الكوميديا تزيّن احتفال "تطوان السينمائي" بدورته الـ30

29-10-2025 | 17:08
الكوميديا تزيّن احتفال  تطوان السينمائي  بدورته الـالكوميديا تزيّن احتفال تطوان السينمائي بدورته الـ 30
رسالة تطوان - أسامة عبد الفتاح

في إطار احتفالاته بدورته رقم 30، التي تُختتم مساء السبت المقبل، احتفي مهرجان تطوان السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط بفن الكوميديا على الشاشة الكبيرة في حوض المتوسط، وخصص لها إحدى ندوتيه الرئيسيتين، علما بأن الأخرى عن المخرجات المتوسطيات.

موضوعات مقترحة

أُقيمت الندوة أمس بمشاركة الممثلة والناقدة الإسبانية روساريو باردو، والناقد المغربي محمد باكريم، وكاتب هذه السطور من مصر، وأدارها الناقد المغربي سعيد المزواري.

وانطلقت من معطيات أساسية منها أن الكوميديا جمعت منذ عقود بين القدرة على الإضحاك والبُعد النقدي، فهي لا تقتصر على الترفيه، بل تُسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية، مستخدمة أدوات السخرية لكشف التناقضات وتحفيز التفكير.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت منطقة المتوسط، ارتفاعاً ملحوظاً في إنتاج أفلام الكوميديا، حيث لجأ العديد من المخرجين والمخرجات إلى الضحك كوسيلة للتواصل مع الجمهور. وقد انعكس هذا الاتجاه على شباك التذاكر، حيث ساهم في جذب أعداد كبيرة من المشاهدين وإعادة الحياة إلى قاعات السينما.

وفي ظل هذه المعطيات، طرحت الندوة أسئلة محورية حول الأسباب التي تقف وراء هذا الإقبال الجماهيري على أفلام الكوميديا، وما إذا كان يعكس تقدماً في الإبداع السينمائي أم يُعد مجرد استجابة لضغوط السوق، وأخيرا تساءل المشاركون في الندوة عن الحدود الفاصلة بين تقديم محتوى مرح وجذاب، وبين الوقوع في فخ التفاهة والشعبوية.

وقدمت الورقة المصرية، التي أعدها كاتب هذه السطور، استعراضا لتاريخ الكوميديا في السينما المصرية مع تقسيمه لأربع مراحل: أولى من البدايات حتى آخر الأربعينات، امتازت بما يمكن تسميته "التمصير" بكل معانيه، سواء تمصير القصص العالمية أو تمصير شخصيات الأفلام، وثانية ذهبية مالت – في الخمسينات والستينات – إلى طرح القضايا الاجتماعية ومناقشة حقوق المرأة وقيم الأسرة المصرية وقيمة العمل في مجتمع جديد بعد ثورة 1952، وثالثة من السبعينات حتى عام 1997 اتسمت بصناعة "سينما النجم" لصالح المزيد من الخفة والمزيد من مغازلة الجمهور، ورابعة وأخيرة مستمرة حتى الآن وقائمة على "البارودي" – أو المحاكاة الساخرة للأعمال القديمة – والنقل غير الواعي من أعمال أجنبية والتنمر بالمختلفين.. إلى آخره.

وربطت الورقة هذه المراحل بالمتغيرات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على صناعة السينما المصرية على مدى تاريخها وأثرت على آليات الإنتاج والتوزيع فيها داخليا وخارجيا. 

وقدم الناقد محمد باكريم، قراءة في مسار الكوميديا المغربية، حيث اعتبر أن الكوميديا الشعبية تساهم في الحفاظ على حيوية القاعات السينمائية، مشيرا إلى أن المراتب السبعة الأولى في إيرادات شباك التذاكر بالمغرب العام الماضي كانت من نصيب أفلام كوميدية، وهو ما يبرز حجم الإقبال الجماهيري على هذا اللون.

وأوضح أن الأفلام الكوميدية الصادرة أخيرا لامست موضوعات قريبة من المخيلة الجماعية المغربية، ما جعلها تلقى صدى واسعا لدى الجمهور.

أما الممثلة والناقدة الإسبانية روساريو باردو، فاستعرضت خصوصية التجربة الإسبانية التي تعتبر الكوميديا جزءا من الهوية الثقافية، منذ بدايات المسرح والسينما. وأشارت إلى وجود مسارين في السينما الإسبانية والمتوسطية عموما؛ الأول كوميديا شعبية موجهة إلى الجمهور الواسع تعتمد على المواقف الطريفة، والثاني كوميديا نخبوية ذات بعد سياسي وانتقادي تسعى إلى مساءلة المجتمع.
 


 الكوميديا تزيّن احتفال  تطوان السينمائي  بدورته الـ 30 الكوميديا تزيّن احتفال تطوان السينمائي بدورته الـ 30

مهرجان تطوان السينمائيمهرجان تطوان السينمائي
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: