يعد الورق من أهم الاختراعات التي عرفتها البشرية، فهو الذي حفظ تاريخ الأمم ونقل علومها وثقافتها عبر العصور، وقصة الورق بدأت منذ آلاف السنين في الصين، التي كانت أول من اخترعه في القرن الثاني قبل الميلاد، ليصبح فيما بعد أداة لا غنى عنها في حياة الإنسان اليومية.
موضوعات مقترحة
ابتكر الصينيون فكرة الورق في عهد أسرة هان، حيث سعوا إلى إيجاد وسيلة أسهل وأخف من العظام والخشب والحرير التي كانوا يكتبون عليها، وجاء الاختراع على يد الموظف الصيني تسائي لون عام 105 ميلادية، الذي استخدم مزيجًا من ألياف النباتات والكتان ولحاء الأشجار، ثم ضغطها وجففها ليصنع أول ورق قابل للكتابة.
ظلّ الورق سرًا صينيًا لقرون طويلة، حتى انتقلت صناعته إلى العالم الإسلامي بعد معركة "تالاس" عام 751م، حيث تعلّم العرب طرق تصنيعه وطوّروها في مدن مثل سمرقند وبغداد، ومن هناك انتشر إلى أوروبا والعالم كله.
بفضل هذا الاختراع العظيم، ازدهرت العلوم والمعارف والطباعة، وأصبح الورق وسيلة أساسية لتبادل الأفكار وتوثيق الحضارات.
من الصين انطلقت شرارة الإبداع التي غيّرت وجه العالم، فكان الورق اختراعًا بسيطًا في مادته، عظيمًا في أثره، إذ حفظ تراث البشرية وجعل التواصل الإنساني ممكنًا عبر الأجيال.