رأت مجلة "بوليتيكو" أنه بعد أسابيع من الشلل الحكومي في واشنطن، يتعمق المأزق السياسي بين البيت الأبيض والديمقراطيين، فيما تتزايد تداعيات الإغلاق على الأمريكيين.
موضوعات مقترحة
وأشارت بوليتيكو إلى أن رهان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تراجع خصومها خلال أيام فشل، لتتحول الأزمة إلى الأطول في تاريخ البلاد، وسط غضب رئاسي وضغوط اقتصادية متصاعدة.
ففي مطلع أكتوبر الماضي، راهن عدد من مسؤولي إدارة ترامب على مدة الإغلاق الحكومي، معتقدين أن الديمقراطيين سيتراجعون خلال أيام. لم يتوقع أحد أن يتجاوز الإغلاق عشرة أيام، لكن الواقع أثبت خطأ التقدير، مع دخول الأزمة شهرها الثاني واستمرار الجمود السياسي.
وبات ترامب أكثر إحباطاً، ودعا الجمهوريين إلى إلغاء قاعدة التعطيل في مجلس الشيوخ لتمرير تشريع يعيد فتح الحكومة، رغم علمه بأن ذلك غير ممكن. وقال أحد المقربين منه إن الرئيس “ضاق ذرعاً بالديمقراطيين الذين يستخدمون الأزمة سياسياً”.
وكان البيت الأبيض يعتقد أن الضغط الناتج عن توقف الرواتب وإغلاق المؤسسات الفدرالية سيجبر الديمقراطيين على التراجع، لكن الموقف لم يتغير، وأصبح الإغلاق مرشحاً ليكون الأطول في تاريخ البلاد.
وتركت الأزمة آثاراً واسعة؛ ملايين الأمريكيين مهددون بفقدان المساعدات الغذائية، والعاملون الفدراليون لم يتلقوا رواتبهم، وبرامج التعليم المبكر معرضة للتوقف، فيما تزداد مخاوف تأخير الرحلات الجوية مع اقتراب عطلة عيد الشكر.
ورغم تحميل البيت الأبيض الديمقراطيين مسؤولية الأزمة، رفض الجمهوريون دعوة ترامب لإلغاء قاعدة التعطيل. وأكد أحد المقربين من الرئيس أنه يدرك أن هذا لن يحدث، لكنه يستخدم الفكرة كورقة ضغط سياسية لإلقاء اللوم على خصومه.