هل انتهى شهر العسل بين الغرب وإسرائيل؟!

26-10-2025 | 14:05

شهدت الفترة الأخيرة ملامح تحوّل إيجابي واضح في مواقف الغرب عمومًا، والإدارة الأمريكية تحديدًا، رغم أنهما كانا يمثلان أكبر داعم لدولة العدو، ورغم أن الموقف الأوروبي يبدو أكثر حدة ووضوحًا ضد العدوان، فإن الأهم هو الموقف الأمريكي؛ لكون أمريكا هي الشريك الأكبر والداعم الأساسي الذي استفاد لعقود من حروب وتوسعات العدو، ما رسّخ ما يمكن وصفه بـ "شهر العسل" القائم على المصالح المشتركة.

لكن، في سياق ما بعد الحداثة ورؤية شعوب العالم للحقائق بوضوح، بدأت تتسع المسافة بين أكاذيب دولة العدو والواقع الملموس، وهذا الإدراك العالمي الجديد، الذي يدعو لإعادة النظر في كل المسلّمات، بدأ يفرز تغييرًا واضحًا، وقد ساهمت في هذا التحول شخصية رئيس وزراء دولة العدو المستفزة التي زادت من استياء الرأي العام العالمي.

تجسد هذا التحول في خروج الشباب الجامعي الغربي، مدفوعًا بالحماس والمبادرة، في مظاهرات حاشدة عبر أمريكا وكافة أنحاء الغرب، مطالبين بحقوق الشعب الفلسطيني ووقف الدعم لدولة العدو، ونجحت هذه الاحتجاجات في قلب موازين الرأي العام في أمريكا والعالم.

هذا الضغط الشعبي أدّى إلى تحوّل كبير في مواقف حلفاء العدو التقليديين، حيث بدأوا يميلون، بشكل لافت، نحو تأييد الحقوق العربية وحقوق الإنسان، وقد تبلور ذلك بوضوح في الحراك الطلابي في الجامعات الغربية الذي تتسع موجاته تدريجيًا.

حتى الرئيس الأمريكي ترامب، المعروف بأنه من أشد المؤيدين للعدو، بدأ "يضيق صدره" من هذا الحليف، وفي الغالب فإن هذا التغيّر نابع من تطلعاته ليصبح "رجل السلام العالمي"، وسعيه لحل المشكلة سلميًا سيُحسب له في تاريخه، وقد تصاعدت الضغوط على دولة العدو حتى بلغت نسبة المؤيدين والمعارضين لها داخل الكونغرس الأمريكي مرحلة تقارب شديد لم تحدث من قبل.

كل هذه العوامل ضاعفت الضغط على دولة العدو لتنفيذ اتفاقية غزة، وظهرت تصريحات ترامب المتتالية كدليل على هذا التغيير الإيجابي للقضية العربية؛ فلقد رد بحسم على قانون الكنيست بضم الضفة الغربية قائلًا: "لن يحدث"، بل وذهب أبعد من ذلك عندما دافع عن حماس في ادعاء العدو خرقها للاتفاقية، مؤكدًا أنه "لا يعتقد أن قيادة حماس كانت مسئولة عن الخروقات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بل عزاها إلى بعض المتمردين".

من هنا، نتوقع المزيد من التأييد للقضية العربية، وعلى الجانب العربي، يتوجب علينا الاستعداد لهذا التحول من خلال الاصطفاف في موقف موحد لزيادة الضغوط على دولة العدو من كافة الجوانب، خاصة أن بوادر انهيارها بدأت تظهر، سواء عبر توقف الهجرة الخارجية تمامًا، أو تزايد الهجرة الداخلية، وتصاعد الرأي العام العالمي الرافض لها.

علينا كعرب تفعيل هذه الإنجازات لتحقيق الأهداف المنشودة قريبًا.

والله ولي التوفيق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة