بين أشعار بنتاور وشوقي وقصائد الأهرام.. رحلة أمجاد رمسيس الثاني من ميت رهينة إلى الدرج العظيم والمتحف الكبير

25-10-2025 | 12:51
بين أشعار بنتاور وشوقي وقصائد الأهرام رحلة أمجاد رمسيس الثاني من ميت رهينة إلى الدرج العظيم والمتحف الكبيرتمثال رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير
محمود الدسوقي

حرص الشاعر بنتاور على تدوين انتصار أبناء وطنه المصريين العسكرى وانتصاراتهم فى الأحداث الكبرى، حيث دوّن  ملحمة شعرية تناول فيها تفاصيل معركة قادش التى اعتبرت الأكبر فى تاريخ العالم القديم على الإطلاق، وهى تمجيد لشخص رمسيس الثانى وشجاعته، حيـث نسب إليه الانتصار فى المعركة، وقد سُجلت القصيدة على جدران معابد أبيدوس والأقصر والكرنك والرامسيوم، كما كُتبت على بردية "رايفيه" الموجودة بمتحف اللوفر، وبردية "سالييه الثالثة"، وظهر ببردية "شيستر بيتى الثالثة" الموجودتين بالمتحف البريطانى.

موضوعات مقترحة

صمم رمسيس الثاني أيضا على تدوين ملحمة قادش بأسلوب شعري وأدبي، ليعتبرها علماء المصريات من أعظم القصائد الشعرية التى أظهرت براعة المصري العسكرية في ملحمة قادش، حيث تعرض انتصار الملك رمسيس الثانى على الحيثيين بأسلوب أدبى ملحمى ممتع، فتقول القصيدة:"عندئذ ظهر جلالته شبيهًا بأبيه مونتو، وأمسك بأسلحته، وارتدى زيه الحربى، مثل المعبود بعل فى ثورة عنيفة، وكانت المركبة الحربية التى تحمل اسم نصر فى طيبة قد جاءت من اسطبل ملكى كبير، واندفع جلالته واخترق صفوف هؤلاء الحيثيين الجبناء، وكان وحيدًا بالفعـل، ولم يكـن معه أحد، وعندما ألقى نظرة خلفه، رأى أن ألفين وخمسمائة مركبة حربية قد سدت عليه كل مخرج، مع كل محاربى بلاد الحيثيين التعساء، وأيضًا عددًا من القوات من البلاد المتحالفة".

بين أمير الشعراء وأعظم ملوك مصر القديمة 

في العصر الحديث، حرص أمير الشعراء أحمد شوقي على التغني بأمجاد رمسيس الثاني، فكتب في ذلك أبياتا تصل إلى 24 بيتا في قصيدته الخالدة "كبار الحوادث في وادي النيل"، وأشار فيها إلى مدح وقصائد بنتاور، لقد رأى في رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر في عصورها القديمة، وقال في ذلك: 

مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثاً   وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ

بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي   يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ

وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَكبَرِ      وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ

جَلَّ سيزوستَريسُ عَهداً وَجَلَّت  في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ

فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَعفو  وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ

وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً  وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ

وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي  لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ

يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضّاً  طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ

لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ  سٌ وَلا نالَهُ وَليداً شَقاءُ

فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّوهُ  تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ

وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَولِ تَراهُ مُستَعذَباً وَهوَ داءُ

فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ  وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ

جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى  شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ

وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكاناً  لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ

وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكاً  وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ

وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ  ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ

وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُلدُ  لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ

وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا  هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ

إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ الوَصفُ يَوماً أَو يَبلُغُ الإِطراءُ 

كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُحصي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ 

لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَكبُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ

وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا مِصرَ وَالعَرشُ عالِياً وَالرِداءُ 

وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ

لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَبلَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ

هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ

نقل التمثال وقصائد الأهرام  

كان تمثال رمسيس الثاني يستقر  أمام عبد بتاح ، حيث تم نقله فى احتفال مهيب فى عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمحطة السكة الحديد.  

ورمسيس الثانى الذي خلده الكثير من الشعراء فى العصر الحديث، احتفى به الشعراء فى خمسينيات القرن الماضي، حيث نشرت صحيفة الأهرام قصائد بمناسبة نقل تمثاله من البدرشين إلى محطة القاهرة، حيث أثار نقله ذكريات مجده الحربى، حيث يقول حسن فتح الباب فى قصيدته المنشورة فى "الأهرام": 

رمسيس ما أروع التاريخ محتشدا .. وقد ذُكرت فأصغت للعُلا السيرا 

أما الشاعر عامر بحيري وعبر قصيدته المنشورة بصحيفة الأهرام، فيتعجب كيف قاوم التمثال آلاف السنين من ضربات الشمس نهارًا وضربات القمر ليلاً، ولم يتهاوى مثلما تتهاوى أوراق الشجر، فيقول:  رمسيس قد خُلدت فى الدنيا على كل الصور. 

المتحف الكبير 

ويوحد تمثال رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر والعالم أمام المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير بمساحة تمتد لحوالي 7 آلاف م2، تتوسطها أيقونة معمارية فريدة، في مشهد مهيب يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة ويهيئ الزائر لرحلة استثنائية بين أعظم كنوز التاريخ الإنساني.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة