لم يعد الخطر على القلب قاصرًا على الدهون أو قلة الحركة، فهناك عدو خفي يتسلل في صمت، يُجهد عضلة القلب ويخلّ بتوازنها الكهربائي، وهو الضغط النفسي المزمن.
موضوعات مقترحة
ففي زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد فيه المسؤوليات، أصبح التوتر أحد أخطر الأسباب التي ترفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب حتى بين الشباب.
كيف يؤثر الضغط النفسي على القلب؟
يقول الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب، إن التوتر لم يعد مجرد حالة مزاجية مؤقتة، بل تحول إلى عامل خطورة عضوي مباشر يؤثر في القلب والجهاز الدوري.
وأوضح أن الجسم عندما يتعرض للضغوط المستمرة، يفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، وهي التي تُنشّط استجابة "القتال أو الهروب". وفي حال استمرارها، تتحول من وسيلة دفاع إلى سلاح يرهق القلب.
وأضاف: "هذه الهرمونات تسبب تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن، مما يضع عبئًا كبيرًا على عضلة القلب والأوعية الدموية، ويزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية، خاصة بين الشباب الذين يعيشون تحت ضغط دائم". ##
خلل في كهرباء القلب بسبب التوتر
يؤدي الضغط النفسي المستمر، بحسب الدكتور مجدي، إلى اضطراب في الإشارات الكهربائية المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب، فيما يُعرف باسم اضطراب النظم (Arrhythmia)، مما قد يرفع خطر الجلطات الدموية أو النزيف الدماغي.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن يصبحون أكثر حساسية للألم، بما في ذلك آلام الصدر التي قد تُفسَّر خطأ على أنها أعراض أزمة قلبية.
موضوعات قد تهمك:
المناعة النفسية.. درع خفي في مواجهة التوتر والمرض
سلوكيات خاطئة تزيد الخطر
أوضح الدكتور إبراهيم مجدي أن كثيرين يلجؤون أثناء التوتر إلى سلوكيات غير صحية، مثل التدخين المفرط، أو الإفراط في تناول الكافيين، أو الأكل العاطفي الدسم، وهي كلها عوامل تؤدي إلى تلف الشرايين وزيادة الدهون والالتهابات داخل الجسم.
العلاقة بين التوتر والأمراض النفسية
أكد استشاري الطب النفسي أن الاكتئاب والقلق لا يُعدان فقط نتيجة للتوتر، بل هما في حد ذاتهما من عوامل الخطر المستقلة التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة لدى من لديهم تاريخ مرضي قلبي.
ونصح بضرورة التعامل مع الأمراض النفسية كجزء من منظومة الصحة العامة، قائلًا: "إدارة القلق والاكتئاب ليست رفاهية، بل هي رعاية وقائية للقلب، ويجب اللجوء للعلاج النفسي المتخصص بدلًا من التجاهل أو الوصم الاجتماعي". ##
خطوات وقائية لحماية القلب والعقل
يتفق الأطباء على أن الوقاية تبدأ من الوعي. وللحد من تأثير التوتر على القلب، يُنصح بـ:
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتخفيف التوتر.
- النوم الكافي وتنظيم أوقات العمل والراحة.
- تجنب المنبهات والتدخين.
- طلب الدعم النفسي أو الاجتماعي عند الحاجة.
فكما يقول الخبراء: حماية القلب تبدأ من حماية العقل.
أسئلة شائعة حول تأثير الضغط النفسي على القلب
هل يمكن أن يؤدي التوتر وحده إلى الإصابة بجلطة قلبية؟
نعم، فالتوتر المزمن يزيد إفراز الهرمونات التي ترفع ضغط الدم وتسبب اضطراب كهرباء القلب، مما يمهد لحدوث الجلطات.
هل يؤثر الضغط النفسي على الشباب أيضًا؟
نعم، فالدراسات الحديثة تشير إلى ارتفاع نسب أمراض القلب بين الشباب بسبب نمط الحياة السريع والتوتر الدائم.
ما العلاقة بين الاكتئاب وصحة القلب؟
الاكتئاب المزمن يُضعف الجهاز العصبي الذاتي وينعكس سلبًا على وظائف القلب، كما يضعف الالتزام بالعلاج ونمط الحياة الصحي.
ما أفضل الطرق لتقليل التوتر لحماية القلب؟
ممارسة النشاط البدني، وتقنيات التنفس العميق، والنوم المنتظم، والحديث مع مختص نفسي عند الحاجة.
موضوعات قد تهمك:
ما هي أفضل المشروبات والأطعمة لتقوية الصوت بعد الإصابة بالبرد؟