من معمل مدرسة إلى منافسة عالمية.. طالبان يبتكران نظامًا ذكيًا لتحلية المياه الجوفية | فيديو

28-10-2025 | 17:03
من معمل مدرسة إلى منافسة عالمية طالبان يبتكران نظامًا ذكيًا لتحلية المياه الجوفية | فيديوآدم أحمد وأحمد حسني طالبان يبتكران نظامًا ذكيًا لتحلية المياه الجوفية
أحمد سمير

نموذج حقيقي للإبداع العلمي في خدمة البيئة والمجتمع، ابتكره آدم أحمد وأحمد حسني طلاب مدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM بالعبور؛ حيث جمع ابتكارهما بين الكيمياء، والهندسة، والذكاء الاصطناعي لحل واحدة من أهم القضايا في العالم؛ ولاسيما في مصر.. مشكلة ندرة المياه.

موضوعات مقترحة

تحلية مياه الآبار الجوفية

يعتمد مشروع الطالبين على نهج علمي متكامل؛ يهدف إلى تحلية مياه الآبار الصحراوية عالية الملوحة؛ عن طريق تطوير نظام تحلية ومعالجة ذكي ومتجدد؛ يعتمد على عدة مراحل وتقنيات مبتكرة.

«سولار بيور» مشروع طموح لتحلية ومعالجة المياه

«مشروعنا عبارة عن ٣ مراحل بيعالج أكثر من مشكلة للميَّه» بهدوء العلماء يتحدث آدم أحمد لـ«بوابة الأهرام» عن ابتكاره مع زميله أحمد، والذي أطلقا عليه مشروع «سولار بيور - Solar Pure»

ويوضح آدم، أن الملوحة العالية أحد مشكلات المياه الجوفية في الصحاري المصرية، مشيرًا إلى تمكنهم من تحلية مياه الآبار باستخدام مادة كيميائية تعرف بـ«هيدروچيل».

ويقول الطالب بالصف الثالث الثانوي، أنهم استطاعوا تسريع عملية تبخير المياه المالحة، بفضل إضافات كيميائية خاصة، دون الحاجة إلى رفع درجة الحرارة مثل ما يحدث في أنظمة التبخير التقليدية، وهو ما يؤدي إلى الحصول على مياه نقية يمكن الاستفادة منها في الاستخدامات المختلفة.


إقرأ أيضًا:

إزالة المعادن الثقيلة من المياه

«قبل استخدام الهيدروچيل بننقي الميَّه الجوفية الأول من المعادن الثقيلة» يشرح أحمد حسني لـ«بوابة الأهرام» مرحلة أخرى مهمة لمعالجة المياه الجوفية المالحة قبل تحليتها. 

ويوضح ابن الـ18 عامًا، استخدام مادة كيمائية تعرف بالـ«زيولايت» لها فعالية في امتصاص الشوائب والمعادن الثقيلة الموجودة في المياه؛ لافتا إلى أنه عند حدوث هذا الامتصاص، ينتج من هذا التفاعل الكيميائي «أيونات غير ضارة» تُقلل من أضرار الملوثات والشوائب لتحسين جودة المياه. 


آدم أحمد وأحمد حسني طلاب مدرسة المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM بالعبور

ويضيف أنه بعد التخلص من المواد الثقيلة في المياه الجوفية، لاحظ مع صديقه أحمد تراكمًا للمواد العضوية على مادة «هيدروچيل» المستخدمة في عملية تحلية المياه.

«محفزات ضوئية» لتكسير المركبات العضوية

ويوضح أحمد حسني، أنهم استطاعا باستعمال «محفزات ضوئية» تعتمد على ضوء الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية وبإضافة ثاني أكسيد التيتانيوم، امتصاص الضوء، وتحويله إلى طاقة كيميائية تعمل على تكسير هذه المركبات العضوية، ومنع تراكمها على الـ«هيدروچيل» أو في المياه.

ابتكار جديد.. فلتر يتجدد ذاتيًا في ضوء الشمس

«في المرحلة الثالثة من المشروع طورنا فلتر يتجدد بتعرضه لضوء الشمس، يعمل على تنقية المياه بفاعلية أكبر» يتابع بحماس آدم أحمد شرح التجربة.

ويكشف، أن أهم ما يميز الفلتر الذي ابتكراه، هو أنه «يتجدد تلقائيًا عند تعرضه لأشعة الشمس»، دون الحاجة إلى استبداله أو التخلص منه بعد الاستخدام؛ وذلك بوضعه في الشمس لفترة محددة ليعود إلى حالته الأصلية، مما يجعله صديقًا للبيئة واقتصاديًا في نفس الوقت.


إعلان مشاركة مشروع الطالبين في جائزة ستوكهولم لشباب المياه

قطار التطوير لم يصل محطته الأخيرة

«حبينا نطور أكثر.. ولا نتوقف عند المراحل دي.. فأضفنا مرحلة جديدة» يبدو ازدياد معدلات الأدرينالين على آدم، وهو يشرح إضافة جديدة لمشروعهما المهم؛ حيث أضافا استخدام الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بُعد لنظم التحلية ومعالجة المياه الجوفية.

مراقب محمول للمياه مدعوم بالذكاء الصناعي

ويشير إلى إعداد تطبيق للهاتف المحمول مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُتيح للمستخدم معرفة جودة المياه وصلاحيتها للشرب في الوقت الفعلي، عن طريق حساسات دقيقة؛ وذلك دون الحاجة إلى أي تدخل بشري مباشر، مما يضمن الدقة والكفاءة في أداء عمل الجهاز.

تكلفة التحلية باستخدام «سولار بيور»

ويؤكد آدم، أن مشروعهما ساهم في خفض تكلفة تحلية المياه لتتراوح بين 60 قرشًا إلى جنيه واحد فقط لكل لتر، مشيرًا إلى الإنجاز الكبير لهذا المشروع مقارنة بأنظمة التحلية التقليدية.

مشاركة مصرية في جائزة عالمية

لم يقف عرض هذا المشروع الطلابي، على الداخل، بل استحق لترابط فكرته واستدامتها أن يشارك في مسابقة «جائزة ستوكهولم لشباب المياه - Stockholm Junior Water Prize»؛ حيث عرض المشروع لأول مرة في معهد ستوكهولم الدولي للمياه «SIWI»، بعد أن تأهل على مستوى الجمهورية ضمن أفضل المشاريع الطلابية في مصر.

جائزة ستوكهولم لشباب المياه 

وتعقد مسابقة «جائزة ستوكهولم لشباب المياه» سنويًا لتكريم الشباب الذين يقدمون مشاريع مبتكرة في مجال المياه.

وتُقام المسابقة على مرحلتين، الأولى وطنية على المستوى المحلي، والثانية دولية؛ حيث يتم تتويج الفائزين خلال «أسبوع المياه العالمي» في ستوكهولم؛ حيث يحصل الفائزون على جوائز مالية تقديرًا لعملهم؛ بهدف تشجيع الشباب على الاهتمام بقضايا المياه والبيئة وتقديم حلول للتحديات المتعلقة بها.

تميز محلي.. وتمثيل دولي

ويشير آدم أحمد، إلى أنه في المرحلة الأولى، فاز المشروع في المنافسة التي نظمها مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا «سيداري - CEDARE»، متفوقا على 36 مشروعًا منافسًا.

ووقع الاختيار على مشروع آدم أحمد وأحمد حسني لتمثيل مصر في المسابقة العالمية «مسابقة ستوكهولم لشباب المياه - Stockholm Junior Water Prize» ضمن فعاليات أسبوع المياه العالمي «World Water Week».

وبفخر يؤكد آدم: «هذا التمثيل لمصر وللوطن العربي في هذه المسابقة العالمية كان شرف كبير».

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة