«هدية مصر للعالم».. تعرف على مراحل بناء المتحف المصري الكبير

26-10-2025 | 22:07
;هدية مصر للعالم; تعرف على مراحل بناء المتحف المصري الكبيرالمتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير هو صرح ثقافي وحضاري ضخم يُعد أكبر متحف في العالم، يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، ويعرض كنوزًا فرعونية فريدة من نوعها باستخدام أحدث تقنيات العرض المتحفي. 

موضوعات مقترحة

بدأت فكرة إنشاء المتحف في أوائل القرن العشرين كإجابة للحاجة إلى مكان جديد لاستيعاب الآثار المتزايدة من المتحف المصري القديم في بولاق.

بدأ البناء في عام 2002م، وتضمن المشروع عدة مراحل وتغلب على العديد من التحديات...

رسالة المتحف المصري الكبير

يوصل المتحف المصري الكبير رسالة حضارية وإنسانية للعالم، تؤكد أن مصر حريصة على صون تراثها وتاريخها العريق، وأنها تلعب دوراً رائداً في حماية التراث الإنساني والذاكرة التاريخية للبشرية. كما يمثل رسالة عن إبداع وتطور مصر الحديثة، وقدرتها على بناء صروح عالمية كبرى تستعرض الحضارة المصرية من خلال تكنولوجيا متقدمة. ويُعد المتحف منصة مهمة لتعزيز السياحة الثقافية، وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف ثراء الحضارة المصرية.

رؤية المتحف: يسعى المتحف برؤية طموحة تهدف إلى جعله وجهة سياحية عالمية بارزة، وجسرًا يربط العالم بالحضارة المصرية القديمة.

أهمية المتحف المصري الكبير:

1- يساهم المتحف في حفظ وترميم وعرض التراث الثقافي والتاريخي المصري، خاصة القطع الأثرية التي كانت تُخزن سابقاً، مما يضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

2- يعزز المتحف بشكل كبير من النشاط السياحي من خلال استقطاب ملايين الزوار سنوياً، وتوفير برامج سياحية متنوعة تجمع بين زيارة المتحف ومنطقة الأهرامات.

3-يساهم في إنعاش الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات وإنشاء فنادق وعقارات جديدة في المنطقة المحيطة، فضلاً عن زيادة الحركة التجارية.

4- يمثل المتحف رسالة ثقافية عالمية عن قوة مصر الناعمة وعظمة حضارتها، ويُظهر للعالم أهمية مصر وتاريخها العريق.

5ـ التطوير العلمي والتعليمي: يضم المتحف مركزاً لعلوم المواد والترميم، ويوفر أنشطة تعليمية وترفيهية، ويستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا في عرض القطع الأثرية بطريقة تفاعلية وجذابة.

6-يمثل المشروع إنجازاً حضارياً مشرفاً يبعث على الفخر والاعتزاز لدى المصريين والعرب، ويعتبر علامة فارقة في إبراز الريادة الحضارية لمصر.

أهداف المتحف المصري الكبير

١- حفظ وعرض التراث وحماية وترميم وصيانة ملايين القطع الأثرية باستخدام أحدث التقنيات، وعرض المجموعات الأثرية بشكل مبتكر، بما في ذلك مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة. 

٢- جذب ملايين الزوار سنوياً وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية،وذلك بتوفير تجربة سياحية متكاملة تجمع بين زيارة المتحف وأنشطة ترفيهية وثقافية متنوعة.

٣- العمل كمركز تعليمي ومعرفي عالمي، وتقديم برامج ثقافية وعلمية متنوعة مثل الندوات والمؤتمرات وورش العمل، بالإضافة إلى توعية الأجيال الجديدة بتاريخ وحضارة مصر.

٤- إنشاء مركز علمي متخصص في دراسة وترميم المواد الأثرية، والمساهمة في نشر المعرفة في مجال علوم المتاحف والترميم على الصعيدين المحلي والدولي.

٥- إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية من خلال إنتاج وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.

مراحل المشروع 

مر مشروع المتحف بعدة مراحل، ومنها:

أولا- مرحلة دراسة وتصميم المشروع :

بدأت دراسة المشروع في عام 2003موانتهت في عام 2005م، وشملت دراسات هندسية وفنية لجميع التخصصات.

في عام 2005م، بدأت أعمال البناء والتشييد بالتوازي مع استكمال مراحل التصميم.

في عام 2006م، تم إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط لترميم وحفظ القطع الأثرية.

ثانيا ـ مرحلة الإنشاء والبناء: 

شملت هذه المرحلة الحفر العام وتسوية الموقع،وإزالة أكثر من 2.25 مليون متر مكعب من الرمال.

تم تشييد المبنى الرئيسي على مساحة إجمالية تبلغ 108 ألف متر مربع، إلى جانب مباني وصالات العرض والمرافق الخدمية الأخرى،شملت هذه المرحلة أعمالاً ضخمة مثل بناء مباني المتحف الرئيسية، وصالات العرض، والمكتبة الأثرية، ومتحف الطفل، ومركز الحرف والفنون التقليدية.

ثالثا ـ مرحلة الترميم والنقل:

بدأت المرحلة الثانية في عام 2011م مع قدوم خبراء يابانيين من "جايكا" لتدريب المصريين على أحدث تقنيات الترميم والتعامل مع الآثار.

تم ترميم وحفظ وتغليف ونقل 72 قطعة أثرية من مختلف الأنواع،وتضمنت أعمال الترميم نقل وإعادة تجميع مركبي الملك خوفو.

رابعا- مرحلة تجهيز عرض المتحف:

تضمنت هذه المرحلة وضع سيناريو العرض المتحفي وتجهيز قاعات العرض واللوحات الفنية، وإعادة صيانة الفتارين، وتركيب الإضاءة المناسبة تم الانتهاء من

تحضير القاعات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون، مع الإبقاء على بعض القطع في أماكن مؤقتة.

خامساً- مرحلة التنسيق والإدارة:

تم إنشاء هيئة المتحف المصري الكبير في عام 2016م، ثم أعيد تنظيمها كهيئة عامة اقتصادية في عام 2020م.

تم تشكيل مجلس أمناء برئاسة رئيس الجمهورية، برئاسة مجلس إدارة برئاسة الوزير، وتم تطوير منطقة الأهرامات المحيطة بالمتحف، وتجهيزها لربطها بالمتحف المصرى الكبير من خلال ممشى سياحي ثقافي.

- الموقع والتصميم المعماري: 

يقع المتحف في منطقة الأهرامات بالجيزة، مما يجعله جزءًا من "المثلث الذهبي" مع الأهرامات ومنطقة سقارة. تمتد مساحة المتحف على حوالي 490,000 متر مربع.
 تم اختيار التصميم في مسابقة دولية.

- محتويات ومقتنيات المتحف:

يحتوي على أكثر من 100,000 قطعة أثرية، ويحتوي المتحف على مجموعة هائلة تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصرين اليوناني الروماني، ويُعرض في المتحف بالكامل لأول مرة في التاريخ، مما يجعله فريدًا من نوعه.

ويضم المتحف تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترًا، وهو الأكبر في العالم، وتم نقل مراكب الشمس إلى المتحف من جوار هرم خوفو. 

 يوجد متحف الطفل تجربة تفاعلية للأطفال،ويوفر خدمات تعليمية للطلاب والباحثين و يوجد أكبر مراكز الترميم والبحث في العالم داخل المتحف وأيضا تجد مجموعة قاعات مؤقتة ومعارض وهناك تجد سلسلة مطاعم ومقاهي وأماكن تسوق، وتضم حدائق متنزهات لزيادة الجمال والترفيه، ومع توفير خدمات متنوعة لمختلف الفئات، يُعد المتحف أحد أهم الأيقونات الثقافية في مصر والعالم.

في النهاية متحف مصر الكبير يمثل تحفة معمارية حديثة وجزءاً من الهوية الوطنية المصرية ورمزاً لقوة الحضارة العريقة، بموقعه الفريد بجوار الأهرامات واحتضانه لآلاف القطع الأثرية، مثل كنوز توت عنخ آمون الكاملة التي ستُعرض لأول مرة، كما يعد مركزًا سياحيًا وثقافيًا عالميًا يجمع بين التاريخ والتكنولوجيا الحديثة من خلال قاعات عرض متحفية تفاعلية، كما يُبرز المتحف أهمية الحفاظ على التراث المصري للعالم ويساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.

د. سليمان عباس البياضي

عضو اتحاد المؤرخين العرب 


د. سليمان عباس البياضيد. سليمان عباس البياضي
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة