مع بداية فصل الخريف وتقلبات الطقس بين ارتفاعات وانخفاضات في درجات الحرارة، تبدأ العدوى الفيروسية في الانتشار بشكل واسع، ما يجعل هذا الموسم من أكثر الفصول خطورة على أصحاب المناعة الضعيفة.
موضوعات مقترحة
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن الخريف لا يسبب أمراضًا مناعية جديدة، لكنه يمثل تحديًا حقيقيًا لمرضى ضعف المناعة، خاصة مع زيادة نشاط الفيروسات التنفسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا وكورونا.
أمراض المناعة المزمنة ليست موسمية
يؤكد الدكتور الحداد أن الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء والروماتويد والصدفية هي أمراض مزمنة، وقد تنشط في بعض المواسم لكنها ليست مرتبطة بفصل محدد.
وتابع قائلا: "ما فيش أمراض مخصصة بفصل الخريف أو الربيع، لكن بعض الأمراض المزمنة ممكن يزيد نشاطها في أوقات معينة من السنة."
فصل الخريف والمناعة
الخريف موسم العدوى الفيروسية
أشار الدكتور الحداد إلى أن الخريف يُعد موسمًا لانتشار الفيروسات بسبب التغيرات المناخية والتقلبات بين الحرارة والبرودة، وهو ما يرفع معدلات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، بالإضافة إلى فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.
وأوضح أن أخطر ما يواجه مرضى ضعف المناعة هو العدوى الفيروسية، قائلاً: "الفيروسات بتنتشر بشكل كبير جدًا في الخريف، وده بيكون خطر على الأطفال أو البالغين اللي عندهم ضعف في المناعة سواء كان وراثيًا أو بسبب سوء التغذية."
فصل الخريف والمناعة
الفئات الأكثر عرضة للخطر
بيّن الدكتور الحداد أن هناك نوعين من الفئات المعرضة للخطر خلال هذا الموسم: مرضى ضعف المناعة الوراثية أو المكتسبة، مثل الأطفال المولودين بخلل في جهاز المناعة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف مناعي ناتج عن سوء التغذية أو الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأضاف، مرضى السكر بيُصنفوا ضمن مرضى ضعف المناعة، وبالتالي لازم يتابعوا مستويات السكر والضغط باستمرار خلال الخريف.
اقرأ أيضا:
«الجديري المائي» يعود في الخريف.. كيف تحمي طفلك من العدوى؟
الليمون صديق دائم لتعزيز المناعة ومقاومة نزلات البرد.. كيف نستفيد منه يوميًا؟
اللقاحات والتغذية خط الدفاع الأول
شدد الدكتور الحداد على أهمية تلقي لقاح الإنفلونزا الموسمية كإجراء وقائي أساسي لمرضى ضعف المناعة، مؤكدًا أنه “ضروري جدًا ليهم في الوقت ده من السنة”.
كما أوصى بضرورة إتباع نظام غذائي صحي لدعم جهاز المناعة، موضحًا أن الغذاء هو المناعة، والأفضل يكون غني بالبروتين قليل الدسم، قليل السكريات، مع خضروات وفواكه طازجة.
الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة
نمط حياة صحي لتعزيز المناعة
اختتم الدكتور الحداد حديثه بالتأكيد على أن ممارسة الرياضة المنتظمة، والنوم الجيد، والابتعاد عن التدخين من العوامل الأساسية التي تعزز مناعة الجسم وتساعده على مقاومة العدوى.
وقال: "الرياضة تنشط الدورة الدموية، والنوم والراحة ضروريان، والتدخين بيضعف المناعة بشكل مباشر، فمهم جدًا الابتعاد عنه خاصة في فصل الخريف."
لماذا تكثر الفيروسات في الخريف؟
مع انخفاض درجات الحرارة في الخريف، يميل الناس إلى قضاء وقت أطول في الأماكن المغلقة ذات التهوية الضعيفة، مما يسهل انتقال الفيروسات التنفسية مثل الأنفلونزا، ونزلات البرد، وRSV (الفيروس المخلوي التنفسي).
كما أن الطقس البارد والجاف يُضعف الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، فتفقد قدرتها على صدّ الفيروسات.
ما هي أبرز الفيروسات التي تنتشر في موسم الخريف؟
من أبرز الفيروسات التي تنشط في الخريف:
فيروس الإنفلونزا (Influenza)
فيروسات البرد العادية (Rhinovirus وCoronavirus الموسمية)
الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)
فيروس النوروفيروس (Norovirus) المسبب لالتهابات المعدة والأمعاء.
فيروسات الأدينو (Adenovirus) التي قد تسبب التهابات بالعين أو الحلق.
هل جهاز المناعة يضعف تلقائيًا في الخريف؟
نعم، إلى حدٍّ ما. فقلة التعرض لأشعة الشمس تقلل من إنتاج فيتامين D الضروري للمناعة.
كما أن التغيّر المفاجئ في درجة الحرارة والإجهاد الناتج عن العودة إلى الروتين الدراسي أو العمل قد يؤثران سلبًا على الجهاز المناعي.
ما العوامل التي تؤثر على قوة المناعة في هذا الموسم؟
قلة النوم أو اضطرابه.
التغذية غير المتوازنة (قلة تناول الخضروات والفواكه الطازجة).
الإجهاد النفسي والضغط العصبي.
نقص فيتامين D وC والزنك.
قلة النشاط البدني وقضاء وقت طويل داخل الأماكن المغلقة.
ما هي الإجراءات الوقائية التي تساعد على تقوية المناعة؟
النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا.
ممارسة النشاط البدني المنتظم مثل المشي أو اليوغا.
غسل اليدين باستمرار وتجنّب لمس الوجه.
تهوية الغرف بانتظام حتى في الأجواء الباردة.
تجنّب الاختلاط بالأشخاص المصابين بالبرد أو السعال.
ما هو دور التلقيح في الحماية في موسم الفيروسات؟
اللقاحات تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل الإصابة وشدة الأعراض.
أهمه:
- لقاح الإنفلونزا الموسمية (يُفضل أخذه في بداية الخريف).
- لقاح كوفيد-19 المُحدّث (في حال التوصية به).
- لقاح RSV لكبار السن أو الأطفال حسب توصية الطبيب.
ما الأطعمة أو المغذّيات التي تدعم المناعة؟
فيتامين C: موجود في البرتقال، الكيوي، والفلفل الأحمر.
فيتامين D: من الشمس، السمك، وصفار البيض.
الزنك: في المكسرات والبقوليات واللحوم.
البروبيوتيك: في الزبادي واللبن الرائب لدعم صحة الأمعاء.
العسل الطبيعي والثوم لهما خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات.
هل هناك عادات يومية يجب تجنّبها للحفاظ على المناعة؟
نعم، أبرزها:
الإكثار من السكر والمشروبات الغازية.
السهر والتوتر المستمر.
التدخين وتناول الكحول.
قلة الحركة وقضاء وقت طويل أمام الشاشات.
إهمال شرب الماء خلال اليوم.
متى يجب زيارة الطبيب عند الشعور بأعراض فيروسية؟
يُنصح بزيارة الطبيب إذا:
1- استمرت الحرارة لأكثر من 3 أيام.
2- ظهرت صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر.
3- كان هناك تعب شديد أو فقدان للشهية.
4- الأعراض لا تتحسن رغم الراحة والعلاج المنزلي.
5- في حالة كبار السن أو الأطفال أو أصحاب الأمراض المزمنة.
هل يمكن أن يصبح الفيروس خطيرًا إذا كانت المناعة ضعيفة؟
نعم، فالمناعة الضعيفة تجعل الجسم أقل قدرة على مواجهة العدوى، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الرئة أو الجيوب الأنفية أو حتى العدوى البكتيرية الثانوية.لذلك، تعزيز المناعة هو خط الدفاع الأول ضد أي فيروس موسمي.
موضوعات قد تهمك:
ما هي أفضل المشروبات والأطعمة لتقوية الصوت بعد الإصابة بالبرد؟
السرطان والعمر.. لماذا يزداد خطر الإصابة بعد سن الأربعين؟