أكد يوسف توجار، وزير الخارجية النيجيري، أن نيجيريا، باعتبارها الدولة الأكثر سكانًا في إفريقيا وأحد أبرز مصدري النفط الخام، كانت أقل تأثرًا بالرسوم الجمركية الأمريكية مقارنة بالدول الأخرى، وذلك بفضل حجمها الكبير وتنوع شركائها التجاريين.
موضوعات مقترحة
ونقل موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي عن توجار قوله إن "من المهم أن تتجنب دول الشمال العالمي والدول المتقدمة التعامل مع إفريقيا بمنهجية تشبه لعبة ماين كرافت. فالأمر لا يتعلق فقط باستخراج النفط والغاز والمعادن النادرة، والاستثمار في بعض القطاعات. هذه ليست الطريقة المثلى للتعامل مع القارة".
وأضاف: "يجب أن يقوم التعاون مع إفريقيا على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع الاعتراف بحاجتنا إلى التنمية. وإذا لم يحدث ذلك، فستستمر الهجرة غير الشرعية والتحديات المرتبطة بها في التفاقم".
وأشار الوزير إلى أن دولًا إفريقية عديدة غنية بالموارد الطبيعية، مثل نيجيريا التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، وجمهورية الكونغو الديمقراطية بمواردها من المعادن الأساسية، لطالما واجهت صعوبات في تنويع اقتصاداتها وتقليل اعتمادها على صادرات السلع الأولية.
وفي تعليقه على سياسة الرسوم الجمركية التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي فرضت ضريبة بنسبة 15% على عدد من المنتجات النيجيرية، بما فيها النفط والغاز، أوضح توجار أن نيجيريا تمتلك مقومات تجعلها أكثر قدرة على تحمل مثل هذه الصدمات.
وقال: "نحن دولة كبيرة جدًا، ويبلغ عدد سكاننا 230 مليون نسمة، ما يمنحنا سوقًا محلية ضخمة ومجموعة واسعة من المواهب والقدرات، تفوق العديد من الدول الأخرى".
وأضاف أن بلاده، في ظل إدارة الرئيس بولا تينوبو، تسعى إلى ترسيخ مبدأ "الاستقلال الاستراتيجي" في علاقاتها الدولية، مشيرًا إلى أن "علاقات نيجيريا لا تُبنى على اعتبارات أيديولوجية، بل على المصالح، وعلى رأسها المصلحة الوطنية".
وأوضح توجار أن نيجيريا تحتفظ بعلاقات تجارية مع الولايات المتحدة، والصين، والبرازيل، والهند، مؤكدًا أن الأولوية ليست الانحياز إلى محور دون آخر، خاصة في عالم متعدد الأقطاب.