فاروق حسني.. سنوات من الفرح والحب والإبداع

28-10-2025 | 20:01

عندما يذكر اسم فاروق حسنى يمر أمام عينى شريط من الذكريات.. ذكريات مليئة بالفرح والحب والإبداع.. ذكريات لونت صفحات حياتى بألوان العشق والعمل والشقاوة والفرح والجد.. ذكريات مليئة بالخبطات الصحفية فى مجال الآثار والانفرادات والتقدير والمنافسة الشريفة بين كوكبة من الصحفيين المتخصصين فى الآثار والثقافة فى كل الجرائد المصرية.. ألوان مبهجة كانت تبعث الفرحة فى أيامنا وأعمالنا وكتاباتنا عن الثقافة والآثار والمسرح والفنون والإسكندرية والأقصر وحتشبسوت وسنموت وأوبرا عايدة والدير البحرى والبر الغربى وعايدة وراداميس وإيزادورا وتل العمارنة وسيوة وقبر الاسكندر.

ففى كل بقعة من أرض مصر الحبيبة لفاروق حسنى الفنان والوزير والإنسان بصمة وأثر لا تخطئه العين ولا يمحى من الذاكرة .

وحديثى عن فاروق حسنى بمناسبة قرب افتتاح متحف القرن ..المتحف المصرى الجديد ذلك المتحف الذى تشرق عليه الشمس وهى فى طريقها إلى هضبة الأهرامات  لتضئ بنورها العالم كما أضاءت حضارة مصر البشرية لقرون عديدة..

وقد جاءت فكرة المتحف كما قال فاروق حسنى وعيناه تلمع بشقاوة الإسكندرانية أولاد البلد بالصدفة حينما كان يتناول العشاء ذات مساء فى التسعينات من القرن الماضى مع مدير معهد العالم العربي في باريس مدينة النور ومعهما صديق معماري إيطالي، فإذا بالمعماري الإيطالي يستفزه قائلًا: "هتعملوا إيه  في المخزن اللي في التحرير؟! فاستفزه وصف المتحف المصرى بالمخزن، ولكنه رد عليه بدهاء إسكندرانى خفيف الدم "هنعمل أكبر متحف في العالم في منطقة الأهرامات".

 قالها ببساطة واستكمل طعامه بهدوء.. فاستفزت ثقته هذه المعماري الإيطالي ليعرض عليه تقديم دراسات الجدوى للمشروع مجانًا ليكون جزءا من هذا المشروع الضخم ولكنه لم يتصور إبدًا أن الوزير يحكى عن مشروع وهمى.

وهكذا تحول مشروع الوهم أو " الفنكوش " إلى حقيقة "  وبدأت أولى الخطوات لإنشاء متحف القرن  مع الكثير من الجهد والعمل والإخلاص، ويقول حسنى إنه لم يكن لديه أي تصور عن المكان لكن كان بداخله إيمان قوي بالفكرة التى عرضها  على الرئيس الأسبق حسني مبارك الذى وافق على المشروع واختاروا  الموقع الحالي للمتحف الذى استغرقت دراساته الأولية 8 سنوات، بعد إعلان الفكرة في عام 1992، وقد تقدم للمشروع 1557 بيتًا استشاريًّا في العالم وهو رقم غير مسبوق.

ويعد المتحف الحلم الذى يستعد لاستقبال ضيوفه خلال ساعات إلى أكبر متحف في العالم مخصص لـ "حضارة مصر القديمة"، ويمتد على مساحة 490 ألف متر مربع ويضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تروي تاريخ مصر عبر العصور.

كما يضم 12 قاعة عرض رئيسية وقاعات عرض مؤقت وقاعات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون تضم أكثر من 5 آلاف قطعة تُعرض مجتمعةً لأول مرة، ومن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًّا.

وهكذا وبعد ساعات سيقف العالم كله تحية لمصر العظيمة ولقيادتها الحكيمة التى حولت الحلم إلى حقيقة ووقفت وراء إنشاء أضخم متحف مكشوف يضم الأهرامات وأبو الهول والمعابد والمقابر والمتحف المصرى الكبير لتصبح تلك البقعة الفريدة أكبر متحف فى تاريخ الإنسانية .

شكرًا الفنان والصديق والوزير الأسكندرانى " فاروق حسنى " الذى لم يكف أبدًا عن الحلم والسعى وراء حلمه ..هكذا علمتنا الإسكندرية مدينتنا المحفورة على جدار القلب. 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة