كبار علماء المصريات الدوليين: «المتحف المصري الكبير» مركز علمي ومتحفي يبهر العالم بحجمه ورسالته

31-10-2025 | 18:19
كبار علماء المصريات الدوليين ;المتحف المصري الكبير; مركز علمي ومتحفي يبهر العالم بحجمه ورسالتهالمتحف المصري الكبير
نقلا عن الأهرام إبدو

بينما تستعد أنظار العالم لافتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا، الحدث الثقافي الأبرز في القرن الحادي والعشرين، تتابع دوائر البحث الأثري العالمية باهتمام كبير ما أنجزته مصر على سفح الأهرامات من صرح ثقافي غير مسبوق.

موضوعات مقترحة

فهذا المتحف، الذي يجمع بين عبقرية التصميم المعماري وروح الحضارة المصرية القديمة، لم يعد مجرد فضاء للعرض أو التجوال بين القطع الأثرية؛ بل أصبح منصة علمية ومعرفية عالمية، ومركزًا متطورًا للبحث والترميم والتعليم.

ولأن أثره تجاوز حدود مصر، فقد عبّر عدد من كبار علماء المصريات من مختلف أنحاء العالم عن رؤيتهم لهذا المشروع الحضاري الاستثنائي، مؤكدين أنه يمثل نقلة نوعية في علم المصريات وفي حفظ التراث الإنساني.

وفيما يلي شهادات سبعة من أبرز علماء المصريات الذين تحدثوا لـ«الأهرام» عن المتحف المصري الكبير، ودوره العلمي والثقافي في الحاضر والمستقبل.

ديديتريش راوِه

مدير المعهد الأثري الألماني بالقاهرة
«للمعامل والمختبرات دور محوري لا غنى عنه»

ديتريش راو

قال راوِه: بعد سلسلة من الزيارات الأولى، أشعر بإعجاب عميق تجاه العمل الذي أنجزه زملائي لتحقيق هذا النجاح المذهل. فإلى جانب العدد الهائل من القطع الأثرية الفريدة، ما أثار إعجابي بشكل خاص هو المفهوم المتحفي نفسه. فقليلة هي المتاحف في العالم التي تتيح للزائر حرية تنظيم جولته وفق مسار موضوعي أو زمني يتناسب مع اهتماماته الخاصة، وفي أي وقت من الزيارة.

وأضاف: هذه المقاربة تتيح أيضًا تخصيص الجولات الإرشادية بما يلائم تطلعات الجمهور المختلفة. إن طريقة عرض القطع وتنظيمها تُبرز، بأسلوب بديع، الاستمرارية الطويلة للحضارة المصرية في مختلف جوانبها — من الحياة اليومية والدين إلى البنية الاجتماعية.

وتابع: كما تسمح ظروف الحفظ الاستثنائية في مصر للزائر باكتشاف تفاصيل دقيقة عن حياة المصريين القدماء، مما يمنحه تجربة غامرة وفريدة تعيد الماضي إلى الحياة أمام عينيه. ولا شك أن مختبرات المتحف المصري الكبير ستلعب دورًا رئيسيًا في هذا المجال. فمن الضروري أن تستمر البحوث العلمية المتقدمة وتحاليلها الدقيقة في مصر، وأن تتوسع تطبيقاتها وتُطوّر.

واختتم راوِه قائلاً: زيارة المتحف المصري الكبير ستنقل للزوار، مصريين كانوا أم أجانب، كل الغنى الذي تحويه العبارة الشهيرة «أم الدنيا»، رمز الاستمرارية الثقافية والإنجاز التاريخي لمصر.

هوريغ سوروزيان

مديرة بعثة تماثيل ممنون ومعبد أمنحتب الثالث في كوم الحيتان
«صرح فريد لحفظ التراث المصري»

هوريج سوروزيان

قالت سوروزيان: إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف، بل خزينة للثقافة المصرية، ففي إطار معماري فخم ينسجم مع مشهد الأهرامات، تنتشر بعناية آلاف القطع الأثرية، موزعة وفق موضوعات محددة وعلى مستويات تمثل الفترات التاريخية الكبرى من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني وما بعدهما.

وأضافت: لقد كان من أمنيات وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وهو فنان تشكيلي، أن تُعرض هذه الأعمال في متحف فسيح ومضيء بحيث تُرى من كل الزوايا، وها هو حلمه يتحقق اليوم.

واستطردت بقولها: كعالمة آثار، أستقبل هذه الافتتاحية بامتنان عميق، إذ جُمعت في مكان واحد أعمال استثنائية كانت حتى وقت قريب متناثرة في أنحاء مصر. كمتخصصة في تاريخ الفن المصري القديم، يدهشني تنوع وعبقرية النتاج الفني المعروض، وأشعر بالفخر أن أرى معروضًا هناك التمثال المزدوج العملاق لأمون وموت من عصر الملك حورمحب من الكرنك، الذي كنت قد أعدت تجميعه من قطعه المتفرقة في متحف القاهرة.

وأضافت: وكرئيسة بعثة أثرية، أحيّي الجهود الرامية إلى إعادة تركيب مجموعة الجداريات من مصطبة دهشور، والنقوش البارزة من معبد الهرم المنحني، وتمثال الملك سنفرو الذي اكتشفه أحمد فخري ورمّمه راينر شتادلمان قبل عرضه في متحف القاهرة. كذلك نُظمت شواهد القبور الكثيرة في المتحف بحسب فئاتها أو مواقع اكتشافها، كتلك التي عُثر عليها حول تمثال أبي الهول في الجيزة على يد سليم حسن، والتي أصبحت اليوم متاحة للجمهور مجتمعة لأول مرة في المتحف المصري الكبير.

واختتمت تصريحها بقولها: يتميّز المتحف أيضًا بمختبر ترميم ضخم يديره خبراء على أعلى مستوى، مما يجعل من المؤسسة مركزًا مرموقًا لحفظ التراث. يمكن للمصريين أن يفخروا، ليس فقط بالإرث الثقافي الهائل الذي ورثوه، بل أيضًا بالإنجاز المعماري والمتحفي الباهر لهذا المشروع الوطني.

كريستيان لو بلان

مدير أبحاث فخري بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)
«قطب رئيسي للبحث العلمي وتعدد التخصصات»

كريستيان لوبلا

قال لو بلان: يملك المتحف المصري الكبير كل مقومات المتحف الحديث، فهو يجمع بين مجموعات استثنائية وخدمات متكاملة تُعنى بالحفظ والترميم الأثري. كما أن مختبراته مجهزة بأدوات وأجهزة متطورة تتيح دراسة تقنية متعمقة للقطع الأثرية.

وأضاف: هذه التطورات العلمية المطبقة على علم الآثار تُثري معرفتنا بالحضارة المصرية القديمة، في مجالات كانت، حتى وقت قريب، غامضة أو مجهولة. ويرسخ المتحف المصري الكبير، بفضل مركزه البحثي، مكانته اليوم كمركز رئيسي للبحث العلمي، قادر على تطوير الفهم المتعلق بالعديد من القضايا التي لا تزال موضع نقاش بين علماء المصريات.

وختم قائلاً: يعد افتتاح المتحف المصري الكبير تتويجًا لمشروع وطني ضخم يثري مصر بأحد أكثر المتاحف هيبة في العالم، إذ يضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية التي جُمعت على الإطلاق. إنه مصدر فخر عظيم للدولة المصرية ولشعبها في آنٍ واحد.

سليمة إكرام

رئيسة وحدة علم المصريات بالجامعة الأمريكية في القاهرة
«المتحف يبهر العالم بحجمه ومقتنياته الفريدة»

سليمة إكرام

قالت إكرام: يحتضن المتحف المصري الكبير العديد من القطع الأثرية التي لم تُعرض من قبل، ما يُثري فهمنا لمصر القديمة، سواء على المستوى العام أو في المسائل الدقيقة المرتبطة بالمواقع الأثرية.

وأضافت: المختبرات المجهزة بأحدث التقنيات ستتيح تعميق معرفتنا بالتكنولوجيا والثقافة المادية لمصر القديمة، وكشف أسرار الأصباغ والمواد والعلاقات التجارية التي ربطت مصر بمراكز الحضارة الأخرى.

وأكدت أن العرض الكامل لمجموعة توت عنخ آمون سيمثل حدثًا عالميًا استثنائيًا، قائلة: «المتحف المصري الكبير مصدر فخر وطني حقيقي للمصريين، وسيجذب أنظار العالم، كما سيُلهم أجيالًا جديدة من الزوار والباحثين».

آلان زيفي

مدير البعثة الأثرية الفرنسية في بوباستيون بسقارة
«المتحف المصري الكبير مؤسسة رائدة على مستوى العالم»

الان زيفي

قال زيفي: لا يعد المتحف المصري الكبير مجرد متحف؛ بل مركز أبحاث متكامل مزود بمختبرات حديثة وفرق متخصصة ترافق المجموعات الأثرية. ولا تقتصر مهمة هذه المختبرات على الترميم أو الحفظ الأولي، بل تشكل مراكز للدراسة والتجريب العلمي.

وأضاف: بفضل تجهيزاته المتطورة، سيُتيح المتحف إجراء تحاليل متعددة قد تؤدي إلى اكتشافات جديدة من شأنها تأكيد أو دحض فرضيات علمية قائمة. لقد صُمم كل شيء فيه على نطاق واسع، ما يجعله مؤسسة مرجعية تضاهي كبرى المتاحف العالمية مثل اللوفر ومتحف جيتي ومتحف اللوفر أبوظبي.

فريدريكه زايفريد

مديرة المتحف المصري في برلين
«مركز عالمي للتبادل العلمي في علم المصريات»

فريديركا سيفريد

قالت زايفريد: يلعب المتحف المصري الكبير بالفعل دورًا محوريًا في خدمة مجتمع علماء المصريات، بفضل مختبراته المرموقة والمتخصصة في حفظ الآثار، التي أصبحت مقصدًا دائمًا للباحثين من مختلف أنحاء العالم.

وأضافت: لقد ارتبطت مؤسستانا، المتحف المصري في برلين والمتحف المصري الكبير، بتعاون وثيق منذ عام 2019، وندرس حاليًا سبل تعزيزه عبر تبادل الخبراء والمتخصصين.

وأكدت أن افتتاح المتحف سيكون حدثًا استثنائيًا علميًا وسياحيًا، مشيرة إلى أنه سيصبح مركزًا دوليًا لا غنى عنه في اللقاءات الأكاديمية، قائلة:

«إنه منارة ساطعة جديدة تضاف إلى سجل مصر الثقافي العالمي».

كريستيان غريكو

مدير المتحف المصري في تورينو
«المتحف المصري الكبير.. منارة عالمية لصون التراث الإنساني»

كريستيان جريكو

قال غريكو: يمثل المتحف المصري الكبير نقطة تحول بارزة في تاريخ علم المصريات، بفضل قاعاته الحديثة ومختبراته المتقدمة ومراكزه البحثية المتخصصة. إنه يمنح الباحثين والزوار فرصة فريدة لدراسة التراث الأثري المصري في بيئة مجهزة على أعلى مستوى.

وأضاف: «العلاقات بين متحف تورينو والمتحف المصري الكبير متينة ومتواصلة، ونحن نخطط لتوسيع التعاون في مجالات الحفظ الرقمي وإدارة المجموعات وتفاعل الجمهور».

واختتم حديثه قائلاً: «إن امتلاك مصر لمجموعة مرجعية بهذا الحجم يُعد خطوة حاسمة لتكوين أجيال جديدة من علماء المصريات. المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل منارة للعلم والمعرفة والتواصل الإنساني».

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة