مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، لم يقتصر الاحتفال على عرض الآثار النادرة أو اكتشافات الملوك، بل امتد إلى عودة الاهتمام بواحد من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، وهو" الزي الفرعوني"، الذي يعكس مزيجًا مدهشًا من الجمال، والفخامة، والدلالات الروحية.
موضوعات مقترحة
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المصريون في صور مستوحاة من أزياء الفراعنة، مرتدين الخواتم الذهبية، ومفاتيح الحياة "العنخ"، والقلائد الثقيلة، والنُقَب القطنية البيضاء، في إحياء رمزي لأناقة أجدادهم التي سبقت زمنها بآلاف السنين، ما أعاد الانتباه مجددًا بالموضة الفرعونية وما مانت عليه من براعة التصميم وأناقة المظهر.
الخواتم الفرعونية.. رمز القوة والهوية الملكية
لم يكن الخاتم الفرعوني مجرد حُلية للزينة، بل كان علامة سلطة وحماية، فقد نقش عليه المصري القديم أسماء الملوك والآلهة كرمز للانتماء الإلهي، بينما كان يُستخدم أحيانًا كختم رسمي يوثّق المراسلات الملكية، حيث تنوّعت خاماته بين الذهب والعقيق واللازورد، مما جعله تحفة فنية تجمع بين المهارة الحرفية والدلالة الرمزية.
جانب من الأزياء الفرعونية مفتاح العنخ.. سرّ الحياة الأبدية
يُعد مفتاح العنخ أحد أبرز الرموز التي ارتبطت بالحياة والخلود في الحضارة المصرية القديمة. كان الملوك والكهنة يحملونه في النقوش والتماثيل كرمز للعمر المديد والبعث بعد الموت، وفي الفن الحديث، عاد "العنخ" ليُستخدم كرمز عالمي للحياة والطاقة الإيجابية، وأصبح جزءًا من التصاميم والمجوهرات المستوحاة من التراث المصري.
جانب من الأزياء الفرعونية النقبة القطنية.. بساطة النبلاء
رغم فخامة الحضارة المصرية، فإن الزي الأساسي للمصري القديم تميز بالبساطة والأناقة في الوقت نفسه، فكانت النقبة القطنية البيضاء، المعروفة باسم الشِنديت، تُلف حول الخصر، وتُزين أحيانًا بحزام ذهبي أو نقوش دقيقة. وقد عبّرت عن نقاء المظهر وانسجام الإنسان مع الطبيعة في وادي النيل.
جانب من الأزياء الفرعونية القلادة الفرعونية.. فخامة الملوك
تُعد القلادة العريضة من أبرز ملامح الزينة في الزي الفرعوني، وكانت تُصنع من الذهب والأحجار الكريمة بألوان زاهية تمثل عناصر الطبيعة: الأزرق للماء، والأخضر للخصوبة، والأحمر للحياة والقوة، ولم تكن القلادة مجرد زينة، بل كانت تُمنح لحامليها كرمز للشجاعة والمكانة الرفيعة، وتُستخدم في الطقوس الدينية والاحتفالات الملكية.
الزي الفرعوني.. تراث يتجدد
هكذا، ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، لا تعود فقط القطع الأثرية إلى النور، بل تُبعث معها روح الجمال المصري القديم، الذي ما زال يُلهم الأزياء والمجوهرات والفنون الحديثة حتى اليوم، فالحضارة المصرية لم تكتفِ بترك آثارها في الحجر، بل تركت بصمتها في الذوق والموضة والفكر الإنساني لتبقى أناقة الفراعنة حاضرة في كل عصر، شاهدة على حضارة لا تموت.