النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة.. العناني يضيء متحف الفن التاريخي بمحاضرة عن روح الآثار المصرية

30-10-2025 | 23:29
النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة العناني يضيء متحف الفن التاريخي بمحاضرة عن روح الآثار المصريةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة
فيينا - دعاء أبوسعدة

في أمسيةٍ مشبعةٍ بعبق الفكر وسحر الجمال، تهادت العاصمة النمساوية فيينا على أنغام الحضارة المصرية، حين احتضن متحف تاريخ الفن (Kunsthistorisches Museum) فعالية استثنائية بعنوان «علم المصريات… قراءة الحاضر في ضوء الخلود»، ألقاها معالي الأستاذ الدكتور خالد العناني، أستاذ علم المصريات بجامعة حلوان، ووزير السياحة والآثار المصري الأسبق، والمدير العام لمنظمة اليونسكو.

موضوعات مقترحة

كانت الأمسية، التي أقيمت في قاعة باسانو العريقة، أكثر من مجرد محاضرة علمية؛ كانت احتفالاً بالروح الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والزمن، وتجعل من الآثار لغةً خالدة تحاور الذاكرة وتستدعي دهشة البدايات. 

وقد جاءت بدعوة رسمية من إدارة المتحف، تكريماً لإسهامات الدكتور العناني في حماية التراث الإنساني وصون هوية الحضارات، ولجهوده في بناء جسور من التفاهم الثقافي بين الشرق والغرب.

خلال حديثه الذي ألقاه باللغة الإنجليزية، قاد الدكتور العناني الحضور في رحلةٍ فكرية ممتدة من أعماق التاريخ إلى آفاق المستقبل، متناولاً أحدث الاكتشافات الأثرية في مصر وما تحمله من إشراقات جديدة على فهم مسيرة الإنسان. 

كما استعرض المشروعات الكبرى لترميم المعابد والمقابر والمتاحف، مؤكداً أن ترميم الحجر ليس سوى الوجه المادي لعمليةٍ أعمق، هي ترميم الذاكرة الإنسانية ذاتها، واستعادة قدرة الحضارة على البوح بالحكمة من جديد.

وتوقف البروفيسور العناني عند المتحف المصري الكبير بوصفه «أيقونة معمارية ومعرفية تجمع بين عبقرية الماضي وروح العصر»، مشيراً إلى الإصلاحات المؤسسية والتشريعية التي شهدها قطاع السياحة والآثار في السنوات الأخيرة، والتي أرست نموذجاً متكاملاً لإدارة التراث على أسس علمية وثقافية مستدامة، تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وماضيه.

وقد شهدت الأمسية حضوراً رفيع المستوى ضمّ أندرياس بابلر، نائب المستشار ووزير الثقافة النمساوي، وممثلين عن وزارة الخارجية النمساوية ومديري المتاحف الكبرى، إلى جانب ميخائيل لودفيغ، عمدة فيينا، وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية برئاسة السفير محمد نصر، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمستشار محمد البحيري، قنصل مصر لدى النمسا. كما شاركت الدكتورة مونيكا سومر، المديرة السابقة لمتحف دار التاريخ النمساوي، ونخبة من الباحثين والأكاديميين وطلاب علم المصريات والإعلاميين والجاليات العربية.

تجلّى في تلك الليلة تلاحم الحضارتين المصرية والنمساوية في لحظةٍ من صفاء الوعي الإنساني؛ لحظةٍ بدت فيها الحجارة المصرية وكأنها تنطق بلغةٍ يعرفها الجميع – لغة الخلود والجمال والإيمان العميق بقيمة الإنسان.

كان المتحف العريق، بقبابه المهيبة وتماثيله الصامتة، أشبه بمعابد طيبة وقد عادت لتضيء من قلب أوروبا، فيما كان الدكتور العناني يجسّد بحديثه حواراً بين ماضيٍ لا يغيب وحاضرٍ يسعى إلى أن يليق بذكراه.

وفي ختام الأمسية، عبّر الحضور عن تقديرهم العميق لمكانة مصر ودورها الأبدي في صون التراث الإنساني، مؤكدين أن صوتها سيظل منبعاً للحكمة والإلهام، ومشعل نورٍ لا يخبو في مسيرة الحضارة العالمية.


النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة

النمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارةالنمسا تحتفي بمصر في ليلة من نور الحضارة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة