لماذا يفقد الطلاب شغفهم بالذهاب إلى المدرسة؟ خبير تربوي يكشف الأسباب والحلول

26-10-2025 | 15:51
لماذا يفقد الطلاب شغفهم بالذهاب إلى المدرسة؟ خبير تربوي يكشف الأسباب والحلولفقدان شغف الطلاب عند ذهابهم للمدرسة
شيماء شعبان

في كل صباح، تتكرر المشاهد نفسها في آلاف البيوت: طفل يرفض الاستيقاظ، وآخر يتحجج بالمرض، وثالث يذهب إلى المدرسة بوجه عابس. مشهد اعتادته كثير من الأسر، لكنه يخفي وراءه أزمة تربوية ونفسية عميقة تعرف باسم فقدان الشغف الدراسي.

موضوعات مقترحة

هذه الحالة لا ترتبط فقط بالملل أو الكسل، بل تعكس فتورًا حقيقيًا في علاقة الطالب بالتعلم والمدرسة، وهو ما يحذر منه الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس الدكتور تامر شوقي، مؤكدًا أن فقدان الشغف أصبح من أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية في العصر الحديث.

الملل من المدرسة.. عرض عالمي لا يقتصر على بلد

يقول الدكتور تامر شوقي إن فقدان الشغف بالدراسة ليس ظاهرة محلية، بل مشكلة عالمية تصيب الطلاب في مختلف الدول، وإن كانت تختلف من حيث شدتها ونسب انتشارها.

يؤكد شوقي على أن فقدان الشغف بالمدرسة هو انفعال سلبي يصيب الطلاب في كل المراحل الدراسية، ويعكس خللاً في علاقتهم بالتعلم نفسه.

إشارات تحذيرية.. علامات فقدان الحماس

يوضح الخبير التربوي أن هناك مؤشرات واضحة يمكن من خلالها رصد فقدان الطالب اهتمامه بالدراسة، أبرزها: الحديث السلبي عن المدرسة أو المعلمين، رفض الاستيقاظ أو التهرب من الذهاب، البكاء أو العصبية الزائدة في الصباح، الإهمال في ترتيب الحقيبة أو أداء الواجبات، سلوكيات عدوانية تجاه الأسرة عند التذكير بالمدرسة.

ويحذر شوقي من أن استمرار هذه المظاهر قد يقود إلى العنف المدرسي وتراجع التحصيل الدراسي.

اقرأ أيضا:

تنويع الوجبات لتجنب الملل.. ما هو «اللانش بوكس» المثالي لطفلك في المدرسة؟

هل البرد المنتشر متحور كورونا أم نزلة برد عادية؟.. استشاري مناعة يوضح

من البيت تبدأ القصة

يؤكد الدكتور تامر شوقي أن الأسرة تلعب الدور الأبرز في تشكيل موقف الطفل من التعليم، موضحًا أن بعض الممارسات داخل المنزل تزرع في الطفل الشعور بالنفور، مثل: الروتين اليومي المتكرر دون أي تجديد، الضغط الزائد للمذاكرة دون تشجيع أو مكافآت، حرمان الطفل من ممارسة هواياته أثناء الدراسة، المقارنة السلبية بالأطفال الآخرين، رفع سقف التوقعات بما يفوق قدراته، مما يولّد الإحباط.


فقدان شغف الطلاب عند ذهابهم للمدرسة

المدرسة.. بيئة طاردة أم جاذبة؟

ويرى شوقي أن المدرسة نفسها قد تكون جزءًا من المشكلة، إذا افتقرت إلى عناصر التشويق والتحفيز. ومن أبرز الأسباب داخل البيئة المدرسية:

1- كثافة الواجبات والتقييمات اليومية.

2- غياب الأنشطة الممتعة التي تربط الطالب بالمدرسة.

3- انفصال المناهج عن واقع الحياة.

4- صعوبة بعض المواد الدراسية.

5- اعتماد العقاب والتوبيخ أكثر من التشجيع والدعم.

ويشدد على أن المعلم هو العنصر الحاسم في خلق بيئة تعليمية محفزة”، داعيًا إلى تأهيل المعلمين نفسيًا وتربويًا لتحفيز الطلاب.


فقدان شغف الطلاب عند ذهابهم للمدرسة

التكنولوجيا.. المنافس الأقوى للتعليم التقليدي

يشير الدكتور شوقي إلى أن تعلق الأطفال والمراهقين بالأجهزة الذكية وشبكات الإنترنت خلق عالمًا أكثر تشويقًا من المدرسة التقليدية، إذ يجد الطالب في المحتوى الرقمي تفاعلًا فوريًا وإشباعًا سريعًا لفضوله، بينما تبدو له المدرسة بطيئة ومملة، موضحًا أن الطفل اليوم يعيش في زمن السرعة، والتعليم ما زال يسير بإيقاع الماضي.


الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي

كيف نستعيد شغف الأطفال بالتعلم؟

يختتم الدكتور تامر شوقي حديثه بالتأكيد على أن إعادة الشغف إلى الطلاب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، مقدمًا مجموعة من الحلول:

1- تحديث طرق التدريس وربطها بالحياة الواقعية.

2- تعزيز الأنشطة الفنية والرياضية داخل المدرسة.

3- تحفيز الطلاب بالمكافآت والتقدير بدلًا من المقارنة والعقاب.

4- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.

5- تشجيع التواصل الإيجابي بين الأسرة والمعلم.

"المدرسة يجب أن تكون مكانًا يحبه الطالب لا يهرب منه، والتعليم رحلة اكتشاف لا اختبارًا دائمًا”، يختم الخبير التربوي حديثه".

  ما معنى فقدان الشغف بالدراسة؟

هو شعور الطالب بالملل أو الرفض تجاه المدرسة أو المذاكرة، ما يجعله غير متحمس للتعلم أو غير ملتزم بالدراسة.

ما هي أبرز أسباب فقدان الشغف عند الطلاب؟

تشمل الأسباب: الضغط الأسري، الروتين اليومي، المناهج الصعبة، ضعف الأنشطة المدرسية، والمقارنة المستمرة بالآخرين، إلى جانب تعلق الطلاب بالتكنولوجيا.

 

كيف أعرف أن طفلي فقد شغفه بالدراسة؟

من خلال مؤشرات مثل الرفض الصباحي للمدرسة، التهرب من الواجبات، كثرة الأعذار المرضية، أو الحديث السلبي عن المدرسة والمعلمين.

 

هل يمكن استعادة شغف الطالب بالتعلم؟

نعم، من خلال تحفيزه بالمكافآت، وتشجيعه على ممارسة هواياته، وإشراكه في أنشطة ممتعة، وربط الدروس بحياته الواقعية.

 

ما دور المعلم في علاج فقدان الشغف؟

المعلم هو العنصر الأهم، إذ يجب أن يستخدم أساليب تفاعلية، ويتجنب التوبيخ والعقاب، ويخلق بيئة صفية إيجابية تشجع الطلاب على المشاركة والتفكير.

موضوعات قد تهمك:

إرهاق أم نقص حديد؟.. طبيب يحذر من أعراض خفية يخلطها الكثيرون بالتعب العادي

المناعة النفسية.. درع خفي في مواجهة التوتر والمرض

 

 

 

 

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: