من وهج النور إلى لمسة الدفء.. رحلة الشموع منذ عصر القدماء المصريين

30-10-2025 | 15:16
من وهج النور إلى لمسة الدفء رحلة الشموع  منذ عصر القدماء المصريينيعود أصل الشمعة إلى المصريين القدماء
أشرقت هشام

في زمنٍ غزت فيه الأضواءُ الصناعيةُ ملامحَ الحياة، ما زالت الشمعةُ تحتفظُ بمكانتها الخاصة كرمزٍ للهدوء والرومانسية ودفء اللحظة. ورغم بساطتها، فإن تاريخها يروي فصولًا طويلة من الابتكار والحضارة امتدت عبر آلاف السنين.

موضوعات مقترحة

يعود أصل الشمعة إلى المصريين القدماء، الذين استخدموا حزم القصب المغموسة في دهون الحيوانات لتبدّد عتمة الليل.

أما الرومان فلهم الفضل في تطوير شكلها الأقرب إلى ما نعرفه اليوم، إذ صنعوا قوالب من الشحم يتوسطها فتيل من الكتان، واستخدموها في الطقوس الدينية والإضاءة اليومية.

وبحلول العصور الإسلامية والوسطى، أصبحت الشموع جزءًا من الحياة الاجتماعية والروحية، تُزيّن المساجد والقصور والمناسبات والأعياد، وكانت تُصنع من شمع النحل الطبيعي لما يتميز به من جودة ونقاء.

وفي القرن التاسع عشر، غيّر اكتشاف مادة البارافين صناعة الشموع إلى الأبد، إذ أصبحت أنظف، وأطول عمرًا، وأقل تكلفة. ومنذ ذلك الوقت، تحولت الشموع من وسيلةٍ للإضاءة إلى تفصيلٍ جمالي في المنازل والاحتفالات والعلاجات العطرية، تضيف لمسةً من الهدوء والسكينة.

تحوّلت من أنابيب النفط ودهاليز الفحم إلى مادةٍ بيضاء تذوب بهدوء وتشتعل بنقاءٍ، لا دخان لها ولا رائحة.

ومن تلك اللحظة تغيّر كل شيء؛ فلم تعد الشموع وسيلةً للإنارة فحسب، بل صارت لغةً للمشاعر ترافق الاحتفالات والمناسبات الخاصة.

وبرغم أن الضوء الكهربائي أنهى دورها الوظيفي، فإن الشمعة ما زالت رمزًا للضوء والهدوء الداخلي، تذكّرنا بأن في أبسط الأشياء جمالًا قادرًا على تبديد العتمة، تمامًا كما يفعل اللهب الصغير وسط الظلام الكبير.

ولهذا، لن يستطيع التطور التكنولوجي أن يتغلّب على سحر الشموع، لأنها تترك أثرًا نفسيًا ومعنويًا لا يُقاس بالقيمة المادية، بل بما تحمله من دفءٍ ومعنى في قلوب الناس.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: