«الحلو ما يكملش».. السكر متعة مؤقتة تفتح الباب لأمراض خطيرة

31-10-2025 | 19:18
;الحلو ما يكملش; السكر متعة مؤقتة تفتح الباب لأمراض خطيرةالسكر الأبيض
سارة إمبابي

رغم طعمه المحبب الذي يضفي مذاقًا خاصًا على الأطعمة والمشروبات، إلا أن السكر الأبيض أصبح من أكثر المواد الغذائية التي يحذر منها الأطباء وخبراء التغذية حول العالم، نظرًا لتأثيره الضار على أجهزة الجسم المختلفة، خاصة عند استهلاكه بشكل مفرط.

موضوعات مقترحة

يُعد السكر المكرر من أكثر المواد التي ترفع مستوى الجلوكوز في الدم بسرعة، مما يسبب إفرازًا كبيرًا لهرمون الإنسولين، وهو ما يؤدي بمرور الوقت إلى الإرهاق المستمر للبنكرياس واضطراب عمليات الأيض داخل الجسم.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الاعتماد على السكريات المضافة في النظام الغذائي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والكبد الدهني.

كيف يؤثر السكر على القلب والمناعة؟

أوضحت دراسات منشورة في دوريات طبية عالمية مثل Harvard Health وMayo Clinic أن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى زيادة الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستويات الكوليسترول المفيد (HDL)، مما يضعف جدران الأوعية الدموية ويزيد من خطر تصلب الشرايين.

كما يسبب استهلاك السكر الزائد ضعفًا تدريجيًا في جهاز المناعة نتيجة ارتفاع الالتهابات الداخلية التي تُرهق خلايا الدفاع المناعي.

السكر وزيادة الالتهابات في الجسم

تشير دراسات حديثة إلى أن الإفراط في تناول السكر لا يضر فقط بوزن الجسم أو صحة الأسنان، بل يمتد تأثيره ليشمل زيادة الالتهابات داخل الجسم.

فالاستهلاك المرتفع للسكريات المضافة يرفع من مستويات بعض المؤشرات الالتهابية مثل البروتين المتفاعل C (CRP) والإنترلوكين-6، وهي مواد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهني.

ويرى الخبراء أن خفض استهلاك السكر، خاصة في المشروبات الغازية والحلويات المصنعة، يساعد على تقليل الالتهاب المزمن وتحسين المناعة العامة ووظائف الأوعية الدموية.

الأطفال.. الفئة الأكثر تأثرًا بسوء استهلاك السكر

يُعد الأطفال من أكثر الفئات عرضة لتأثيرات السكر السلبية، نظرًا لسرعة تأثر أجسامهم وعدم اكتمال أنظمتهم الأيضية بعد.

فوفقًا لتقارير طبية منشورة في Cleveland Clinic وMayo Clinic، يؤدي الإفراط في تناول السكريات المضافة لدى الأطفال إلى زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في مستوى الطاقة والمزاج. كما ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر بانخفاض التركيز في الدراسة، وزيادة احتمالات الالتهاب المزمن في الجسم على المدى الطويل.

وينصح الأطباء بأن يحصل الأطفال على السكريات من الفواكه الطبيعية فقط، مع تجنب المشروبات المحلاة أو الحلويات الجاهزة كوسيلة للمكافأة اليومية.

بدائل طبيعية للسكر أكثر أمانًا

يوصي خبراء التغذية باستخدام بدائل طبيعية للسكر مثل العسل النقي (باعتدال)، أو سكر جوز الهند، أو سكر ستيفيا، إذ توفر هذه البدائل طاقة أقل ولا تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى السكر في الدم.
كما أن تناول الفواكه الكاملة بدلاً من العصائر المصنعة يمد الجسم بالألياف التي تبطئ امتصاص السكر وتحافظ على استقرار الطاقة.

خطوات لتقليل استهلاك السكر اليومي

ينصح الأطباء بقراءة الملصقات الغذائية بعناية، وتجنب المشروبات الغازية والعصائر الصناعية، وتقليل إضافة السكر إلى القهوة والشاي تدريجيًا حتى يعتاد الذوق على الطعم الطبيعي.

كما يساعد تناول البروتين والألياف في كل وجبة على تقليل الرغبة في السكريات، وتنظيم مستوى الجلوكوز في الدم.

أسئلة شائعة حول أضرار السكر

هل يسبب السكر الإدمان؟

تشير دراسات إلى أن السكر ينشط مراكز المكافأة في المخ بطريقة مشابهة لبعض المواد المسببة للإدمان، مما يجعل التوقف عن تناوله صعبًا لدى البعض.

هل يمكن الاستغناء تمامًا عن السكر؟

يمكن تقليل السكر المضاف تدريجيًا حتى يصل الإنسان إلى الحد الأدنى الصحي، لكن الجسم يحتاج دائمًا إلى كميات بسيطة من الجلوكوز الطبيعي الموجود في الفواكه والخضراوات.

كمية السكر المسموح بها يوميًا؟

توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز السكريات المضافة 10% من إجمالي السعرات اليومية، أي نحو 6 ملاعق صغيرة للنساء و9 للرجال.

هل السكر البني أو الخام أفضل من الأبيض؟

لا يوجد فرق كبير من الناحية الغذائية، فكلاهما يحتوي على نسب عالية من السكروز، والفارق الأساسي في درجة التكرير فقط.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة