المتحف المصري الكبير.. حكاية حلم امتد لربع قرن

31-10-2025 | 19:25
المتحف المصري الكبير حكاية حلم امتد لربع قرنالمتحف الكبير
مصطفى طاهر

سحرت مصر العالم عبر العصور، بحضارتها الخالدة، وكان من المحتم على الأجيال المتعاقبة من الشعب المصري العظيم، أن تواصل عنايتها الكبيرة بهذا الموروث الفريد، الذي تنفرد به مصر عن سائر الأمم، والذي أصبح في ظل التحولات الحضارية والاجتماعية التي شهدها العالم بعد الثورة الصناعية وثورة الاتصالات، كنزا فريدا ومصدر قوة وثقل لبلادنا لا تستطيع عين أن تغفله.

موضوعات مقترحة

من متحف الجيزة قديما، إلى المتحف المصري بالتحرير، وصولا إلى قلعتنا الجديدة "المتحف المصري الكبير" امتدت حكاية الحضارة المصرية أمام أعين العالم،

 وإذا كان افتتاح المتحف المصري الكبير هو أهم أحداث العام السياحية على المستوى العالمي، فأنه يمثل حالة خاصة جدا بالنسبة لنا كمصريين، ننظر فيها بفخر إلى الخلف والأمام معا، ونعيد صياغة رؤيتنا لحضارة أجدادنا بصورة عالمية جديدة تليق بها، في موقع فريد...

امتد الحلم لما يقرب من ربع قرن تقريبا، بدأت الفكرة في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف، عندما أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الحالي المُقدم من هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

تم البدء في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.  

صدر قرار رئيس مجلس الوزراء المصري رقم 2795 لعام 2016 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار.

اكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف.

يحتوي المتحف على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من نوعها، التي ستجعل منه أبرز متاحف العالم، من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، وهي مجموعة تزيد عن 5 آلاف قطعة أثرية، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، بالإضافة إلى المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

 يحتضن المتحف أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات، وكل ذلك يجعل منه الوجهة السياحية رقم 1 في العالم خلال الفترة المقبلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: