‏رمسيس الثاني.. "حارس التاريخ وملهم الحضارة المصرية القديمة" يعود لاستقبال زواره بالمتحف المصري الكبير | صور

30-10-2025 | 14:27
‏رمسيس الثاني  حارس التاريخ وملهم الحضارة المصرية القديمة  يعود لاستقبال زواره بالمتحف المصري الكبير | صورتمثال رمسيس الثاني
هبة إسماعيل

‏تتجه أنظار العالم بعد غد السبت، نحو حدث استثنائي ينتظره الملايين منذ سنوات طويلة.. افتتاح المتحف المصري الكبير.

موضوعات مقترحة

تتجلى عظمة المتحف المصري الكبير، في البهو الذي يقف فيه تمثال رمسيس الثاني شامخًا كأنه لم يبرح مكانه منذ آلاف السنين بملامحه التي تجمع بين الهيبة والسكينة.. يرحب بالزائرين من كل أنحاء العالم، وكأنه يقول لهم:«ها أنا عدت إلى مكاني الطبيعي.. حارسًا للتاريخ ومُلهمًا للحضارة».

‏من ميت رهينة إلى ميدان رمسيس

‏بدأت حكاية التمثال في قرية ميت رهينة بالبدرشين، العاصمة القديمة لمصر والتي عرفت باسم "منف"، حيث اكتشفه عالم الآثار الإيطالي جيوفاني كافيليا عام 1820 أمام معبد الإله بتاح. كان التمثال مكسورًا لستة أجزاء، لكنه ظل محتفظًا بعظمة الملامح التي تروي مجد صاحبه.

‏ظل التمثال في موضعه الأصلي حتى عام 1955، حين قرر الرئيس جمال عبد الناصر نقله إلى ميدان باب الحديد – الذي أصبح بعدها يُعرف باسم ميدان رمسيس  ليصبح أول أثر فرعوني يزين قلب القاهرة الحديثة، شاهداً على تلاقي الماضي بالحاضر.

في ذلك الميدان المزدحم، صار التمثال صديقًا للمصريين، يمرون أمامه كل يوم، يلتقطون الصور بجواره، وكأنه يشاركهم تفاصيل الحياة.


تمثال رمسيس الثاني


‏الرحلة الكبرى نحو المتحف الكبير

لكن الزحام والتلوث والاهتزازات كانت تهدد التمثال الذي يبلغ وزنه 83 طنًا وارتفاعه أكثر من 11 مترًا. وبعد خمسين عامًا من وقوفه في الميدان، اتخذ القرار الصعب بنقله مرة أخرى عام 2006 إلى جوار موقع المتحف المصري الكبير.

‏كانت تلك الرحلة واحدة من أكثر عمليات النقل الأثري جرأة وتعقيدًا في العالم.

‏نفذت بعد دراسات هندسية دقيقة، ورفضت فكرة تقطيعه إلى أجزاء كما اقترحت بعض الشركات الأجنبية.

تم نقله قطعة واحدة، في موكب مصري مهيب، سلك طريقًا امتد من ميدان رمسيس مرورًا بميدان التحرير وكورنيش النيل والدائري وصولًا إلى الهرم.

رافقت الكاميرات والمصريين تلك اللحظة وكأنهم يشيعون ملكهم العظيم في رحلة جديدة نحو الخلود.


تمثال رمسيس الثاني


‏عودته إلى العرش في بهو المتحف

‏وفي 25 يناير 2018، تحقق المشهد الأخير في هذه الملحمة، حين نقل التمثال إلى البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، وسط موكب ملكي يتقدمه الجنود والموسيقى العسكرية، وبحضور وزراء وسفراء وصحفيين من كل أنحاء العالم.

‏كانت الأضواء تسلط عليه كأنه يعود إلى عرشه من جديد، ليكون أول ما يراه الزائر عند دخوله المتحف، وخلفه تمتد الأهرامات في صمت يليق بالمكانة.

‏اليوم، يقف رمسيس الثاني تحت سقف زجاجي أمامه جدار به فتحه تسمح للشمس لتضيء وجهه ، في مشهد يجمع بين رمزية التاريخ وسحر الحاضر.

‏ حوله تعرض قطع أثرية من عصره، تحكي عن ملك أحب الجمال والعمارة، وقاد مصر إلى أزهى عصورها، ووقّع أول معاهدة سلام في التاريخ مع الحيثيين بعد معركة قادش الشهيرة.


تمثال رمسيس الثاني


رمسيس راح فين.. حين صار التمثال بطلًا لفيلم

‏لم تمر هذه الرحلة دون أن تلهم صناع السينما. ‏فظهر الفيلم التسجيلي "رمسيس راح فين"، يوثق فيه قصة التمثال منذ اكتشافه وحتى نقله من ميدان رمسيس إلى الجيزة عام 2006.

‏شارك الفيلم في عدة مهرجانات محلية ودولية، منها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية ومهرجان دوك لايبزج بألمانيا، وحاز على الجائزة الكبرى تقديرًا لرؤيته الفنية التي تمزج بين الحنين والتاريخ، وتعيد طرح علاقة المصريين بتراثهم.


تمثال رمسيس الثاني


‏حارس التاريخ.. صوت الحضارة

‏الآن، مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، يقف رمسيس الثاني كأنه حارس الحضارة المصرية.

تلمع عيناه تحت الضوء كمن يراقب الأجيال، ويرحب بالعالم بلغة لا تنطقها الكلمات، بل تقال بالعظمة.

إنه ليس مجرد تمثال، بل روح مصر القديمة التي ما زالت تنبض في حاضرها، كلما أشرقت الشمس على وجه رمسيس الثاني.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
عاجل
  • استعدادات خاصة بلجان انتخابات مجلس النواب لتسهيل عملية تصويت كبار السن وذوي الهمم