دور مصر الوطني الداعم للقضية الفلسطينية

25-10-2025 | 17:51

في هذا الجانب بالذات سيتجلى دور مصر واضحا كوضوح الشمس، فكم عانت مصر وعانى شعبها الأبي الكريم لمعاناة الأشقاء الفلسطينيين. تضامنت مصر وتضامن أهلها مع هذه القضية التي عاشت بقلوبنا وبقيت بالذاكرة حية وستبقى. كانت وما زالت تراها بقلب أم حنون صابرة وصامدة، تسعى دوما وبلا انقطاع على مدى السنوات والعقود، تقاتل من أجل توفير الأمان لها وتغلق كل أبواب المطامع التي تبتغي تحقيقها قوى شر ظاهرة أو خفية.

كانت مصر دائما هي صمام الأمان لهذه القضية، فكلما كثرت المساعي لحجب دورها، بدت كعملاق يفرض شروطه ويملي رغباته، فيخضع لها من كان في نفسه هوى يرجو لها ويتمنى زوالها بمحاولاته لطمس الهوية وإغلاق صفحة من صفحات عز هذا البلد الذي يتعلم منه العالم -وبالأحرى شعوبه- معنى العناد، معنى الصمود، معنى الصبر الذي لا يفتر ولا يقل يوما عن معدله أو مستوياته العليا.

وظفت مصر كل ما لديها من طاقات لأجل هؤلاء الأشقاء الذين زادت معاناتهم وفاضت عن كل حد. شاركت بموقفها ومواقفها الشجاعة للذود عنهم، لم تبخل يوما عليهم ووفرت لهم من قوتها ما استطاعت أن توفره من موارد متاحة لها، فالقضية قضيتنا كمصريين، والعقيدة تدق بداخل ضمائرنا كصوت أذان المساجد وكأجراس الكنائس، بالحق يعد من تمسك بأرضه وحافظ عليها.

إنها مصر، ولا يمكن لأحد أن يزايد على دورها. مصر اليوم يقودها رجل شهد له العالم، ومن قبله نحن، بأنه جسور شجاع لا يخشى في الحق لومة لائم، يحركه إيمانه بربه ومن بعده إيمانه بحق لن يسقط بالتقادم، فالقضية حية. الأمل البعيد أصبح قريبًا منا، الحلم المستحيل تجسد، بدت معالمه واتضحت ملامحه، إنه اليقين الذي جعلنا نرى قوة الله سبحانه وتمكينه، نصرته للضعيف وإن تكالبت عليه قوى الشر بكاملها.

فلسطين قطعة منا، تعلمنا منذ طفولتنا ونحن في مدارسنا أبعاد قضيتها، كبرنا لنأخذ بثأرها ممن طغى وظلم وعربد بأرضها. تكاتفنا مع من كان يختلف معنا لأجلها، طوينا صفحات الخلاف وتغاضينا عن كلمات كالرماح سكنت بقلوبنا وأجسادنا زمنا. تعلمنا أن الهدف الأسمى لا بد أن يحظى بنصيب من التسامح مادمنا نسعى لتحقيقه بجد. نتخطى الأزمات، نمررها وكأنها لم تكن يومًا حاضرة كاشفة عن وجهها المشوش، وعن محتواها الذي يخطط لكي يهدم ويسعى لتعكير صفو أمة ومنطقة بأكملها.

لعلنا جميعا تابعنا هذا الكم الهائل من المساعدات الإنسانية الذي أرسلت به مصر لأهلنا في فلسطين الشقيقة، لاحظنا أن مصر كان لها الوجود الأكبر على الأرض بأفعالها لا بكلمات للتسكين لا أكثر. دون تفاخر منها ودون منة، قدمت ما تستطيع من مساعدات متعددة الأوجه والمجالات؛ فنحن أصحاب القضية، نحن حراس العدالة، ومن يتنكر لدورنا فهو إما كاره أو جاحد. نحن لا نرى هؤلاء التافهين -فهم صغار- أولئك الذين راهنوا على فشل مصر في مساعيها الدؤوبة من أجل نصرة الحق بكافة الطرق والوسائل الممكنة.

عاشت فلسطين وتحيا مصر أمينة على مصالح منطقتها، وإن طالت ألسن من يكرهونها ويطمحون لاختطاف دورها الرائد ونسبه لأنفسهم، فشتان ما بين البلاهة والرشد، شتان ما بين أناس شرفاء أوجدهم القدر في ظل زمن قد عز فيه الشرف.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: