خيّم الحزن على منطقة اللبيني بالهرم، بعد الواقعة المروّعة التي هزّت القلوب وأبكت العيون، عقب العثور على الطفلين سيف وشقيقته جنى جثتين داخل مدخل أحد العقارات، وسط غموض كثيف وتساؤلات لا تنتهي عن مصير والدتهما المختفية.
موضوعات مقترحة
التحريات كشفت أن الزوجة "زيزي " كانت على خلاف دائم مع زوجها بسبب سلوكها المشبوه، قبل أن تغادر منزل الزوجية مصطحبة أبناءها الثلاثة إلى بيت أسرتها، التي ضغطت عليها فيما بعد للعودة إلى زوجها.
لكن عودتها لم تكن إلا ستارًا لانتقام أكبر، فقد كانت تُخطط لإذلال زوجها والهرب مجددًا بطريقة تُنهي العلاقة تمامًا.
من هو الرجل الغامض الذي دخل حياتها؟
أوضحت التحقيقات أن الزوجة تعرّفت على شخص غريب بمساعدة أحد السماسرة في المنطقة، استأجر لها شقة سرًّا بعد أن توطدت علاقتهما، وأقنعت أبناءها أنه "في مقام والدهم"، مطالبةً إياهم بمناداته بـ«بابا»، لتزرع الثقة في قلوبهم تجاهه.
لكن سرعان ما تحوّلت العلاقة إلى ابتزاز وتهديد، بعدما طلبت من ذلك الرجل أن يتربص بزوجها ويضغط عليه لتطليقها رسميًا، وهو ما نفّذه بالفعل بتهديدات متكررة عبر الهاتف.
ماذا حدث في الليلة التي قُدم فيها «عصير الموت»؟
بحسب التحريات، وبعد فترة من المعيشة المشتركة، اكتشف المتهم خيانة الزوجة له، فاشتعلت الخلافات بينهما.
في لحظة شيطانية، قرر الانتقام منها بوضع السم في العصير، ونُقلت الزوجة إلى المستشفى بعد شعورها بآلام شديدة، وهناك قدم المتهم بيانات مزورة لإخفاء هويته من تقديم ايصال مدون عليه اسم شخص اخر ، ثم غادر المكان تاركًا خلفه ضحيته تصارع الموت.
كيف تحوّل الأطفال إلى ضحايا مخطط الثأر؟
بعد مغادرته المستشفى، توجه المتهم إلى أبناءها الثلاثة، واصطحبهم إلى إحدى الحدائق بمنطقة المريوطية، مقدّمًا لهم عصيرًا ممزوجًا بالسم ذاته.
رفض الطفل الأصغر الشراب فقام المتهم بإلقائه في ترعة المريوطية، قبل أن يصطحب سيف وجنى في حالة إعياء تام إلى منطقة فيصل، حيث تُركا داخل مدخل عقار بعد أن تظاهر بأنهما مريضين ومهلكين في حاجة الي النوم وطلب من سائق «توك توك» مساعدته في إيصالهما، ثم فر هاربًا.
أين اختفت الأم؟ وما مصير الطفل الثالث؟
ما زال مصير الأم الغامضة مجهولًا بعد هروبه من المستشفى، في حين لم يُعثر بعد على نجلها الأصغر «مصطفى» الذي أُلقي في الترعة، وتواصل أجهزة الأمن عمليات التمشيط والبحث.
أما الجاني، فبدأت خيوط تحديد هويته تتضح من خلال تتبع خد تليفون الزوجة وهاتفها المحمول واتضح عدد كبير مكالمات بينها وبين المتهم وايضا كاميرات المراقبة وتحليل الاتصالات والبيانات المزورة التي استخدمها المتهم في المستشفى.
ماذا تقول التحقيقات الأولية؟
تلقى قسم شرطة الهرم برئاسة المقدم مصطفي الذكر بلاغًا من الأهالي بالعثور على الطفلين في حالة خطيرة داخل مدخل عقار سكني، وانتقل المقدم مصطفى الدكر رئيس المباحث إلى موقع الحادث، وتمكّن من فرض طوق أمني وإجراء الفحص الميداني الدقيق من خلال متابعة رجال المباحث للوصول الي خيوط الجريمة ومعرفه المتهم.
وتبيّن أن الطفل «سيف» فارق الحياة في الحال، بينما لحقت به شقيقته «جنى» بعد نقلها إلى المستشفى، لتتحوّل المأساة إلى جريمة مزدوجة تجمع بين الغدر والخيانة والانتقام.
وتُكثّف أجهزة الأمن جهودها بالتنسيق مع النيابة العامة لكشف لغز الجريمة، التي لم تكتمل فصولها بعد.