أطلال معبد «أم عبيدة» تكشف أسرار آخر معابد الفراعنة في سيوة| صور

26-10-2025 | 23:43
أطلال معبد ;أم عبيدة; تكشف أسرار آخر معابد الفراعنة في سيوة| صور أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

يعتبر معبد آمون واحدًا من أقدم معابد العالم، والمعروف أيضا بمعبد "أم عبيده"، والذي يقع على بعد 4 كيلومترات شرق مدينة سيوة الحالية، في عهد الأسرة الثلاثين بواسطة "نيكتانيبو الثاني".

موضوعات مقترحة

ويُقال إن العراف اليوناني الشهير "آمون" كان يعيش فيه، وقد توجه إليه الإسكندر الأكبر مباشرة بعد وصوله إلى مصر للمرة الأولى في عام 331 قبل الميلاد، ويُعتقد الكثيرون أن القائد المقدوني قد سأل عراف المعبد عما إذا كان سيحكم العالم؟، وكانت إجابة الكاهن:"نعم.. ولكن ليس لفترة طويلة!!". 


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

وكان هذا المعبد فيما مضى متصلاً بمعبد أوراكل معبد الوحي القريب بواسطة ممر، ويوجد في المعبد رُدهة وساحة أمامية ضخمة، وكان المعبدان مُكرسين لعبادة الإله أمون ولإقامة الطقوس له. 

وحتى زيارة الرحالة الإسكتلندي جيمس هاملتون في عام 1852م، اعتقد جميع الرحالة والمستشرقين (براون، هورمانمان، كايلود وما بعدهم) أن معبد الوحى هو معبد أم عبيدة؛ لأن المعبد الحقيقي كان يقوم على صخرة أغورمي، كان مخفي البناء في الكرشيف بقلعة شالى أغورمى والأكروبوليس نفسه لم يكن في متناول الأجانب.


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

حتى هاملتون كان قد استُقبل بشكل سيء وأصبح سجيناً عملياً، ولكن بفضل مساعدة يوسف علي، تمكن من إرسال خطاب يطلب فيه المساعدة إلى نائب الملك المصري الذي أرسل 200 جندي إلى الواحة، وقد سمح هذا لهاملتون بأن يكون أول أوروبي يدخل القرية ويكتشف أطلال المعبد.


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

في البداية، ما زال هاملتون يظن أن معبد أوراكل هو أم عبيدة، ولكن بعد ذلك بسنوات قليلة، قارن وصف ديودورو مع ما رآه من إعادة النظر في الفرضية التي تقول إن معبد أغورمى هو المعبد الحقيقي للوحى، وبذلك يكون معبد أم عبيدة غير معبد الوحى الذى أشتهر بقصة الإسكندر الأكبر، وإن كان الاثنين يُطلق عليهما معبد آمون،
وللأسف تم تدمير الجزء الأكبر منه في نهايات التسعينيات من القرن التاسع عشر. 

وأقيم معبد آمون (أم عبيدة) فى منطقة أغورمى، ويصل إليه عبر طريق ضيق مًحاط بأحراش النخيل، ولم يتبق من معبد آمون إلا واجهة من واجهات الجدار، وعلى هذا الجدار بقيت بعض النقوش الجملية التي تدلنا على موكب الاله، وصورة أخرى للإله آمون رع، ومن هذه النقوش تتصور الحالة الحقيقية الفخمة التي كان عليها هذا الهيكل العظيم. 


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

وقد كتب عن هذين الأثرين أحد اتباع الاسكندر المقدوني الذين صحبوه في رحلاته الشهيرة لواحة آمون، ونقلها عنه دايذودس وآخر يدعى كورتيس. 

معبد آمون أو ما بقى منه يسميه أهل الواحة معبد "أم عبيدة"، وهو جزء صغير من جدار هائل اللون عليه بعض النقوش، وقف صامداً وسط دائرة من الكتل الحجرية الضخمة المُبعثرة .


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

يقع معبد أم عبيدة جنوب معبد الوحى بحوالى ٤٠٠ مترا في وسط أشجار النخيل، ويقع مدخله شمالاً تقريبًا على نفس امتداد معبد الوحى، ويتكون المعبد من بوابة رئيسية في الشمال، ثم بوابة أخرى هى مدخل المعبد، وأمامها الأعمدة ذات الطراز المصرى (النخيلى)، وهذا الجزء لم يتبق منه شيئًا الآن، ولكن تم نسخه عام ۱۸۲۰م، ثم نشره بواسطة فون مينتولى ثم حجرة البروناوس، والتى لم يتبق منها شيئًا سوى بعض أجزاء من الجدار الشرقى التي بها نقوش، ثم حجرة الناوس التي لم يعد لها أثر سوى بعض الأحجار المُلقاة على الأرض، حيث أن المعبد تعرض لعدة أعمال حفر وتخريب من قبل الأهالي في القرون الماضية؛ وذلك باستخدام أحجاره كمحجر بتكسيرها، والبناء بها في بلدة شالي أغورمي، أو باستخدام الأحجار فى المراوى والمساقي في الحدائق. 


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

أما التدمير الآخر والأكبر جاء نتيجة للاعتقاد بوجود كنوز بالموقع، فقد كان محمود عزمى مأموراً لسيوة من حرس الحدود، ومُكلفاً ببناء بعض الأبنية الحكومية قيل أنه وضع الديناميت أسفل المعبد وفجره لغرضين، أولهاما الحصول على أحجار للبناء، والغرض الآخر هو إن كانت هناك كنوز كما يعتقد ربما يحصل عليها بعد ظهورها وكان ذلك عام ١٨٩٧م. 

وعلى أية حال، فإن الكُتاب والرحالة الأوروبيين أمثال رولف، وكايو، وشتيندورف، وهورنمان وفون مينتولى الذين زاروا الواحة فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قد أعطوا وصفاً للمكان، وكانت لا تزال هناك بعضاً من جدرانه قائمة، وكان الخرطوش الذي يحمل اسم الملك الذي بُني المعبد" نكتائبو الثاني" موجوداً في أحد الجدران القائمة آنذاك،  وقد أكدوا وجود لوحات من الرخام الأبيض في مقدمة المعبد، ولا تزال بقايا هذه اللوحات أو الأحجار موجودة ومُلقاة في أماكنها في مدخل المعبد، وكذا في موضع حجرة الناوس.


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

ولكن هذه الأحجار لیست رخامًا أصليًا كما هو معروف، لكنها قطعت من جبل التكرور، حيث توجد بعض الأماكن في الناحية البحرية من الجبل عند منتصف ارتفاعه أجزاء مشابهة لمادة ولون الرخام.

وأما الجزء الأخير المتبقى من المعبد حالياً فهو الجدار الشرقي من حجرة البروناوس، والذي يحتوى على النقوش والرسومات والألوان، وهذا الجدار يبدأ من أعلى بصور للإلهة نخبت تحمي خرطوش الملك، ثم يليه نقش غائر بالهيروغليفية، وهو نقش لطقس فتح الفم، ولم يكن معتاداً أن يوضع بالمعبد ولكنه كان يوضع على المقابر والبردى والمومياء.


أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

وهنا ربما وُضع في هذا المعبد كونه معبداً ربما يحتوى على مقبرة باني المعبد"وينا أمون"، ثم يلى هذا النقش الأسفل ثلاثة صفوف من الأشخاص بالنحت البارز، وهم آلهة ويتقدمهم آمون رع الذي يجلس في مقصورته وهو برأس الكبش، وخلفه نوت ويقوم بانى المعبد وحاكم الواحة وينا أمون بالركوع أمامه، وخلفه سبعة من المعبودات وفي الصف الأوسط تسعة من المعبودات، وفي الصف الأسفل حالياً فقط ثلاثة معبودات.

أما المعبودات في الصف الأوسط من اليمين للشمال فهم أتوم، شو، تفنوت، وست، جب، نوت، أما الآلهة في الصف السفلى فهم: حورس، ونخبت وهناك أشكال أخرى غير واضحة.


قسم شرطة سيوة مبني من أحجار معبد أم عبيدة

وبُني المعبد في عصر الأسرة الثلاثين في عهد الملك نكتانبو الثاني، أما "وينا آمون" فلقبه يعني العظيم أو كبير سكان الصحراء، وأما أبيه "نخت نيت" فيحمل نفس اللقب، وربما كان هو الآخر حاكماً، وأمه تدعى "نفر رنبت" ويرتدى "وينا أمون" ريشة نعام في رأسه أو شعره والذي يبين أصله الليبي.

ويوجد حول المعبد سور يحيط به من الخارج حيث لا يزال يمكن مشاهدة بعض أجزائه في الناحية الغربية، وحول المعبد العديد من أساسات المباني والملحقات، حيث أجريث الحفائر في الناحية الشرقية، وعُثر على دكة مكونة من خمسة طبقات من كتل الحجر الجيرى، وفى نهايتها الشرقية يوجد بئر للمياه، ولم يعرف الغرض من هذه الدكة، وإن كان من الممكن أن تكون تدعيمًا للتبة المُقام عليها المعبد، أما الناحية الشمالية فقد كشفت الحفائر على الكثير من الأحجار الكبيرة وعددها حالياً ٢٠ كتلة حجرية تحتوى على نقوش وزخارف مثل النجوم والنسر المجنح، وهى خاصة بالسقف أو أعتاب علوية للمداخل وأقصى الشمال من المعبد. 


قسم شرطة سيوة مبني من أحجار معبد أم عبيدة

وتوجد قاعدتانكبيرتان تشبه البواكى، حيث المدخل الرئيسي للمنطقة، أما باقى المنطقة الأثرية بالموقع، والتي تبلغ أضعاف مساحة المعبد نفسه فهي لم تنقب بعد، وأثناء أعمال الحفائر تم العثور على العديد من الهياكل العظمية دُفنت على الأرضية في جوانب المعبد وملحقاته وترجع للعصر المتأخر جداً ربما أواخر الروماني أو خلال العصور الاسلامية.

وكلا المعبدين سواء الوحى أو أم عبيدة من المحتمل أنه تم إعادة بنائهما ثانية أو ترميمهما خلال الأسرتين السادسة والعشرين والثلاثين؛ وذلك لوجود بعض الكتل الحجرية المُعاد استخدامها في البناء، فعلى سبيل المثال وُجدت كتلة حجرية وعليها صورة ملونة للمعبود آمون في الجدار الشرقى من حجرة قدس الأقداس، والمٌطل على الممر الشرقي القدس الأقداس، وقد بُنيت في وسط الجدار، وهذا يشير إلى احتمال وجود معبد، ثم هُدم وأعيد بناؤه مرة ثانية.


قسم شرطة سيوة مبني من أحجار معبد أم عبيدة

وطريقة البناء بمعبد الوحى هى طريقة "opus Psudo isodomos"، والتي تعتمد على وضع صف من الكتل الحجرية أفقيًا، ثم وضع الصف الذي يليه رأسيا مع ملئ الفراغ بين صف الأحجار الخارجية والداخلية بواسطة المونة والدبش، بينما معبد أم عبيدة بنى بطريقة آشلر، والأحجار التي قطعت لبناء هذا المعبد وملحقاته أتت من مصدرين أو موقعين المحجر الكائن باعلى قمة الجبل الأوسط بالتكرور علي بعد  ١,٥ كم ، أما المحجر الآخر الذى يمد منطقة معبد الوحي وأم عبيدة فهو محجر خنيس بمنطقة أنطفير والذي يبعد عن المنطقة بحوالي ٢ كم.

الأثري عبد الله إبراهيم موسى

مدير منطقة آثار مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية


أطلال أم عبيدة عام ١٨٦٨م من قاموس المعرفة العالمية للشعوب ـ تأليف: إقرايم تشامبر ووليام تشامبر

أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

أطلال معبد أم عبيدة بسيوة

الأثري عبد الله إبراهيمم موسى

الأثري عبد الله إبراهيمم موسى
# #     # #     # #     # #   # #  

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: