يعلم المتفقون قبل المختلفين عليه، أن الفنان فاروق حسني، أول وجه ظهر في بداية احتفالية المتحف الكبير، هو أحد أبرز رموز الثقافة المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.
موضوعات مقترحة
جمع الفنان فاروق حسني بين الموهبة الفنية والرؤية الإدارية، فكان فنانًا تشكيليًا ذا بصمة عالمية، ووزيرًا للثقافة امتد تأثيره لأكثر من عقدين في صياغة ملامح المشهد الثقافي المصري.
النشأة والبدايات
وُلد فاروق حسني في مدينة الإسكندرية عام 1938، ودرس في كلية الفنون الجميلة، حيث تخرج في قسم الديكور عام 1964.
بدأ مشواره الفني متأثرًا بالأجواء الإسكندرانية التي تركت أثرها العميق في لوحاته التجريدية، والتي عُرفت بثرائها اللوني وتكوينها البصري الفريد.
المسيرة المهنية
تدرج حسني في العمل الثقافي من داخل مؤسسات الدولة، فشغل مناصب عدة في وزارة الثقافة، قبل أن يُعيَّن وزيرًا للثقافة عام 1987.
من موقعه الوزاري، أطلق العديد من المبادرات والمشروعات الكبرى، مثل مكتبة الأسرة، وتطوير قصور الثقافة في المحافظات، إلى جانب دعم المهرجانات الفنية، وإنشاء المتاحف والمراكز الثقافية.
أشرف على المراحل الأولى لمشروع المتحف المصري الكبير، الذي اعتبره أحد أحلامه الثقافية الكبرى.
الرؤية الفكرية
كان فاروق حسني يؤمن بأن الثقافة ليست ترفًا بل ضرورة لبناء الإنسان، وكان يرى في الفن وسيلة لترسيخ الهوية المصرية في مواجهة تيارات العولمة والتطرف.
دعا إلى دعم الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح، وإلى فتح المجال أمام الشباب المبدعين. كما سعى لتوطيد العلاقات الثقافية بين مصر والعالم، من خلال بعثات فنية ومعارض دولية حملت ملامح الفن المصري المعاصر.
رحلة فنان تشكيلي
إلى جانب عمله الإداري، ظل فاروق حسني فنانًا نشطًا، أقام معارض عديدة في مصر وخارجها، وتميزت أعماله بالتجريد اللوني المستوحى من البحر والضوء، حتى وُصف بأنه أحد رواد الفن التجريدي في العالم العربي.
كانت لوحاته انعكاسًا لتجربته الداخلية، وحوارًا بين الذاكرة والمكان.
تحديات وانتقادات
لم تخلُ مسيرته من الجدل، إذ واجه انتقادات تتعلق بسياسات الوزارة خلال فترة حكمه الطويلة، منها اتهامات بالبيروقراطية والجمود الثقافي.
لكنه ظل يؤكد أن الثقافة مشروع وطني يحتاج إلى الوقت والصبر لبناء مؤسساته.
وبعد خروجه من الوزارة، واصل نشاطه الثقافي من خلال تأسيس «مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون» التي تُعنى بدعم المبدعين الشباب.
الأثر الممتد
قدم فاروق حسني عطاء متنوعًا يجمع بين الفن والإدارة، وبين اللوحات والمشروع الثقافي، فهو من الذين يؤمنوت بدور الدولة في رعاية الإبداع، وبأن الثقافة هي جسر مصر إلى العالم. ورغم اختلاف الآراء حول تجربته، فإن أثره في تحديث البنية الثقافية المصرية يبقى علامة فارقة في تاريخ الفن والإدارة الثقافية في مصر الحديثة.
فاروق حسني
فاروق حسني
فاروق حسنيسمير صبري في أول معرض لوزير الثقافة فاروق حسني بمتحف اللوفر الشهير بباريس الذي يضم 47 لوحة
زووم سلمى الشماع في لقاء مع فاروق حسني وزير الثقافة عن معوقات الاشتراك في المهرجانات العالمية