات قد لا تعمل بكفاءة تامة نتيجة القيود التقنية، فإن التجربة تبقى ممتعة ومليئة بالحنين لجيل التسعينيات، وفرصة تعليمية فريدة للجيل الجديد لاكتشاف بدايات أنظمة التشغيل الحديثة.
ورغم أن أداء النظام داخل المتصفح لا يخلو من الأخطاء البسيطة أو البطء النسبي، فإن هذه التجربة تُعد مثالًا رائعًا على الإمكانات المتزايدة لمحاكاة الأنظمة القديمة عبر المتصفحات الحديثة، وربما تمهد الطريق لمستقبل يمكن فيه تشغيل إصدارات مثل «ويندوز 10» و«ويندوز 11» بهذه الطريقة ذات يوم.
المشروع متاح للتجربة عبر الإنترنت، ويُنظر إليه على نطاق واسع كتحية وفاء لأحد أكثر الأنظمة تأثيرًا في تاريخ البرمجيات، ولجيلٍ من المستخدمين الذين كانت بداياتهم مع نافذة «ابدأ» الزرقاء وصوت التشغيل الكلاسيكي الذي لا يُنسى.