بوادر انفراجة في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين

26-10-2025 | 17:49
بوادر انفراجة في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصينأمريكا والصين .. في انتظار اتفاق اللحظة الأخيرة
أ ش أ

شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بوادر تهدئة، اليوم /الأحد/ قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، حيث أكد الطرفان أن اتفاقا تجاريا بين أكبر اقتصادين في العالم بات قريبا.

موضوعات مقترحة

ويمثل أي اتفاق محتمل انفراجا للأسواق الدولية حتى وإن لم يتناول القضايا الجوهرية المرتبطة باختلالات التصنيع أو الحصول على التقنيات المتقدمة مثل الرقائق الإلكترونية عالية الأداء، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.

وكانت بكين قد فرضت قيودا على صادرات العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، فيما رد ترامب بالتهديد بفرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية، ما أثار مخاوف من تصعيد قد يهدد نمو الاقتصاد العالمي.

وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشينج قانج إن الجانبين توصلا إلى "تفاهم مبدئي"، بينما صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأن هناك "إطارا ناجحا للغاية" للاتفاق.

وأكد ترامب بدوره أن التفاهم بات وشيكا، قائلا: "الصينيون يريدون التوصل إلى اتفاق، ونحن أيضا نريد ذلك"، ومن المقرر أن يلتقي ترامب بالرئيس شي يوم الخميس في كوريا الجنوبية، المحطة الأخيرة في جولته الآسيوية، مشيرا إلى أنه يخطط لزيارة الصين مستقبلا، ومقترحا أن يقوم شي بزيارة واشنطن أو منتجع مارالاجو في فلوريدا.

وقال بيسنت، اليوم إن "التهديد بفرض رسوم إضافية أعلى على الصين أصبح فعليا خارج الطاولة"، مشيرا إلى أن المحادثات الأخيرة أحرزت تقدما أوليا في وقف دخول المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، إلى جانب اتفاق صيني لشراء كميات "كبيرة" من فول الصويا ومنتجات زراعية أخرى، وتأجيل فرض قيود على صادرات المعادن النادرة.

وجاء هذا التقدم في المفاوضات خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي استضافتها كوالالمبور، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز صورته كـ"صانع صفقات دولي"، لكن أسلوبه في التفاوض تسبب في اضطرابات اقتصادية داخلية وخارجية، إذ أدت ضرائبه الجمركية إلى توتر علاقات واشنطن مع شركائها التجاريين، في وقت لا يزال فيه الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية يفاقم خلافاته مع الديمقراطيين.

وخلال القمة، شهدت تايلاند وكمبوديا توقيع اتفاق لتوسيع وقف إطلاق النار بين البلدين، وذلك في مراسم حضرها ترامب، ويُنظر إلى تهديداته الاقتصادية كعامل ضغط رئيسي دفع الدولتين إلى إنهاء الاشتباكات الحدودية التي اندلعت مطلع العام.

وبموجب الاتفاق، ستفرج تايلاند عن الأسرى الكمبوديين، بينما تبدأ كمبوديا في سحب المدفعية الثقيلة ضمن المرحلة الأولى من التنفيذ، مع مراقبة إقليمية لضمان عدم تجدد القتال، وقال ترامب خلال المراسم: "لقد أنجزنا شيئا كان كثيرون يرون أنه مستحيل"، فيما وصف رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت الحدث بأنه "يوم تاريخي"، وأكد نظيره التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول أن الاتفاق "يؤسس لسلام دائم".

كما وقّع الرئيس الأمريكي أطر اتفاقات اقتصادية مع كمبوديا وتايلاند وماليزيا، تهدف بعضُها إلى تعزيز التعاون في مجال المعادن الحيوية، وتسعى واشنطن من خلال هذه التفاهمات إلى تقليل اعتمادها على الصين، التي استخدمت تقييد صادرات المكونات التكنولوجية كورقة ضغط في المفاوضات التجارية.

وتُعد هذه المشاركة الأولى لترامب في قمة آسيان منذ ولايته الأولى، إذ أشار وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث سابقا إلى "عدم إلمامه الكافي" بالمنظمة خلال جلسة تثبيته في يناير الماضي، فيما يرى مراقبون أن القمة تمثل فرصة للرئيس الأمريكي لإعادة الانخراط مع منطقة يبلغ حجم اقتصادها مجتمعا 3.8 تريليون دولار ويعيش فيها نحو 680 مليون نسمة.

وقال ترامب للحضور: "الولايات المتحدة معكم بنسبة 100%، ونتطلع لأن نكون شريكا وصديقا قويا لأجيال قادمة"، واصفا قادة المنطقة بأنهم "قادة استثنائيون" مضيفا: "كل ما تلمسونه يتحول إلى ذهب".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: