يتابع المصريون تزامنا مع استعدادات المتحف المصري الكبير، نشر صورهم بالذكاء الاصطناعي، وهم يرتدون الملابس الفرعونية القديمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويعيدون نشر صور الفنانين القدامى أيضا بالملابس المصرية القديمة، أمثال محمود المليجي، وغيرهم.
موضوعات مقترحة
تنشر «بوابة الأهرام»، قصة الملابس المصرية القديمة ، وكيف ظهرت فى عالمنا المعاصر بعد آلاف السنين، يقول المؤرخ الأثري فرنسيس أمين، إن شيوع الملابس الفرعونية مر بعدة مراحل فى التاريخ الحديث، وبدأت منذ الحملة الفرنسية، حين وضع نابليون بونابرت تمائم فرعونية مرسوم عليها النحل الذهبي في ردائه الإمبراطوري، إلا أنها انتشرت بشكل كبير في حفل افتتاح قناة السويس، وعرض أوبريت عايدة في عهد الخديو إسماعيل، إلا أنها زادت شيوعا بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث انتشرت موضة ارتداء الملابس الفرعونية في الحفلات والمهرجانات في شوارع لندن وباريس بأوروبا، وشوارع واشنطن في الولايات المتحدة، وبالطبع شوارع القاهرة التى رفعت شعار نحن أحق بملكنا توت عنخ آمون.
أرشيف الصحف
في عام 1923م، وبعد اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون، قررت شوارع القاهرة أن تكون مثل شوارع أوروبا التى احتفت باكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، حيث قالت الصحف والمجلات الصادرة آنذاك، إن القاهرة نظمت مهرجان الكورسو للأزياء المصرية القديمة، في احتفالية نادي المختلط "الزمالك حاليا"، حيث قامت إحدى شركات الإطارات الشهيرة بصنع مجسم داخل هيكل فرعوني، أما «أوتومبيل» الأمريكية، فقد صنعت مجسمات تماثل أهرامات الجيزة وأبو الهول محاطين بالفتيات الجميلات.
ويوضح المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام" أن معظم الحضارات القديمة ارتدت الملابس الفرعونية بشكلها المعروف، مؤكدا أنه لابد من التفريق بين الملابس الفرعونية التى كان يرتديها الملوك والأميرات والملكات، وبين الملابس الفرعونية التى كان يرتديها العامة وإلى الآن متواجدة فى حياتنا المعاصرة مثل الشال، والجلباب، مؤكدا أن الجيبة النسائية هو اختراع فرعوني أهداه المصريون القدماء للعالم.
ويؤكد الأثريون والمؤرخون ، ومن بينهم سعد الخادم فى دراسته عن الملابس على أن الثوب الفرعوني المسمى «شنتي» كان أول ثوب قلدته كافة الحضارات ومنها الحضارة العربية، التى قلدته فى ثوب السند، وهو نوع من البردة مخطط يلتحف به، حيث يوضح العالم الأثري الكبير أحمد كمال باشا أنه توجد مقارنة كبيرة بين الثوب الفرعوني المسمي بالسنت، وهو أحمر يلبس في المناسبات والأعياد، وترتديه الآلهة وبالأخص «هاتور» آلهة الحب والجمال عند الفراعنة، وبين الزنط العربي. وقد ارتبطت الملابس المصرية بالكثير من الأساطير والحكايات وكذلك المعتقدات ،فالمصريون كانوا يمنعون من يرتدى الصوف من دخول المعابد لأنه نجس فى اعتقاداتهم وكان دخول المعابد بالكتان الأبيض
تم اكتشاف الكثير من الملابس فى المقابر الفرعونية ، وتم نقلها إلى المتاحف، فرنسيس أمين ، أن اكتشاف الملابس تم فى عدة مقابر حيث وجدت بشكل كبير وخاصة الكتان، مؤكدا أن هناك دورا كبيرا فى الأفلام السينمائية لشيوع الملابس وبالأخص فيلم كليوباترا بطولة الفنانة إليزابيث تايلور، والذي صمم له الملابس المخرج والفنان العالمي المصري شادي عبد السلام، فمن خلاله انتشرت الملابس الفرعونية، مؤكدا أن من أشهر الفنانات اللاتي ارتدين الملابس الفرعونية منيرة المهدية، وعزيزة أمير، ولبنى عبدالعزيز، مؤكدا أن الأغرب أن فيلم "عروس النيل" واسم البطلة هاميس ليس له وجود فى الحضارة المصرية القديمة، ورغم ذلك انتشر في أذهان الناس كأنه اسم فرعوني.
وأكد أنه منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وتم وضع الملابس الفرعونية في الاستوديوهات، حيث يوجد في تاريخ الفوتوغرافيا صورا لمصريين التقطوا لأنفسهم بعض الصور بالزى الفرعوني القديم، كما انتشرت تلك الصور في حفلات التخرج حيث ارتدى الطلبة الملابس الفرعونية في بداية ثلاثينيات القرن الماضى ، واستمر شيوع الملابس المصرية القديمة حتى الوصول للذكاء الاصطناعي الذي أعاده الاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
الملابس المصرية القديمة