لم يعد القلق بشأن الشيب المبكر يقتصر على الشيخوخة فحسب، بل أصبح الآن موضوعًا مهمًا للشباب والبالغين على حد سواء.
موضوعات مقترحة
في حين أن كبر السن والعوامل الوراثية تظل عوامل لا مفر منها في الشيب، إلا أن المتخصصين والدراسات التي استشهدت بها مجلة فوج تؤكد أهمية النظام الغذائي في صحة الشعر .
على الرغم من عدم وجود حل نهائي لمنع ظهور الشعر الرمادي، إلا أن الحفاظ على نظام غذائي سليم يمكن أن يؤخر ظهوره، بالإضافة إلى جوانب أخرى مثل إدارة التوتر والراحة الجيدة.
النظام الغذائي وشيخوخة الشعر: مفاتيح علمية
قام أطباء الجلد وخبراء التغذية بتحليل العلاقة بين النظام الغذائي وظهور الشعر الرمادي. وأوضح الدكتور مورغان راباتش، طبيب الأمراض الجلدية في مركز إل إم الطبي بنيويورك، لمجلة فوغ أنه على الرغم من أن الشيخوخة والاستعداد الوراثي هما العاملان السائدان، إلا أن نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يُسرّع من فقدان التصبغ .
من جانبها، أشارت سامانثا دييراس ، مديرة خدمات التغذية في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، إلى أن نقص الفيتامينات يمكن أن يسبب الشيب المبكر من خلال التأثير على إنتاج الميلانين وزيادة الإجهاد التأكسدي في بصيلات الشعر .
وتؤكد دراسة نشرت في مجلة الأمراض الجلدية التجميلية أن نقص العناصر الغذائية الدقيقة الأساسية مثل النحاس وفيتامين ب12 وفيتامين د والحديد والزنك يرتبط بشكل كبير بظهور الشعر الرمادي المبكر وشيخوخة الشعر .
ويؤكد الخبراء أن تقييم هذه العيوب الغذائية وتصحيحها يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية لتأخير الشيب، إلى جانب عوامل مثل إدارة الإجهاد والنوم الكافي.
وبالإضافة إلى ذلك، سلطت دييراس الضوء على أن الخلايا الصبغية، وهي الخلايا المسؤولة عن التصبغ، معرضة بشكل خاص لنقص بعض العناصر الغذائية، مما يسهل فقدان لون الشعر الطبيعي.
يتفق المتخصصون على أنه على الرغم من أهمية النظام الغذائي، إلا أنه لا يكفي وحده للوقاية من الشيب. فعوامل مثل التوتر ونوعية النوم تلعب دورًا مهمًا في صحة بصيلات الشعر وسرعة ظهور الشيب.
النحاس: المعدن الأساسي لتصبغ الشعر
يُعد النحاس من العناصر الغذائية التي تساعد على تأخير ظهور الشيب. وأوضح الدكتور راباش أن هذا المعدن ضروري لتكوين الميلانين، وهو المركب الذي يُعطي الشعر لونه .
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات النحاس إلى انخفاض ملحوظ في تصبغ الشعر. تشمل الأطعمة الغنية بالنحاس المكسرات والبذور والكبد والمأكولات البحرية. يُعزز تضمين هذه الأطعمة في نظامك الغذائي اليومي قوة شعرك ومظهره الصحي.
قد يؤدي نقص تناول الحديد إلى انخفاض كثافة اللون الطبيعي. يوجد الحديد بشكل أساسي في اللحوم الحمراء والبقوليات والسبانخ والمكسرات.
يساعد اتباع نظام غذائي يحتوي على مصادر متنوعة من الحديد في الحفاظ على حيوية الشعر ومنع ظهور الشيب المبكر .
فيتامين د ضروريًا لنمو الشعر وتصبغه
وأكد الخبير الاستشاري أن نقص فيتامين د يمكن أن يعزز الشيب المبكر وتساقط الشعر ، لأنه يؤثر على عمل الخلايا الصبغية.
وللحفاظ على مستويات مناسبة، ينصح بتناول الأسماك الدهنية والبيض ومنتجات الألبان المدعمة، بالإضافة إلى التعرض المعتدل لأشعة الشمس.
فيتامين ب12 ضروري أيضًا لصحة الشعر. نقصه يُعيق وصول الأكسجين إلى بصيلات الشعر، ويُعيق تكوين الصبغة التي تُعطي الشعر لونه.
يتواجد فيتامين ب12 بكثرة في الأطعمة ذات الأصل الحيواني مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أو نباتيًا البحث عن بدائل مدعمة.
حمض الفوليك (فيتامين ب9): تقوية بصيلات الشعر
يلعب حمض الفوليك ، المعروف باسم فيتامين ب9، دورًا حاسمًا في عملية التمثيل الغذائي للخلايا والأداء السليم للحمض النووي .
نقصه قد يسبب تساقط الشعر وإضعاف بصيلاته وزيادة احتمالية ظهور الشعر الرمادي.
يوجد حمض الفوليك في الخضراوات الورقية الخضراء، والبقوليات، والحمضيات، والحبوب الكاملة. يُقوي تناول هذه الأطعمة ألياف الشعر ويُساعد في الحفاظ على لونه .
إستراتيجية شاملة لشعر صحي
ورغم فوائد هذه العناصر الغذائية، فإن المتخصصين الذين استشهدت بهم مجلة فوج والدراسات العلمية التي استشهدت بها يصرون على ضرورة اتباع نهج شامل يتضمن نظاماً غذائياً متنوعاً ومتوازناً ، وتقليل التوتر، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
تشير دراسة شاملة نُشرت مؤخرًا إلى أن العوامل الغذائية ونمط الحياة والعوامل البيئية لها جميعًا تأثير ملحوظ على الشيب المبكر.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية إعطاء الأولوية لنظام غذائي متنوع ومتوازن - وخاصة النظام الغني بالعناصر الغذائية الدقيقة ومضادات الأكسدة - والحفاظ على عادات صحية، حيث تساعد هذه التدخلات ليس فقط في تأخير ظهور الشعر الرمادي، بل تعمل أيضًا على تعزيز صحة الشعر بشكل عام.
بدمج هذه العوامل فقط يُمكن تأخير ظهور الشيب بفعالية؛ لذا، فإن الحفاظ على لون الشعر الطبيعي لا يكمن في حل واحد، بل في التوازن اليومي بين النظام الغذائي والعادات الصحية والعناية الشخصية.