يجتذب الصورة التذكارية بالمتحف الكبير.. حكاية أشعار رمسيس الثاني في الأدب المصري

1-11-2025 | 14:32
يجتذب الصورة التذكارية بالمتحف الكبير حكاية أشعار رمسيس الثاني في الأدب المصري رمسيس الثاني
محمود الدسوقي

يواجه رمسيس الثاني أعظم قادة التاريخ، مدخل المتحف الكبير، ورمسيس الثاني ،ومنذ أن تم نقل تمثاله للمتحف الكبير كان هو واجهة التقاط الصور الفوتغرافية التذكارية للمواطنين. 

موضوعات مقترحة

لرمسيس الثاني المحبوب من المصريين، أشعاره وقصائده في الدفاع عن الأمن القومي لمصر، كما له أشعار في محبوبته نفرتاري، ومقولته الخالدة من أجلها تشرق الشمس. 

بدورها تنشر «بوابة الأهرام»  مقتطفات من ملحمة رمسيس الثاني، والتى تعتبر  من روائع الأدب المصري القديم، فهى أنشودة شعرية دونت بدقة انتصارات الملك العظيم رمسيس الثاني، وحمايته لأمن مصر القومي فى الزمن القديم، وهى منقوشة على واجهة معبد أبوسمبل في الركنين الشمالي والجنوبي داخل واجهة المعبد بجوار التماثيل الضخمة التي تمثل الملك رمسيس الثاني.

مضمون الأنشودة المنقوش على المعبد منذ 3200 سنة، هو تمجيد لرمسيس الثاني باعتباره محبوبا من جميع الآلهة "حور، ماعت، منثو، ست، أتوم، أمون رع، بتاح"، ولقد صبغت الأنشودة رمسيس الثاني، بصفات كل هذه الآلهة وألبسته إياها فجعلته أسدا مرعبا جارح المخالب صاعق الزئير يحمي مصر وجنودها، بل ثور بقرون مدببة عظيم الجسد يسحق من يقف في طريقه، حيث النقش يحيط بأى زائر للمعبد، كأن الأنشودة تنتقل من محيط الملك وزواره لمعظم الزائرين للمعبد.

خضعت الأنشودة الملحمة لرمسيس الثاني للكثير من الدراسات منها دراسة عالم الآثار المصري، د.هانى رشوان، من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة، فى بحثه المنشور بمجلة الأبحاث التى تصدرها الجامعة الأمريكية في بيروت، بعنوان "النار العاتية التي ذاقت من طعم وهيج الشمس" يقدم لأول مرة ترجمة عربية دقيقة لأنشودة رمسيس الثاني، حيث يفتح مجالا جديدا في مقارنة المصريين القدماء بالأدب العربي، حيث يخصص الباحث الشطر الأكبر من مجهوده لترجمة النص، وعرض البدائل المختلفة للمعاني والعبارات، قبل أن يدخل بنا إلى مناقشة ما يمكن أن تقدمه مناهج البلاغة العربية التقليدية للأدب المصري القديم.

وتسترسل الأنشودة في انتصار رمسيس الثاني الكاسح في المعركة الشهيرة "قادش" التي دارت رحاها في بلاد الشام زمن الإمبراطورية المصرية القديمة في صراعها ضد إمبراطورية خيتا في الأناضول ويقول النص (فليحي حور، الثور القوي، محبوب ماعت، الذي يحمي كيمت، ويقهر كل البلاد الأجنبية، المرعب والمهاب في جميع الأراضي، الذي جعل أرض كيش كأنها لم توجد، الذي تسبب فى إنهاء أرض ختيا -بلاد الحيثيين - حور الذهبي، مديد السنين، عظيم الانتصارات الذي توغل حتى نهايتي الأرض مبتغيا الحرب، الذي سجن الفم الواسع الخاص بعظماء البلاد الأجنبية، ملك مصر العليا والسفلي، رب الأرضين، ابن الشمس، الذي يطعن أرض خيتيا، رب التيجان، واهب الحياة).

وتقول الأنشودة: (العظماء تحت جزيتهم إلي قصره، وقد أحاط بهم الخوف، فأطرافهم ترتجف عند الليل والنهار بسبب الرهبة، رب الأرضين، ملك مصر العليا والسفلي، الذي بطط أرض خيتيا، وجعلها تبدو كأنها كومة جيف مثلما تفعل الآلهة سخمت المنتقمة بعد الوباء، الذي أرسل سهامه نحو فمهم، يسيطر على أعضائهم، وجعل عظماء البلاد الأجنبية يخرجون من أرضهم سهارى، ولم تستطع أجفانهم أن تغفل، منتهكة أطرافهم).وتستمر الأنشودة الشعرية الطويلة، حيث تُظهر قوة الملك المحارب رمسيس الثاني فهو الأسد القوي جارح المخالب ذو الزئير العالي، يشيع صوته الرعب فى وادي الحيوانات. 

د.هاني رشوان لا يقف عند هذه الحدود البلاغية فى أنشودة رمسيس الثاني فقط، بل يعقد مقارنة مع أنشودة مديح سنوسرت الثالث السابق عليه بأكثر من ستة قرون والذي حكم مصر من 1878 وحتى 1839 ق. م، ويقول رشوان، إن الأثري أودلف إرمان هو أول أثري يقدم ترجمة للنقش فى معبد أبوسمبل، عام 1925م، مؤكدا أن هذا النص ليس له أى ترجمة عربية، بل إن الترجمة التى قام بها سليم حسن عام 1945م كانت ترجمة عن اللغة الإنجليزية وليس الهيروغليفية مباشرة، ليكون هذا النص هو أول ترجمة عربية من النص الهيروغليفى مباشرة مؤكدا أنه من المحزن أن نعرف أن 95 % من الأدب المصري القديم لم يترجم للعربية مباشرة.

رمسيس الثاني 

وصف الأثري سليم حسن في مؤلفاته رمسيس الثاني، وقال "كان أرشق وأجمل فتيان عصره، طويل القامة، نبعي العود، ممشوق القوام، عريض المنكبين، مملتئ الساعدين قويهما، عضلي الساقين، مستدير المحيا، ارتسم على فمه الثبات والحزم، وبدت على شفتية ابتسامة مفترة، أقني الأنف، واسع العينين كبيرهما، لا الشيخوخة ولا الموت نفسه قد أفلحا في تشويه تلك التقاسيم الفاتنة الخلابة التي عمرت قرابه قرن تشويها محسنا. 

ويظل رمسيس الثاني هو النجم الساطع فى سماء الحضارة المصرية وأحد أشهر ملوكها على الإطلاق باعتباره شخصية أثارت حلم الفنانين والرسامين وحتى الشعراء والمؤرخين، أنشد له أمير الشعراء أحمد شوقي، ومازالت آثاره تحكي مجد عصره، ليكون النجم الساطع دائما وأبدا فى الحضارة المصرية ،والمحبوب لدى المصريين. 


 رمسيس الثاني رمسيس الثاني
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة