لو الموتوسيكل سيتوقف لفترة لابد من تزييت المسامير وتفريغ الكاربراتير ووضع كيس بلاستيك تحت الغطاء
موضوعات مقترحة
حبيبة الشيمي، 21 عاما، اختارت أن تدخل مجال ميكانيكا الموتوسيكلات مستلهمة خطاها من والدها، لتشق لنفسها طريقا مليئا بالتحديات في عالم يعتبر غريبا علي الفتيات، وسريعا انتشرت فيديوهات لها علي السوشيال ميديا وأصبحت من الخبراء في مجالها رغم صغر سنها، تعالوا نستمع إلي قصتها.. ونصائحها لصيانة الموتوسيكلات.
البداية
حبيبة الشيمي التحقت بمعهد ميكانيكا السيارات، وكان الدافع الأكبر وراء اختيارها لهذا التخصص هو والدها، الذي يعمل في هذا المجال، تقول: كنت أرغب في العمل في مجال دراستي، لكن ما كان يزعجني هو عدم رغبتي في العمل مع أشخاص غرباء، فاقترح عليّ والدي أن أعمل معه، خاصة وأنه يعمل في مجال إصلاح الموتوسيكلات، في البداية كنت أتمنى أن أعمل في توكيل، ليكون التعامل مع العملاء أكثر تنظيما، لكن والدي أقنعني بالعمل معه، وفعلا بدأت العمل وتعلمت منه كل ما يخص تصليح الموتوسيكلات.
حبيبة الشيمى
الهدف
توضح حبيبة أن هدفها في البداية كان مساعدة والدها الذي كان لديه الكثير من العمل، خاصة مع تقدمه في السن.
تقول: دراستي لميكانيكا السيارات ساعدتني جدا في العمل معه، وأشعر بأن الأمر كان ترتيبا من الله تعالى، واجتمعت رغبتي في مساعدة والدي مع دراستي، والحمد لله علمني والدي كل تفاصيل المهنة، في البداية كنت أشعر أن الموضوع أكبر من قدرتي، لكن عندما نزلت للعمل وجدت أن الأمر أسهل مما توقعت، واستوعبته بسرعة.
وتصف حبيبة طبيعة عملها في ورشة تصليح الموتوسيكلات، قائلة :نقوم أولا بالكشف عن الأعطال، ونعرفها من الصوت أو من المظهر الخارجي، ثم نفك قطع الغيار ونتأكد من تركيبها الصحيح أو ما إذا كانت تالفة. لا نستخدم أجهزة للكشف عن الأعطال، فالعمل يدوي بالكامل ويعتمد على الخبرة وبمجرد النظر نحدد العطل وطريقة إصلاحه، وفي البداية، استغربت والدتي الفكرة، لكن والدي شجعني كثيرا، وأهلي الآن فخورون بي جدا، بل ويشجعوني على تقديم محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يبخلون علىّ بملاحظاتهم واقتراحاتهم، حتى تضاعفت أعداد متابعيني ووصلت لمئات الآلآف.
حبيبة الشيمى
سؤال متكرر
وعن أكثر الأسئلة المتكررة التى تتلقاها حبيبة عبر صفحاتها علي مواقع السوشيال ميديا تقول: أتلقي يوميا تساؤلات عديدة بخصوص تلميع إطارات الموتوسيكلات والطريقه سهلة جدا و تعتمد علي استخدام بودرة الفحم، لكن أول وأهم خطوة هي ارتداء جوانتي ووضع معلقتين من بودرة الفحم في زجاجه بلاستيك وإضافة بنزين مضاف إليه معلقة جاز، ثم نرج هذه المكونات جيدا، حتي يتكون خليط كريمي، ثم نبدأ في توزيع المسحوق علي الاطارات و نتركها حوالي ربع ساعة تجف تماما وبعد ذلك نقوم بمسحها بقماشة نظيفة.
وتوضح حبيبة أن هناك من يعتقدون خطأ أن هذه الوصفة تؤثر سلبا على عمر الكاوتش أو تسبب سرعة تلفه، لكن الحقيقة أن هذا لا يحدث أبدا طالما أنه يتم مسح الخليط من على الإطارات بعد ربع ساعة فقط ولا يترك على الإطارات لفترة طويلة.
حبيبة الشيمى
نصيحة
وتنصح حبيبة أصحاب الموتوسيكلات بعدة نقاط للحفاظ عليها، خاصة إذا كانت ستظل متوقفة لفترة، منها: تزييت المسامير، ملء التانك بالبنزين، وضع كيس بلاستيك تحت الغطاء، تفريغ الكاربراتير، فصل البطارية وحفظها بعيدا عن الرطوبة وعن متناول الأطفال، وضبط الصيانة الدورية.
كما توضح أنه يجب على أى قائد موتوسيكل أن يعلم جيدا أن ضبط التاكيهات يختلف بين الصيف والشتاء، وتنصح المقبلين على شراء موتوسيكل مستعمل بالكشف عليه جيدا عند ميكانيكي مختصويكون مصدر ثقة.
كما تنصح حبيبة الأشخاص الذين يشكون من البطاريه من التأكد من أن المشكلة أصلا في البطارية، لأنه في بعض الأحيان تكون المشكله في "بلاطة الشحن" وليست في البطارية نفسها، لذلك من الضروري الكشف عند ميكانيكي ثقة حتي يكتشف أين تكمن المشكله تحديدا.
كذلك توضح حبيبة أهمية عدم التسرع لشراء قطع الغيار "الرخيصة" لأنه في كثير من الاوقات تكون بها عيوب صناعة ومشاكل كبيرة تظهر فيما بعد مع الاستخدام .
حبيبة الشيمى
ردود الأفعال
توضح حبيبة أن كثيرا من الناس كانوا يرون أن هذه المهنة صعبة ولا تناسب الفتيات، وأنها قد تؤثر على يديها وبشرتها علي المدي الطويل ،معتبرين أنها مهنة للرجال فقط. لكنها لم تتأثر بهذه الآراء، مؤكدة: العمل لا يتناقض مع أنوثتي، وأصررت على المجال الذي اخترته، فأنا أرى أني أقوم بعمل مهم وغير مألوف للفتيات، وهذا يدفعني للاستمرار وتطوير نفسي.
وعن معدل أسعار الصيانات تقول حبيبة: لا يوجد سعر ثابت لإصلاح الأعطال، فالأسعار متفاوته بدرجة كبيرة كما أن كل عطل له سعره، وكل خطوة لها تكلفتها. قد يقوم شخصان بنفس الإصلاح لكن تختلف التكلفة حسب الخطوات المطلوبة. ورغم أن والدي يعمل في المجال منذ أكثر من 40 عاما، إلا أنه ما زال يواجه مشكلات جديدة كل يوم، فالمجال واسع ومليء بالتفاصيل.
حبيبة الشيمى
مواقف طريفة
وعن المواقف الطريفة التى تتعرض لها في أثناء عملها تقول حبيبة: لن أنسى عندما جاء أحد أصدقاء والدي إلى الورشة وكنت بمفردي، فقال لي: "مش هتعرفي تعمليها خلاص"، فقلت له: نتفق على تحدي، إذا أصلحتها تدفع زيادة، وإذا لم أصلحها فلا تدفع شيئا ووافق، وبالفعل أصلحتها كما يفعل والدي، وربحت التحدي, وكان سعيدا جدا وحكى لوالدي، وأنا شعرت بالفخر لأني لم أخيب ظنه
وعن رأيها فى اقتحام الفتيات لمجالات كانت حكرا على الرجال لسنوات طويلة تؤكد حبيبة أن ما تقوم به الفتيات يعكس قوة شخصيتهن وثقتهن بأنفسهن، وتضيف : من خلال عملى تعرفت على فتاة تعمل "ديليفرى" على موتوسيكل، وأخرى اشترت سكوتر بسبب متابعاتها لفيديوهاتى، رغم رفض أهلها في البداية، وأي فتاة تعمل في مجال غير مألوف للبنات تواجه عقبات، لكن مع الإصرار يمكن تجاوز ذلك، طالما العمل لا يتعارض مع القيم والأخلاق .
حبيبة الشيمى
طموح
وعن أحلامها وطموحاتها، تقول حبيبة :أعشق عملي بكل تفاصيله، سواء البيع أو الشراء أو الصيانة، بدأت من الصفر، وحفظت أسماء الأدوات وطريقة استخدامها، ومع الوقت أتقنت العمل، لا أعتقد أني سأترك هذا المجال، لكني قد أتوسع بفتح ورشة وتشغيل عمال آخرين، وأحلم بتقديم كورسات لتعليم البنات صيانة الموتوسيكلات، لأن الكثير منهن طلبن مني ذلك بعد مشاهدة المحتوى الذى أقدمه على السوشيال ميديا .