لماذا يعد المتحف المصري الكبير «هدية مصر للعالم»؟| خاص

26-10-2025 | 23:16
لماذا يعد المتحف المصري الكبير ;هدية مصر للعالم;؟| خاص المتحف المصري الكبير
محمود الدسوقي

قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة لـ"بوابة الأهرام"، إن هناك أسباب عديدة تجعل من المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم، حيث تبلغ مساحة المتحف المصري الكبير حوالي ١١٧ فدان، وحوالي ٥٠٠٠٠٠م2. 

موضوعات مقترحة

ولأول مرة تُعرض مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون كاملة فى المتحف المصري الكبير، ويبلغ عددها ٥٥٠٠ قطعة أثرية، منها القناع الذهبي الذي يبلغ وزنه ١٤ كجم من الذهب الخالص، وأيضا التابوت الذهبي الذي يبلغ وزنه ١١٠كجم من الذهب الخالص ومطعم بأحجار كريمة، مثل العقيق، والزمرد والأماتيست.  

ويوضح بدران، أن المتحف المصري الكبير يعرض للمرة الأولى مسلة مُعلقة أمام المدخل، وهي مسلة من عهد الملك رمسيس الثاني تقف على قاعدة من الجرانيت، كُتب عليها اسم مصر بكل اللغات من الهيروغليفية إلى اللغات الحديثة. 

ويضم المتحف المصري الكبير ثلاث قاعات رئيسة، هي قاعة المعتقدات، وقاعة الملكية، وقاعة المجتمع،وتضم ١٢ قاعة عرض. 

يتصدر بهو المدخل الذي تبلغ مساحته ٧٠٠٠ م مربع تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ١٢ م و وزنه حوالي ٨٥ طن مستقبلاً ومرحباً بالزائرين. 

ويضم الدرج العظيم  ٦٨ أثراً تتنوع ما بين تماثيل ملكية وتماثيل معبودات ومقاصير وأعمدة، مثل عمود النصر للملك مرنبتاح، وينتهي الدرج العظيم بالنافذة الزجاجية الكبيرة التي تُطل على الأهرامات. 

يحيط بالمتحف المصري الكبير حدائق متدرجة بها أشجار تعود أصولها إلى مصر القديمة، مثل الدوم والنخيل. 

ويضيف الدكتور أحمد بدران، أنه المتحف المصري الكبير يعرض آثاراً ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، وعصر ما قبل الأسرات، وعصر بداية الأسرات، وعصر الدولة القديمة، وعصر الانتقال الأول، وعصر الدولة الوسطى، وعصر الانتقال الثاني، وعصر الدولة الحديثة، ثم عصر الانتقال الثالث، والعصر المتأخر، والعصرين اليوناني والروماني. 

كما يضم المتحف المصري الكبير احدث معامل الترميم في الشرق الأوسط، وكذا متحفاً للطفل وقاعات للسينما ومسرح وقاعات اجتماعات ومطاعم وكافيهات وغيرها من المُلحقات، ويربط الممشى السياحي المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات بطول حوالي ١٥٠٠م 

ويقول أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير بدأت في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002م تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

وتم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005م، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006م، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010م.  
 
وقد صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 لسنة 2016م بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، قبل أن يصدر القانون رقم 9 لسنة 2020م بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشئون الآثار.

وقد أصدر سيادة  الرئيس  قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسة فخامته، وعضوية عدد من الشخصيات البارزة والخبراء الدوليين والمصريين، ويختص المجلس بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة لهيئة المتحف، ودعم ومتابعة نشاطه، فيما يتولى إدارة المتحف مجلس للإدارة برئاسة الوزير، وعضوية كلٍ من: الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، والمستشار القانوني للوزير، إلى جانب عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات (الآثار، الاقتصاد، القانون، الإدارة، التعاون الدولي، والتسويق).

وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.

ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922م، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حُتب حِرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الشمس للملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
 
يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركزًا للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية، والتي تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.

وفي أبريل 2021، تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذي يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية.
 
ويختص المتحف في سبيل تحقيق أهدافه بما يلي:

ـ عرض المجموعات الأثرية واستخدام أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي.

ـ التوثيق الرقمي وتسجيل القطع الأثرية وحفظه. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: