أكد مسؤولون أمميون أن المدنيين في السودان، يواجهون خطر الجوع والموت، وأن النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر من تداعيات الحرب المستمرة، وجددوا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
موضوعات مقترحة
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر المسؤولون ـ "أوجوتشي دانييلز"، نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة؛ "فاليري جوارنييري"، المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي؛ "كيلي كليمنتس"، نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين؛ و"تيد شيبان"، نائب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف ـ من أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية ونزوح في العالم، وأن ملايين السودانيين بحاجة ماسة للمساعدة المنقذة للحياة.
قالت المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي "فاليري جوارنييري"، إن السودان يمثل بوضوح أولوية قصوى، واصفة الوضع بأنه خطير بعد تأكيد وجود مجاعة في أجزاء من البلاد. وقالت إن برنامج الأغذية العالمي يعمل بلا كلل لتوسيع عملياته وسط تحديات هائلة .
ونبهت "جوارنييري"، إلى أن دارفور تظل مصدر قلق رئيسي، ولكن من خلال المثابرة، يصل برنامج الأغذية العالمي الآن بشكل مستمر إلى مليوني شخص هناك. وفي المناطق المهددة بالمجاعة، وصلت الوكالة إلى 1.8 مليون شخص - أي أكثر من 85% ممن يواجهون ظروف المجاعة.
وسلطت "جوارنييري" الضوء على التقدم المحرز من خلال الشراكات مع البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي لإعادة تشغيل شبكات الأمان الاجتماعي ومساعدة المزارعين على زراعة القمح والذرة الرفيعة لتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي. وأشادت بصمود المجتمعات، مشيرة إلى أن الاستجابة الأكثر إلهاما للأزمة يقودها الشعب السوداني بنفسه .
وشددت المسؤولة الأممية على أن ما يحتاجه السودان الآن هو إنهاء فوري للأعمال العدائية، وحماية للمدنيين، ووصول إنساني دون عوائق، وتمويل عاجل ومرن لتوسيع نطاق التدخلات المنقذة للحياة والمغيرة للحياة.
بدورها، قالت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "كيلي كليمنتس"، إن السودان يواجه "أكبر أزمة حماية في العالم". وقالت إن زيارتها الأخيرة - التي استغرقت خمسة أيام إلى بورتسودان والخرطوم - هدفت إلى تسليط الضوء على أزمة الحماية في السودان.
وحذرت "كليمنتس" من أن مخاطر الحماية التي تواجه النساء والفتيات في هذا الصراع هي محبطة بقدر ما هي مفجعة. وفي خضم الدمار واسع النطاق، قالت: "لا يمكننا الانتظار حتى يتحقق سلام طويل الأمد-الفاعلون في مجال التنمية مطلوبون الآن".
وأشادت بكرم السودانيين تجاه 900 ألف لاجئ، لكنها حذرت من تصاعد المشاعر المعادية للأجانب في الخرطوم.
من جهته، وصف نائب المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف "تيد شيبان"، الوضع في السودان بأنه كارثي، قائلا إن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر للنزاع المتصاعد.
وسلط الضوء على زيارته إلى دارفور والخرطوم، قائلا: "العنف يمزق المجتمعات يوميا". روى "شيبان" مشاهد مروعة من الفاشر، حيث فرت النساء والأطفال من الحصار، وعبروا نقاط تفتيش مسلحة، وتم تجريدهم من ممتلكاتهم، والتحرش بهم، والاعتداء عليهم - ولم يتبق لهم شيء.
وحذر "تيد شيبان"، من أن 1.4 مليون طفل يعيشون في ظروف مجاعة أو ما يقرب من المجاعة، وأن الآلاف سيموتون دون علاج عاجل، لكنه أشاد بصمود المجتمعات السودانية.
من جانبها، قالت نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة "أوجوتشي دانييلز"، إن السودان يواجه أسوأ أزمة نزوح في العالم، مشيرة إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن الوكالات الأممية الأربع كانت جميعها موجودة في السودان، مشددة على الحاجة إلى نهج مشترك بين الوكالات مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث.
ووفقاً للمسؤولة الأممية يحتاج أكثر من 30 مليون شخص في السودان إلى مساعدة إنسانية، مع 9.6 مليون نازح داخلي و4.3 مليون فروا إلى البلدان المجاورة.
وحذرت "دانييلز" من أن الأزمة تزداد سوءا بسبب انعدام الأمن الغذائي، وتفشي الأمراض، والفيضانات، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية، والانهيار شبه الكامل لمعظم الخدمات الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك، أشادت"دانييلز" بصمود الشعب السوداني، مشيرة إلى أن 2.6 مليون شخص قد عادوا الآن إلى ديارهم، بمن فيهم مليون شخص في الخرطوم وحدها.
وسلطت الضوء على جهود التعافي مثل تشغيل مرفق مياه يعمل بالطاقة الشمسية في منطقة متضررة من الكوليرا، والمشاريع القادمة مع بنك التنمية الأفريقي لإعادة تأهيل البنية التحتية في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل وسنار.
وشددت على أن الاحتياجات الإنسانية في السودان ماسة، وكررت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للوقف الفوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، والوصول الإنساني دون عوائق، وتبسيط إجراءات إيصال المساعدات.