ترامب يعيد رسم العلاقات الأمريكية الصينية بشروطه الخاصة

29-10-2025 | 12:05
ترامب يعيد رسم العلاقات الأمريكية الصينية بشروطه الخاصةالرئيس ترامب
أ ش أ

رأت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيد بناء العلاقات الأمريكية الصينية على طريقته الخاصة بعد تدميرها.

موضوعات مقترحة

وذكرت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم، أن ترامب دمر عقودا من العلاقات الأمريكية مع الصين خلال ولايته الأولى. والآن، يستعد لإعادة إطلاق نوع من التعاون مع بكين تبناه أسلافه من بيل كلينتون إلى باراك أوباما - ولكن بشروط ترامب الخاصة. 

وبحسب الصحيفة، قال كبار المفاوضين التجاريين للولايات المتحدة والصين، الذين اختتموا يومين من المحادثات المتوترة في كوالالمبور الأحد الماضي، إنهم توصلوا إلى اتفاق إطاري يمهد الطريق أمام ترامب والزعيم الصيني شي جين بينج للاتفاق على صفقة كبرى عندما يلتقيان غدا الخميس في كوريا الجنوبية .

وقالت الصحيفة إنه يبدو أن الصفقة نفسها عبارة عن هدنة مؤقتة، قد تتضمن استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي وتأجيل فرض قيود جديدة على المعادن النادرة. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فتشمل الصفقة تعليق فرض رسوم جمركية جديدة، والتراجع عن الرسوم البالغة 20% المفروضة على الصين بسبب دورها في أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، وربما الامتناع عن اتخاذ إجراءات سياسية جديدة ضد الصين.

غير أن الاتفاق يتجاوز مجرد وقف إطلاق نار مؤقت. إنه اللبنة الأولى في حوار رفيع المستوى مُعاد هيكلته حديثا، يهدف إلى ترسيخ عام كامل من الدبلوماسية بقيادة الزعيمين. والجدول الزمني طموح: من المتوقع أن يسافر ترامب إلى بكين في أوائل العام المقبل، تليها زيارة متبادلة من شي في وقت لاحق من ذلك العام، بحسب الصحيفة.

ويرى محللون أنه بالنسبة لترامب، فهذا تحول مذهل. وقال إيفان ميديروس، المسؤول السابق رفيع المستوى في مجال الأمن القومي في إدارة أوباما، والأستاذ حاليا في جامعة جورج تاون: "لقد وضعت ولاية ترامب الأولى الولايات المتحدة والصين على طريق المنافسة طويلة الأمد التي لا جدال فيها، إن لم يكن المواجهة. الآن يبدو أن ترامب يغير نهجه تجاه الصين، ويبدأ مرحلة جديدة من التعاون على مستوى أعلى وأكثر شمولا".

وأشارت /وول ستريت جورنال/ إلى أنه إلى جانب الدبلوماسية رفيعة المستوى، تمهد هذه الهدنة الطريق لاستقرار تكتيكي للعلاقة خلال العام المقبل.

ووفقا للصحيفة، يعيد هذا الانفراج ترامب إلى دوره المفضل كصانع الصفقات الرئيسي، مما يضمن له مكاسب اقتصادية قصيرة الأجل - مثل استئناف شراء فول الصويا - والتي تحظى بشعبية لدى الولايات التي يصوت سكانها للحزب الجمهوري.

وأوضحت أن هذا الجدول الزمني الدبلوماسي الجديد والمنظم للغاية يتناقض بشكل حاد مع نهجه في ولايته الأولى. فبينما التقى ترامب مع شي خلال فترة رئاسته الأولى، كانت تلك اللقاءات غالبا غير رسمية وهيمن عليها تصاعد حدة حرب التعريفات الجمركية، وافتقرت إلى الجدولة الرسمية المتبادلة المقترحة حاليا.

ويقول محللون إن هذه الديناميكية تمنح بكين مزايا. ووفقا لمصادر مطلعة على دوائر صنع القرار في بكين، فإن التفكير السائد هو أن شي يقترب من تحقيق هدفه على المدى القريب: "جمود استراتيجي" - توازن دائم يصبح فيه الضغط الأمريكي قابلا للإدارة، وتكسب الصين وقتا للحاق بالولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إنه مع ذلك، لا يمثل هذا التحول نحو إعادة الانخراط عودة إلى الماضي. فقد بُني الانخراط السابق، الذي دافع عنه صانعو السياسة الأمريكيون لعقود، على أمل ليبرالي طموح: أن يؤدي التكامل الاقتصادي حتما إلى صين أكثر انفتاحا. حتى استراتيجية أوباما المسماة "التحول نحو آسيا" كانت قائمة على الانخراط مع بكين، مدعومة بتعزيز عسكري في المنطقة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة