من المومياء إلى الكنز.. كيف وثقت السينما المصرية حضارتنا المصرية القديمة؟

31-10-2025 | 00:50
من المومياء إلى الكنز كيف وثقت السينما المصرية حضارتنا المصرية القديمة؟ فيلم المومياء
أحمد نصار

لم تغفل السينما المصرية عن دورها في التوثيق لحضارتنا المصرية القديمة، التي برزت  كرافد أساسي ومُلهم للعديد من الأعمال الفنية.

موضوعات مقترحة

ساهمت السينما المصرية في اكتشاف عراقة هذا التاريخ العريق الممتد عبر الآف من السنوات، مسجلةً بذلك شهادة بصرية على قيمة مصر وتراثها.

إن العلاقة بين الفن المصري والآثار هي علاقة وجدانية وتاريخية، حيث سعت السينما لتوثيق جمال المعابد والأهرامات، ولفتت الانتباه إلى قضايا هامة مثل سرقة الآثار وحماية التراث.

المومياء

يظل فيلم "المومياء" المعروف أيضًا باسم "يوم أن تحصى السنون" الذي أخرجه شادي عبد السلام عام 1969، العمل الأبرز والأكثر عمقاً وتأثيراً في تناول قضية الآثار المصرية.

لم يكن الفيلم مجرد قصة، بل كان بياناً فنياً وفكرياً عن الهوية المصرية وصراعها مع الماضي وكنوزه. الفيلم، الذي تدور أحداثه حول عائلة "الحربات" التي تعمل في التنقيب عن الآثار ، يطرح أسئلة وجودية عن الانتماء والتراث، ويسلط الضوء على آفة سرقة الآثار وتهريبها التي تنهب عراقة الوطن.

إن "المومياء" ليس فيلماً عن الآثار فحسب، بل هو تحفة سينمائية احتفى بها النقاد عالمياً وتم ترميمها تحت إشراف مؤسسات سينمائية كبرى، ليظل شاهداً على أهمية الوعي بالتاريخ القديم.

وقد كرّس المخرج العظيم شادي عبد السلام جزءاً كبيراً من إبداعه للتوثيق الدرامي للتاريخ الفرعوني، حيث قدم أفلاماً وثائقية ودرامية قصيرة هامة مثل "كرسي توت عنخ آمون الذهبي" (1982) و"الأهرامات وما قبلها" (1984) و"عن رمسيس الثاني" (1986)، مما يؤكد شغفه العميق بالحضارة المصرية القديمة كمرجع فني وجمالي.

البحث عن توت عنخ آمون

من أبرز الأفلام التي تناولت الاكتشافات الأثرية الكبرى، فيلم "البحث عن توت عنخ آمون" الذي تم إنتاجه عام (1997) للمخرج يوسف فرنسيس.

هذا الفيلم، الذي قام ببطولته مجموعة كبيرة من الفنانين مثل محمد منير وحسين فهمي وجيهان نصر، اتخذ من قصة اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون في وادي الملوك نقطة انطلاق لقصته.

كما ألقى الضوء على شغف علماء الآثار والمغامرة المصاحبة لعمليات التنقيب في مصر، معبّراً عن الأهمية العالمية لهذا الكشف الذي غير مسار علم المصريات وعرّف العالم أجمع بعظمة الحضارة المصرية القديمة وكنوزها التي لا تُقدر بثمن، مجسداً الجدل والتحدي الذي صاحب هذا الاكتشاف الأهم في القرن العشرين.

عروس النيل

في عقد الستينيات، وتحديداً عام 1963، جاء فيلم "عروس النيل" للمخرج فطين عبد الوهاب وبطولة رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز، ليقدم لمسة من الرومانسية الممزوجة بالخيال حول "لعنة الفراعنة" أو حماية الآثار. 

تدور القصة حول مهندس جيولوجي في الأقصر يحاول التنقيب عن البترول، فتظهر له "هاميس ابنة آتون إله الشمس" كـ"آخر عروس للنيل" لتمنعه من المساس بمقابر الفراعنة، وينتهي الفيلم بانتصار الوعي بضرورة الحفاظ على المنطقة الأثرية.

هذا الفيلم عكس أيضاً سحر الأقصر والمواقع الأثرية كمكان للقصص والأساطير.

غرام في الكرنك

فيلم استعراضي أيقوني للمخرج علي رضا وبطولة فرقة رضا للفنون الشعبية. تدور أحداثه حول فرقة تسافر إلى الأقصر، وتقدم عروضها على مسرح معبد الكرنك، مسلطة الضوء ببراعة على جمال المدينة وعظمة المعبد، وساهمت أغنية "الأقصر بلدنا" الخالدة في ترسيخ ارتباط الجمهور بالمكان.

الكنز

قدم المخرج شريف عرفة سلسلة أفلام "الكنز" التي اعتمدت على السرد عبر العصور، وتضمنت أجزاء مهمة تتناول الحضارة المصرية القديمة، مستعرضة قصصًا ملكية وأسرارًا تاريخية في إطار درامي ضخم.

قدمت السينما المصرية على مدار تاريخها العديد من القصص والأحداث  التي عززت مكانة الحضارة المصرية القديمة وعراقتها في ذاكرة الجمهور، وتبقى مصدراً لا ينضب للإلهام، يؤكد على أن السينما هي خير سفير لتراث البلاد وعمق تاريخها.


فيلم البحث عم توت عنخ آمونفيلم البحث عم توت عنخ آمون

فيلم عروس النيلفيلم عروس النيل

فيلم الكنزفيلم الكنز
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: