29-10-2025 | 15:24

أيام قلائل تفصلنا عن حدث كبير وعظيم على أرض مصر الكنانة، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير يوم السبت المقبل بإذن الله. وهو الحدث التاريخي المهم الذي سوف يشهده عدد كبير من ملوك ورؤساء الدول والحكومات والسفراء والوفود وخبراء ورجال السياحة والآثار والثقافة من مختلف كل دول العالم وكبار الشخصيات الدولية، جاءوا ليروا عظمة أجدادنا المصريين وحضارتَهم ومصرَ العريقةَ منذ فجر التاريخ، وأنها رائدةٌ في التراث والحضارة الإنسانية عبر 7 آلاف سنة.

افتتاح هذا المتحف التاريخي سوف يجعل مصر محطَّ كل الأنظار، ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي العالمية بكل أشكالها وأنواعها؛ لأنَّ هذا المتحف يمثِّل أحد المشروعات الحضارية والثقافية الكبرى على مستوى العالم، من حيث احتوائه على آلاف القطع الأثرية والكنوز النادرة للفراعنة عبر حُقَب تاريخية مختلفة، وشاهد على عبقرية المصريين منذ أمد بعيد، وأيضًا لا مثيل له من حيث البناء والتصميم والمساحة، ويعكس ريادة مصر في مجال المتاحف العالمية. وهو فرصة عظيمة ودعاية مجانية عالمية لا تُقَدَّرُ بثمن لمصر، من إظهارها أنها فعلاً حصنُ الأمن والأمان، ممَّا يساعد على جذب المزيد من السياح من مختلف دول العالم لمصر، وزيادة الليالي السياحية، وتدفق ملايين الدولارات لخزينة الدولة. وأيضًا أنها تنعم بالاستقرار، ممَّا تكون فرصة كبيرة أمام المستثمرين الخارجيين للاستثمار فيها، وهذا يدعم عمليات التنمية والاقتصاد القومي.

ولا شكَّ أنَّ هذا العرس التاريخي والحدثَ الاستثنائيَّ بكل المقاييس على أرض الكنانة يمثِّل فرحة عظيمة لكل المصريين المحبين للوطن، وهم يرون بلدهم أصبحت منارة ثقافية وحضارية عالمية، ويتوافد عليها من كل قامات العالم ليشاهدوا فخرَ بلدهم. وكان بمناسبة هذا الحدث الجَلَل العظيم تقرَّر بأن يكون يوم السبت المقبل، وهو يوم الافتتاح، إجازةً رسميةً مدفوعةَ الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة ووحدات الإدارة المحلية وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام. 

ولا شك أيضًا هذا الصرح العظيم، لا يمثل مجرد مخزن للقطع الأثرية، بل هو وثيقة حية ناطقة بعظمة المصريين القدماء وتفوقهم في فنون العمارة والنحت والعلوم. وبهذا الافتتاح، ترسل مصر رسالة قوية إلى العالم مفادها أنَّها ماضيةٌ في صون تراثها الإنساني الغني، وأنها تفتح أبوابَها لجميع شعوب الأرض لتشاهد فصولًا من أعرق الحضارات. كما يُعدُّ المتحف إضافة نوعية إلى خريطة المتاحف الدولية، مؤكدًا مكانة مصر كقوة ناعمة لا تُضاهى، تعزز من التواصل الثقافي والحضاري مع الأمم كافة، وتؤكد دورها التاريخي كمركز للإشعاع المعرفي.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: